728x90 AdSpace

  • أحدث المواضيع

    الدول العربية والثورة الجزائرية : المملكة العربية السعودية

    الملك سعود بن عبد العزيز






    الدعم السياسي 


    أ) عند هيئة الأمم المتحدة

    بعد اندلاع ثورة التحرير الجزائرية بشهرين، وبالضبط يوم 5 جانفي 1955م، لفت أحمد الشقيري(*)، ممثل المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، أنظار العالم إلى معاناة الشعب الجزائري من اضطهادات المستعمر الفرنسي، كما نجحت السعودية في إقناع 14 دولة إفريقية وآسيوية بضرورة دمج القضية الجزائرية ضمن جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لنفس السنة، لكن معارضة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة للمقترح، حال دون تحقيق ذلك. 

    عادت المملكة العربية السعودية إلى طرح القضية الجزائرية أمام الهيئة الأممية سنة 1956م مدعومة بالكتلة الأفرو-آسيوية، وطالبت بإدراج القضية الجزائرية مجددا في جدول أعمال الجمعية العامة وكشفت للحضور بعض أوجه جرائم الإستعمار الفرنسي في الجزائر وأنواع التعذيب والتقتيل الجماعي والفردي الذي يتعرض له الشعب الأعزل. لكن حلفاء فرنسا الأطلسيين عارضوا المقترح مجددا فلم يتم إدراج القضية كذلك. لكن دورة 1956م الأممية سجلت موقفا أخويا إيجابيا للوفد السعودي حيث أدرج الوفدَ الجزائري ضمن قائمته مما أثار غضب الممثل الفرنسي الذي رمى السعودية بالشيوعية! لكن صدر عن الجمعية قرار ألمح إلى ضرورة إجراء مفاوضات جزائرية-فرنسية حسب ميثاق الأمم المتحدة لإيجاد حل توافقي للأزمة. 

    أما دورة 1958م فقد انتهت بالإعتراف بحق الشعب الجزائري في الإستقلال بعد أن دافعت السعودية عنه مدعومة بالكتلة العربية. 

    ب) على المستوى الثنائي

    بعد أن قامت فرنسا باختطاف طائرة زعماء الثورة الجزائرية بالمغرب الأقصى في 22 أكتوبر 1956م، طلب الملك سعود من فرنسا إطلاق سراحهم وأصدرت الحكومة السعودية بيانا هذا نصه : "على إثر اعتقال السلطات الفرنسية لبعض زعماء الجزائر في ظروف لا تقرها القوانين الدولية، أمر صاحب الجلالة الملك، وزارة الخارجية بتوجيه نظر الحكومة الفرنسية إلى النتائج الخطيرة التي يؤدي إليها هذا الإعتقال بالنسبة للسلم، مع المطالبة بالإفراج عنهم فورا حتى لا تتعقد الأمور وتزداد الحالة خطورة في الجزائر، بل في الشرق الأوسط عامة." 

    وفي سبتمبر 1958م أعلنت السعودية اعترافها بالحكومة المؤقتة الجزائرية فور تشكيلها، فبعث الأمير فيصل بن عبد العزيز وليُّ العهد ورئيسُ الوزراء يومئذ برقيةً إلى فرحات عباس جاء فيها : "حضرة السيد فرحات عباس رئيس وزراء حكومة الجمهورية الجزائرية المؤقتة. أهنيء سيادتكم بقيام الجمهورية الجزائرية وأنه يسرني أن أخبر سيادتكم باعتراف المملكة العربية السعودية بشقيقتها الجمهورية الجزائرية، راجين لها النصر في كفاحها لنيل الإستقلال والعون في ما هي قادرة عليه." 

    وفي تطور لاحق، اشترطت السعودية في جانفي من سنة 1959م حل القضية الجزائرية والسماح للشعب الجزائري بنيل استقلاله لعودة العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا التي قطعتها سنة 1956م إثر العدوان الثلاثي على مصر. وجاء في ما قاله الملك سعود عند مقابلته الأمين العام للهيئة الأممية : "البلاد العربية لن تكتفي بإرسال المساعدات المادية لإخوانهم المجاهدين، بل إني أقترح على الدول العربية اتخاذ خطوة إيجابية جديدة وهي مقاطعة فرنسا إقتصاديا حتى تقر حق إخواننا الجزائريين في حريتهم واستقلالهم في بلدهم." 


    الدعم المالي


    في أكتوبر 1956م، دعا الملك سعود بن عبد العزيز، الشعب السعودي إلى التبرع بالمال لصالح الثورة الجزائرية، وقام هو شخصيا بالتبرع بمبلغ مليون ريال، ثم تبعه الشيخ محمد بن لادن بمبلغ مائة ألف ريال ووزير الدولة حسن عباس شربتلي بتسعمائة ألف ريال والشيخ سالم بن محفوظ بمائة ألف ريال كما بلغت تبرعات أهالي مكة المكرمة وجَدَّة أكثر من مليون ونصف المليون من الريالات. وزاد على ذلك أن جعل ابتداءً من سنة 1958م، يوم 15 شعبان من كل سنة "يوم الجزائر" وجعله مناسبة لجمع تبرعات الشعب السعودي لدعم الكفاح نحو استقلال الجزائر. 

    ومن جهته فقد دعا أمير الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز (الملك الحالي) في أبريل 1960م، إلى جمع التبرعات النقدية والعينية لصالح الجزائر لمدة أسبوع بعد أن وجه نداءً إلى أهالي الرياض ندد فيه بجرائم فرنسا ضد الشعب الجزائري والبؤس والشقاء الذي لا يستثني أحدا لما تفرضه الآلة الإستعمارية عليه. 

    كريم بلقاسم في الرياض 

    بعد نداء الأمير سلمان وفي منتصف أبريل من نفس السنة، اتجه وفد جزائري برئاسة كريم بلقاسم إلى الرياض بعد أن حط بجدَّة على متن طائرة سعودية، والتقى الملك سعود الذي أكد للوفد واجب دعم المملكة للثورة الجزائرية كونها القضية الأولى بالنسبة للسعودية. 

    وفي فبراير 1962م، عقد الأمير فيصل بن تركي الأول، بصفته وزيرا للداخلية آنذاك، مؤتمرا صحفيا إستعرض فيه مسيرة كفاح الشعب الجزائري وانتهاكات الجيش الفرنسي التي لم تستثنِ حتى النساء والشيوخ والأطفال وناشد كل من لديه الإستطاعة أن يتبرع لدعم جهاد الشعب الجزائري. 



    ---------------------------------------------------- 

    (*) كان سوري الجنسية، حجازي الأصل من جهة أبيه، فلسطيني المولد، استعارته السعودية ليمثلها لدى الأمم المتحدة لخبرته القانونية.


    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    1 comments:

    1. مقال مفيد جدا يعكس الأخوة الإيمانية والقومية بين البلدين الشقيقين على مدار التاريخ نسأل الله تعالى استمرار هذه العلاقات وتظافر الجهود في حل كل المشاكل التي تواجه المسلمين في كل مكان جزاكم الله خيرا

      ردحذف

    Item Reviewed: الدول العربية والثورة الجزائرية : المملكة العربية السعودية Rating: 5 Reviewed By: Algeria Gate
    Scroll to Top