2 - ظهور الأخوين عروج و خير الدين واستقرارهما بالجزائر
كيف ظهر الأخوان عروج وخير الدين على مسرح الأحداث؟
يرتبط الاخوان عروج وخير الدين بالحاق الجزائر بالدولة العثمانية ومحاولتهما المتكررة لتطهير السواحل الجزائرية من الاسبان.
في عام 1457 م تمكنت قوات السلطان العثماني محمد الثاني من انتزاع جزيرة مدلي بالأرخبيل اليوناني من فرسان جزيرة رودس الصلبيين، وكان من ضمن قوات السلطان جندي انكشاري اسمه يعقوب بن يوسف، فسمح له بالاستقرار بقرية موله للاستقلال بمهنة صناعة الفخار، التي يتقنها كما سمح له بالتزوج من أرملة مسيحية تدعى كاتالينا. وأنجب منها ست بنات وأربعة أبناء هم: إسحاق، وعروج، وخير الدين ومحمد إلياس.
وعندما كبر الأبناء اشتغل اسحاق في التجارة وعروج في التجذيف بالبحر، وخير الدين في صناعة الفخار. أما محمد إلياس فقد اشتغل معلما للأطفال لتحفيظ القرآن.
بدأ عروج مهنة التجذيف لدى بعض رياس البحر منذ أن كان عمره عشر سنوات فجهز له أبوه مركبا بحريا عام 1477 م خرج به إلى البحر في الحوض الشرقي للبحر المتوسط و أخذ يقاوم القراصنة المسيحيين، وفي إحدى المرات وقع أسيرا في أيدي فرسان جزيرة رودس الصليبيين، وقتل أخوه محمد إلياس عندما حاول إنقاذه، فاسترقوه وسخروه للتجذيف طيلة عامين كاملين، ولكنه تمكن من الهروب.
كرس عروج نفسه لمقاومة القرصنة الأوروبية فنزل مع أخيه خير الدين ميدان الحوض الغربي للبحر المتوسط، وقد اتخذ عروج جزيرة جربة قاعدة لأسطوله منذ حوالي 1502 م، وذلك لكونها قريبة من صقلية ومالطة وجنوب إيطاليا، ولحق به في جربة أخواه إسحاق وخير الدين وشرعوا في القيام بمحاربة البحارة المسيحيين.
وهكذا اقترب عروج وأخواه من شمال تونس، واتصلوا بالأمير الحفصي وتفاوضوا معه، فسلم لهم ميناء الوادي عام 1504 م ليتخذوه كقاعدة لأسطولهم البحري.
0 comments:
إرسال تعليق