728x90 AdSpace

  • أحدث المواضيع

    دور طائفة اليهود في احتلال الجزائر

     




    في سنة 1786م، أسس اليهود نافتالي بوجناح أو بوشناق، ويوسف بكري وأخوه يعقوب شركة تجارية في الجزائر في عهد صالح باي. ولد هؤلاء الثلاثة في الجزائر لكن أصولهم تعود إلى ليفورن الايطالية.

    كان عمل الشركة يقوم على أساس الوسيط بين الأهالي والشركة المَلَكِية الفرنسية. ففي سنة 1790 أنشأت الشركة اليهودية وكالة لها في عنابة وأخذ نشاطها يتطور إلى مناطق الشرق الجزائري والى تونس إلى أن احتكرت عملية شراء المحاصيل من السكان.

    وفي سنة 1792م، أعلنت فرنسا عن قيام الجمهورية بعد إعدام الملك لويس الرابع عشر، وفي خضم تلك الإضطرابات لجأت الحكومة الجديدة إلى شراء كميات كبيرة من القمح لمواجهة الندرة التي اكتسحت فرنسا، لكن الشركة الملكية الإفريقية التي هي من الشركات الفرنسية الكبرى في الجزائر عجزت عن تزويد فرنسا بما تحتاج إليه من مواد غذائية. 

    ألغيت الشركة الملكية الإفريقية في سنة 1794 عقب القرار الذي اتخذه مجلس الأمن العام، واستُبدلت بالوكالة الإفريقية وأصبحت هذه الأخيرة مدعمة من طرف الشركة اليهودية التي رخصت لها الحكومة الفرنسية إقامة وكالة لها في العاصمة الفرنسية، فأصبح لهذه الشريحة من اليهود دور كبير في التجارة الداخلية والخارجية للجزائر، هذا بفضل شبكاتهم ومعرفتهم لغة وعادات الجزائريين إضافة إلى التقرب من حكام الايالة وربط مصالحم مع فرنسا، ما خول لهم التدخل في الشؤون السياسية الجزائرية.

    عملت الحكومة الفرنسية على شراء كميات كبيرة من القمح في عهد حكومة الثورة الفرنسية والحملة الفرنسية على مصر حتى بلغت ديونها 24 مليون فرنك، حيث قامت فرنسا بتسديد النسبة الكبيرة من القمح إلى الشركة اليهودية والتي تواطأت مع فرنسا ضد حكومة الجزائر في مسألة تسديد الدين المستحق. 

         ظلت الديون الجزائرية على فرنسا معلقة منذ عهود الجمهورية الأولى والإمبراطورية الأولى وحروب فرنسا ضد التحالفات الأوروبية، وعند عودة ملكية البوربون إلى العرش صمم داي الجزائر على تصفية الديون واقترح تاليران على إنهاء قضيتها وعمل على تقديم تقرير إلى الدوق ريشيليو عام 1818، وبعد العديد من المداولات والمشاورات بين أعضاء اللجنة تقرر الاعتراف بمبلغ 7 ملايين فرنك كحد أعلى لهذه الديون وهو أقل من نصف المبلغ الذي حدده الداي، ومع ذلك وافق ممثل الداي عليه. لكن الحكومة الفرنسية دفعت 4,5 مليون فرنك التي هي حصة الداي إلى موكليه من عائلة بكري، إلاّ أن عائلة بكري خدعوا الداي بعد أن قبضوا هذا المبلغ وقرروا عدم العودة إلى الجزائر، فتجنس بكري بالجنسية الفرنسية واستقر في باريس ورحل بوشناق إلى مدينة ليفرون الإيطالية واستقر بها.

     إتهم الداي القنصل دوفال بالتواطؤ مع هذين اليهوديين، كما اتهمه بحجز الرسائل التي يوجهها إليه مجلس الدولة الفرنسي وقام باعتقال أفراد عائلة بكري وسجنهم، وطلب من فرنسا تسليمه مبلغ 2,5 مليون فرنك الباقية على الخزينة الفرنسية. 

    حادثة المروحة:

           وقعت حادثة المروحة الشهيرة يوم 29 أفريل 1827 بمناسبة عيد الفطر، حيث يتقدم القناصلة الأجانب بتهنئة الداي بالعيد وكان من بينهم القنصل الفرنسي دوفال.  اغتنم الداي المناسبة وطلب من القنصل الفرنسي تفسير سبب تأخر ردود فرنسا بخصوص ديون الجزائر عليها، فكان رد القنصل غامضاً ومهيناً، فأمره بالخروج من مجلسه وعندما أبى الخروج ضربه بالمروحة التي كانت بحوزته، وزاد على ذلك دوفال في تقريره بأنه ضربه 3 مرات لكن بعض الروايات تذهب إلى أن فعل الضرب لم يحدث بل وقع التهديد بالضرب فقط. 

             كان رد فعل فرنسا على هذا الصنيع المفتعل أن أرسلت قطعة من أسطولها تحت قيادة القبطان كولي ،collet صعد القنصل دوفال إلى هذه السفينة وطلبوا من داي الجزائر القدوم شخصياً إلى السفينة وتقديم اعتذار للقنصل مدركين أن الداي لن يقبل بهذه السخافات فأضافوا شروطا أخرى منها:


    -        أن يستقبل الداي القبطان ورئيس أركانه والقنصل بمحضر الديوان والقناصل الأجانب ويعتذر أمامهم لدوفال.

    -        أن يرسل بعثة برئاسة وكيل الخرج (وزير البحرية) إلى قطعة القنصل الفرنسي ليعتذر باسم الداي  إلى القنصل، وفي جميع الحالات يرفع العلم الفرنسي في جميع القلاع الجزائرية وتطلق مائة طلقة مدفعية تحية للقنصل.

     

    وعندما انقضى أجل الإنذار بدون رد، أعلن كولي الحصار في 16 جويلية  1827م، أما الداي فقد أمر من جهته باي قسنطينة بالاستيلاء على المنشآت الفرنسية الواقعة في إقليمه، وقد أنذر الضابط الفرنسي الداي بأن عدم الاستجابة لهذه المطالب في ظرف 24 ساعة يعني إعلان الحرب على الجزائر، وبالفعل رفض داي الجزائر هذه الشروط المجحفة والمهينة فتم إعلان فرنسا الحرب على الجزائر.

     

     



    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: دور طائفة اليهود في احتلال الجزائر Rating: 5 Reviewed By: Algeria Gate
    Scroll to Top