728x90 AdSpace

  • أحدث المواضيع

    الاحتلال الفرنسي للجزائر - المقاومة و أشكالها

    الاحتلال الفرنسي للجزائر - المقاومة و أشكالها

    المقاومة الشعبية


    يتلخص الموقف في رفض منطق الاستعمار وعبر عنه من خلال المقاومة التي وجدها الفرنسيون في كل منطقة يحتلونها ويمكن تقسيم المقاومة الشعبية المسلحة إلى :  
    1. مقاومة منظمة ( 1830 - 1847) وتزعمها الأمير عبد القادر في الغرب الجزائري. وأحمد باي في الشرق الجزائري (1836 - 1837)
    2. مقاومة غير منظمة (1847 - 1919) وتشمل ما يلي: 
    • ثورة بومعزة (1844- 1847)
    • ثورة سكان واحة الزعاطشة والشيخ بوزيان  (1849)
    • ثورة الشيخ بوعود ومولاي ابراهيم (1845 - 1853) 
    • ثورة بوبغلة (1851 - 1855)
    • ثورة الحاج عمر وفاطمة أنسومر (1843 - 1854)
    • ثور الصادق بالحضنة وبسكرة  (1858 - 1859)
    • ثورة بوخنتاش في المسيلة  (1860)
    • ثورة الزواغة وفرجيوة بالبابور  (1849 - 1864)
    • أحداث قبائل بني سناس بالحدود الغربية  (1859)
    • ثورة الشريف محمد بن عبد الله (1842- 1895)
    • ثورة أولاد سيد الشيخ (1864 - 1873)
    • ثورة بن ناصر بن شهرة (1851 - 1871)
    • ثورة الشريف بشوشة (1869 - 1874)
    • ثورة المقراني والشيخ الحداد (1871 - 1872)
    • ثورة بني مناصر في شرشال ومليانة (1871)
    • ثورة الأوراس (1879)
    • ثورة الشيخ بوعمامة  (1881 - 1883) 
    ويلاحظ أن التراب الوطني عمته هذه الثورات والانتفاضات ويمكن أن نأخذ نموذجين أحدهما عن المقاومة المنظمة والتي قادها الأمير عبد القادر بين (1832 - 1847 )، وثانيهما ثورة المقراني والشيخ الحداد.

    من هو الأمير عبد القادر؟

    ولد بالقيطنة قرب معسكر سنة 1807 تعلم في وهران ثم سافر مع والده إلى الحجاز لأداء فريضة الحج سنة 1825 .زار بغداد ودمشق والقاهرة، بويع في 27 نوفمبر 1832 بالإمارة وقيادة المقاومة المسلحة ضد الفرنسيين. إلى جانب حنكته العسكرية والسياسية كان رجل أدب وعلم وصاحب دين وتقوى له مؤلفات عديدة ومواقف خالدة اشتهر بها مثل انقاذه لآلاف المسيحيين من الابادة في سورية سنة 1860 توفي بدمشق سنة 1883 ونقل جثمانه إلى الجزائر بعد الاستقلال.
    أدرك الأمير بأن النصر مرتبط بعوامل أهمها :
    أ- توحيد الجزائريين تحت راية واحدة واخلاصهم في الدفاع عن وطنهم.
    ب- دعم الاشقاء في المغرب والدولة العثمانية.
    لقد نجح فعلا في رص صفوف معظم الجزائريين لكن واجهته عراقيل مع سلطان المغرب كما أهمله العثمانيون، وقد مرت المقاومة بثلاث مراحل:

    أ - مرحلة القوة (1832 - 1837) :

    المبادرة العسكرية والتفوق على الأرض غالبا كانت لصالح الأمير وأهم حوادث هذه الفترة :
    • مهاجمة قوات العدو باعتماد حرب العصابات حيث انتصر في عدة معارك منها معركة خنق النطاح الأولى والثانية في ماي 1832 حيث تكبد الفرنسيون خسائر جسيمة.
    • اتخاذ مدينة معسكر عاصمة للدولة الجزائرية وميناء أرزيو لاستيراد السلاح.
    • الزام القبائل بالتشبث بأرضها ومقاطعة الفرنسيين ومحاصرة مراكزهم في المدن الساحلية.
    •  تنشيط مدن الداخل والسهول العليا كتلمسان، مليانة، والمدية، وقصر البخاري. وجعلها محاور اقتصادية واجتماعية وعسكرية للدولة.
    • إعلان التبعية لسلطان المغرب بغية الحصول على المساعدات.
    في هذه المرحلة اشتدت وطأة الحصار الاقتصادي المفروض على الفرنسيين في كل من وهران ومستغانم مما دفعهم إلى مهادنة الأمير وإبرام معاهدة دوميشال (حاكم وهران) في  26 فيفري 1834 ومن بنود هذه المعاهدة :
    • وقف القتال بين الطرفين.
    • حرية التجارة بين الطرفين.
    • انفراد الأمير بالسلطة في سائر أنحاء الغرب الجزائري باستثناء وهران، ومستغانم وأرزيو.
    وقد استغل الأمير الهدنة بتوسيع نفوذه وتأسيس جيش نظامي من المشاة والفرسان والمدفعية قدر أفراده ب 50 ألفا.

