الدول العربية والثورة الجزائرية : ليبيا
في 13 جوان 1956م، استقبل الملك إدريس السنوسي بمقر إقامته بطبرق، وفدا ممثلا عن جبهة التحرير الوطني من أعضاء اللجنة الفرعية للتسليح منهم الأمين دباغين وتوفيق المدني وعمر دردور، واتُفِق خلال المحادثات على أن جهاد الجزائريين ضد فرنسا هو جهاد شرعي وجب على كل المسلمين مؤازرته. وعبر الملك الليبي خلالها عن تأييده المُطْلَق للثورة الجزائرية وقضيتها العادلة وأكد أن ليبيا حكومة وشعبا تشترك جسدا وروحا في كفاح الجزائريين ضد الإستعمار الفرنسي.
وعند اختطاف زعماء الثورة الجزائرية بالمغرب الأقصى في 22 أكتوبر من نفس السنة، خرج المتظاهرون إلى الشوارع الليبية معبرين عن سخطهم على عملية القرصنة الجوية التي نفذتها فرنسا في حق طائرة الزعماء، كما عبر الليبيون عن احتجاجهم على العملية بغلق محلاّتهم ودكاكينهم كما أوصدت البنوك أبوابها.
الدعم السياسي
تواصل الدعم الرسمي الليبي للثورة الجزائرية من خلال تنظيم عدة مؤتمرات واجتماعات مفصلية في تاريخ الثورة الجزائرية أهمها:
الدورة الثالثة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية، طرابلس الغرب
انعقد هذا المؤتمر بمباركة الملك الليبي في 16 ديسمبر 1959م بعد ميلاد الحكومة المؤقتة الجزائرية في سبتمبر من العام الذي قبله، فوُضعت خلاله الأسس الدستورية للدولة الجزائرية الناشئة كما قام المؤتمر بترسيخ مبدأ تقرير المصير ومنح صلاحيات بدء المفاوضات مع فرنسا للحكومة المؤقتة.
كما كان من توصيات هذا المؤتمر :
- منح صلاحيات واسعة للمجلس الوطني للثورة.
- تعيين فرحات عباس على رأس الحكومة المؤقتة وإعادة تشكيلها.
- إنشاء قيادة عسكرية جديدة، اللجنة الوزارية للتسليح، تحت قيادة بوصوف وكريم وبن طوبال ودعوة ضباط الخارج إلى الإلتحاق بوحدات الداخل.
- تأسيس هيئة الأركان العامة للجيش الجزائري.
- توسيع العمل المسلح في الجزائر ونقله كذلك إلى التراب الفرنسي.
- طلب دعم الدول الصديقة مثل الإتحاد السوفييتي والصين.
- إقناع الأفارقة بضرورة الإنسحاب من جيش الإحتلال.
- بعث مشروع وحدة المغرب العربي.
وفعلا فقد تم في 18 جانفي 1960م، تعيين فرحات عباس رئيسا للحكومة المؤقتة، والعقيد هواري بومدين رئيسا للأركان في 23 من نفس الشهر، كما تحرك العقداء لطفي والزبيري وبن شريف ولخضر عبيدي ودهيليس للإلتحاق بوحدات الداخل(*).
الدورة الرابعة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية، مؤتمر طرابلس الثاني
انطلق هذا المؤتمر يوم 9 أوت 1961م وانتهى يوم 27 من نفس الشهر بتعيين بن يوسف بن خدة رئيسا للحكومة المؤقتة خلفا لفرحات عباس، كما تطرقت جداول أعماله إلى المفاوضات مع فرنسا.
الدورة الخامسة للمجلس الوطني للثورة الجزائرية، مؤتمر طرابلس الثالث
جرت أشغال هذا المؤتمر بين يومي 27 ماي و7 جوان 1962م، برئاسة محمد الصديق بن يحي، ينوبه عمر بو داوود وعلي كافي. ونوقش خلاله إستفتاء تقرير المصير والبرنامج المستقبلي للجزائر المستقلة.
فتم إقرار إقامة دولة جزائرية ديمقراطية شعبية مبنية على أسس إشتراكية وتحويل جبهة التحرير الوطني من دورها الثوري إلى دور جماهيري تعبوي بعد الإستقلال. وظلت قرارات مؤتمر طرابلس الأخير تمثل إطار عمل الحكومة الجزائرية المستقلة إلى أن صدر ميثاق الجزائر الوطني في أبريل 1964م.
الدعم العسكري والمادي
في عام 1955م، وافق مصطفى بن حليم، رئيس الحكومة الليبية، على تمرير الأسلحة القادمة من مصر عبر التراب الليبي وتخزينها بطرابلس إلى أن يتم ذلك. وبحضور الوفد الجزائري، كانت الأسلحة القادمة من مصر مرورا بمنطقة السلوم تشحن في سيارات ليبية وتخزن في طرابلس ليتم نقلها إلى الحدود الجزائرية لاحقا. كما سمحت السلطات الليبية سنة 1957م لفرقة عسكرية من جيش التحرير الجزائري بالتمركز بمنطقة فزان بعد موافقة عبد الجليل سيف النصر، والي فزان.
وفيما يخص الجانب المالي فقد قدمت اللجنة الليبية للتبرعات لصالح جيش التحرير الجزائري في جوان 1956م، خمس شيكات بنكية إلى مصر لصالح الثورة الجزائرية وقد لعب السادة الهادي المشيرقي والحاج حسونة فحيمة وعلي حسنين، أعضاء اللجنة، دورا نشطا في جمع التبرعات.
-------------------------------------------------
(*) تمكن الطاهر الزبيري من الإلتحاق بالولاية الأولى بينما استشهد العقيد لطفي وأُلقِي القبض على أحمد بن شريف خلال العودة، ولم يتمكن لخضر عبيدي (الحاج لخضر) من العودة لمرض أصابه.
-------------------------------------------------
(*) تمكن الطاهر الزبيري من الإلتحاق بالولاية الأولى بينما استشهد العقيد لطفي وأُلقِي القبض على أحمد بن شريف خلال العودة، ولم يتمكن لخضر عبيدي (الحاج لخضر) من العودة لمرض أصابه.
0 comments:
إرسال تعليق