    في 1835 عزل دميشال وعوض بالجنرال تريزال حاكما على وهران فقام بتوفير الحماية لبعض القبائل المتمردة على الأمير الشيء الذي دفع بالأمير إلى العودة إلى الحرب فحقق انتصارات على الفرنسيين مثل معركة وادي المقطع قرب سيق في 17 جوان 1835 . 

    اهتز الرأي العام الفرنسي لهذه الهزائم فقامت الحكومة الفرنسية بعزل الحاكم العام وتريزال وعين مكانهما الماريشال بيجو والجنرال كلوزيل وأمدتهما بقوات جديدة قدرت ب 36 ألف عسكري.

    أحدث هذا التغيير عدم التوازن بين الطرفين فهاجم كلوزال معسكر عاصمة الدولة الجزائرية في ديسمبر 1835 غير أنه وجدها فارغة فخربها، وكان الأمير قد أخلاها واتخذ تاقدمت غربي تيارت عاصمة جديدة له ثم قام بغزو تلمسان في جانفي 1836 واحتلها بالتواطؤ مع بعض الخونة فيها لكن الثوار ضلوا مسيطرين على الطريق الرابط بينها وبين وهران فرد الفرنسيون بتمشيط المنطقة واشتبكوا مع قوات الأمير وتغلبوا عليها في معركة وادي سكاك غربي تلمسان في جويلية 1836.

    رغم هذه الهزيمة صمد الأمير والتف الشعب حوله فقرر الفرنسيون مهادنته ثانية، حتى يتفرغوا للمقاومة في الشرق الجزائري التي يقودها أحمد باي، وهكذا أبرموا معه معاهدة التافنة في 30 ماي 1837 وبموجبها توقفت الحرب بين الطرفين لفترة، واعترف كل منهما بمناطق نفوذ الأخر كما تبادلا القناصل.

    ب - مرحلة الهدوء المؤقت وتنظيم الدولة (1837 - 1839):

    استغل الأمير الهدوء ووسع حدود دولته حتى  شملت كل الغرب ماعدا تلمسان و وهران ومستغانم والوسط حتى شرقي سطيف والجنوب القسنطيني أي الأوراس والزيبان وفي الجنوب امتدت إلى ما وراء واد ميزاب وواد سوف حتى بلاد الطوارق وقام بعدة اصلاحات منها :
    •  تشكيل مجلس شورى ومجلس وزراء.
    • تقسيم البلاد إلى ثمان ولايات على رأس كل منها خليفة.
    • إقامة جهاز قضائي يستمد أحكامه من الشريعة الاسلامية.
    • تشجيع الفلاحة وتربية المواشي.
    • وضع ميزانية عمادها أموال الزكاة والضرائب
    • سك عملة جزائرية.
    • إرسال العلماء لنشر العلم في الأوساط الشعبية جمع المخطوطات حفاظا لها من الضياع.
    • بناء معامل للسلاح والذخيرة بالاستعانة بخبراء أجانب في تاقدمت ومليانة وتلمسان.
    •  إقامة حصون عسكرية كسبدو وبوغار وسعيدة وتازة جنوب مليانة.
    • اعتماد راية وطنية وشعار رسمي للدولة.
    • مباشرة اتصالات خارجية خاصة مع سلطان المغرب للتحالف معه ضد الفرنسيين (1839).

    ج- مرحلة حرب الإبادة والتسليم (1839 - 1847)

    شعر الفرنسيون بخطورة نشاط الأمير على مصالحهم فنقضوا معاهدة تافنة فاندلعت الحرب مجددا في نوفمبر 1938 بمبادرة جزائرية وكان الانتصار حليف الأمير الذي هاجم العدو في كل مكان وهددهم حتى داخل العاصمة فدفعت فرنسا بقوات إضافية إلى ساحات القتال بقيادة الماريشال بيجو الحاكم العام الجديد.

    إن خطة بيجو تمثلت في تشكيل وحدات عسكرية خاصة بحرب العصابات خفيفة التسليح يسهل بها مطاردة قوات الأمير ومهاجمة القبائل الموالية له والتنكيل بها وإغلاق الحدود مع المغرب لمنع وصول الإمدادات وفي الوقت نفسه تقوم بإبادة السكان وتدمير وإحراق كل ما على الأرض ولم يسلم حتى النبات وشهدت هذه المرحلة تطورا خطيرة أهمها:
    • ارتكاب الفرنسيين مجازر لا مثيل لها وتكثيف سياسة الأرض المحروقة.
    • سيطرتهم على معظم المدن الداخلية كتلمسان ومعسكر، سعيدة ، تاقدمت، مليانة، المدية..الخ.
    • أجبر الأمير على الانتقال إلى الونشريس وإنشاء عاصمة متنقلة) الزمالة (ضمت حوالي 60 ألف ساكن مع مرافقهم من أسواق ومدارس ومكتبات ومساجد.
    • اكتشاف الفرنسيين لموقع الزمالة فهاجموها في 16 ماي 1843 بتاغيت75) كلم جنوب بوغار(فأسروا كثيرا من سكانها وجنودها وضاعت معظم الأجهزة الإدارية والذخائر العسكرية والموارد المالية للدولة الجزائرية.
    • لجوء الأمير مع انصاره إلى منطقة الريف بالمغرب لطلب المساعدة، فحضي بتأييد شعبي واستجاب السلطان عبد الرحمن جزئيا، غير أن القوات الفرنسية هاجمت المغرب وهزمت جيشه في موقعة إيزلي في أوت 1844 واحتلت مدينة وجدة وقصفت طنجا والصويرة، وفرضت على المغرب معاهدة طنجة، وبموجبها سحب السلطان تأييده للأمير الذي عرضت عليه قبائل الريف مبايعته سلطانا عليها فرفض وعاد إلى الجزائر في السنة الموالية 1845 لاستئناف المقاومة، وانضمت إليه شخصيات مثل بومعزة في منطقة الظهرة.
    • تمكنت قوات الأمير من تحقيق انتصارات رائعة على الفرنسيين، تمثلت في هزيمة كافينياك في معركة سيدي براهيم غرب الغزوات أواخر سبتمبر 1845 كما هاجم الأمير المحتلين في الشلف، متيجة، التيطري ،جبال عمور وأولاد نايل.

    وأمام خطورة الوضع أرسلت الحكومة الفرنسية قوات كبيرة وتزامن ذلك مع تناقص الامكانات المادية والبشرية لقوات الأمير فحدث اختلال كبير في موازين القوى وذاق الأمر بالأمير فلجأ ثانية إلى المغرب، أين واجهته القوات المغربية، فاشتبك معها ثم عبر الحدود إلى الجزائر وهناك واجهه الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال لامورسير وأصبح محاصرا.

    قرر الأمير تجنيب أنصاره المعاناة فاتصل بلامورسيار واتفق معه على شروط وقف الحرب. وأهمها السماح له ولأتباعه بالهجرة إلى المشرق، وفي 27 ديسمبر 1847 في مدينة الغزوات وثيقة التسليم مع الدوق دومال الحاكم العام الجديد وهذا بعد 15 عاما من الصمود أمام دولة كبرى تملك الامكانات المادية. وقد تنكر الفرنسيون كعادتهم للمواثيق، فلم يسمحوا للأمير بالهجرة إلى المشرق، بل حملوه أسيرا إلى فرنسا . حتى سنة 1852 فانتقل إلى بورسة قرب اسطنبول ومنها إلى دمشق إلى أن توفي سنة.1883

    لقد كان الأمير صلبا وعنيدا أرسى دعائم دولة وطنية حديثة إلا أن اختلال التوازن بينه وبين فرنسا، وكثرة المتألبين عليه لم يسمح له بالذهاب بمشروعه إلى نهايته.

    ثورة المقراني 1871 :

     عاشت الجزائر في الفترة بين 1870 و 1865 أوضاعا مهدت لاندلاع ثورة المقراني التي تعد الأوسع نطاقا وتنظيما بعد ثورة الأمير. و يمكننا تلخيص أسباب و دوافع ثورة المقراني فيما يلي:

    1 - الأسباب السياسية :

    أ-إصدار قوانين كريميو الخاصة بمنح الجنسية الفرنسية لليهود.
    ب-محاولة فرنسا تحطيم نفوذ أسرة المقراني وإذلال زعيمها.

    2 - الأسباب الاجتماعية :

    أ- حدوث كوارث كبرى مثل زحف الجراد (1864 - 1866) والجفاف (1867) والزلازل وانتشار الأمراض الخطيرة (1867 - 1868) أهلكت مئات الألوف وقطعانا كبيرة من الثروة الحيوانية وأجبر السكان على الهجرة نحو السهول الساحلية. وقامت السلطات الفرنسية بتجميع السكان في محتشدات قرب مليانة والشلف وغليزان (500 ألف).

    - الأسباب الاقتصادية :
    • مشكلة الديون التي اقترضها المقراني من بنك الجزائر.بعد مجاعة 1868 لإعانة الموطنين ولما عجز عن تسديدها اضطر إلى رهن أملاكه وبالتالي أصبح مهددا بفقدانها.
    • استمرار الاستيلاء على أملاك الجزائريين.
    وإضافة إلى هذه الأسباب هناك ظروف دولية شجعت المقراني على التحرك وهي هزيمة فرنسا في حرب 1870 امام بروسيا واضطراب أوضاعها الداخلية بإعلان الجمهورية ثم ثورة باريس.

    مرت هذه الثورة  بثلاث مراحل :

    1 مرحلة الإعداد(جانفي إلى 14 مارس1871):
     قدم المقراني استقالته من منصب الباشاغا وعقد اجتماعا مع كبار قواده آخرها يوم 14 مارس   1871 والذي قرر فيه إعلان الثورة في صباح اليوم الموالي وتم في غضون ذلك تشكيل شرطة ولجان بتجميع الأموال وشراء الأسلحة والتحريض على الثورة ومحاكمة المتعاونين مع فرنسا. وقد تمرد في هذه الفترة الصبائحية الجزائريون في مناطق الطارف، بوبغار، وسوق أهراس ورفضوا الذهاب للحرب في فرنسا كما ثار النمامشة في سوق أهراس وتبسة.

    2 - مرحلة العمل العسكري ( 15 مارس، جوان1871):
      في 16 مارس 1871 زحف المقراني على رأس 7 آلاف فارس على برج بوعريريج فاندلعت الثورة وانضم إليها في 08 أفريل الشيخ الحداد زعيم الطريقة الرحمانية فاتسع نطاقها وهوجمت مواقع العدو من مليانة غربا حتى القل وجيجل وباتنة شرقا والصحراء جنوبا وحوصر الفرنسيون في بجاية ودلس وتيزي وزو وذراع الميزان والأخضرية ... وقاتل المقراني حتى استشهد في واد سوفلات قرب عين بسام يوم 05 ماي 1871 فخلفه أخوه بومزراق.

    -3 مرحلة التراجع)جويلية  (1872 - 1870 وفيها استسلم الحداد ورفاقه في جويلية، واضطر بومزراق تحت الضغط الفرنسي إلى اللجوء إلى الصحراء، وهناك حوصر وأسر يوم 20 جانفي 1872 في نواحي ورقلة، وهكذا انتهت الثورة بعد أن خاضت حوالي 300 معركة ضد العدو.

    و يمكن تلخيص انهيار هذه الثورة في النقاط التالية:
    • المواجهة المكشوفة بأسلوب الهجوم المباشر مع عدو يمتلك الإمكانات المادية والبشرية.
    • استشهاد زعيمها المقراني في وقت مبكر.
    • استسلام زعماء الطريقة الرحمانية مما دفع باستسلام الكثير من القبائل.
    • عدم اشتراك بقية مناطق القطر في الثورة.

    من نتائج ثورة المقراني:

    1. استشهاد حوالي 60 ألف جزائري مقابل مقتل 20 ألف فرنسي.
    2. ارتكاب الفرنسيين جرائم بشعة ضد السكان كالقتل الجماعي وحرق القرى.
    3. إلقاء القبض على الكثير من الثوار والحكم 6 آلاف منهم بالإعدام وعلى آخرين بالنفي إلى كاليدونيا.
    4. فرض غرامات مالية على السكان قدرت ب 64 مليون فرنك أي 70 % من رأس المال المتوفر في الجزائر.
    5.  مصادرة 7.5 مليون هكتار ومنح بعضها للمهاجرين الجدد من الألزاس واللورين.
    6. نفي عائلة المقراني والمقربين منها إلى الجنوب.
    7. إصدار قانون الأهالي.
    8.  هجرة الكثير من الجزائريين إلى المشرق. 
    إن ثورة المقراني اندلعت ردا على سياسات فرنسا الجائرة وشكلت تهديدا خطيرا للوجود الاستعماري في بلادنا.
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    6 comments:

    1. اريد المواقف الاقليمية و الاقتصادية لمقاومة المقراني ارجوكم

      ردحذف
    2. اريد مراجع هذا المقال

      ردحذف
    3. شكرا على المعلومات القيمة

      ردحذف
    4. مشكورين جدا لكن حبذا لو أدرجتم المصادر و المراجع لتكون المعلومات موثوقة و ممنهجة

      ردحذف
    5. معاهدة ديميشال 24فيفري 1834 ولا 26فيفري

      ردحذف

    Item Reviewed: الاحتلال الفرنسي للجزائر - المقاومة و أشكالها Rating: 5 Reviewed By: أقطار المغرب الكبير
    Scroll to Top