بمناسبة الذكرى المزدوجة لاحتلال الجزائر واستقلالها، إرتأيت أن أتطرق إلى بعض الأخطاء التاريخية الموجودة في المقرر الدراسي خاصة والأدبيات التاريخية التي تتناول بشكل عام الإحتلال الفرنسي للجزائر.
الخطأ الأول : حادثة المروحة سبب من أسباب الإحتلال الفرنسي للجزائر.
يُعتبر هذا خطأ لأن حادثة المروحة ليست سبباً وإنما هي نتيجة. وهذا مهم جدا لأن كل درس من دروس التاريخ الذي يرجى منه معرفة الأخطاء لتفاديها مستقبلا يقتضي تشخيص الأسباب ومعرفتها لاستئصال الداء لا معرفة النتائج.
ما هو السبب إذاً؟
للأسف، السبب مازال قائما حتى بعد مضي أربعة وخمسين عاما على الإستقلال الرسمي للجزائر وهو "التخلف".
يقول عميد المؤرخين الجزائريين ابو القاسم سعد الله رحمه الله : "... والأمر كذلك بالنسبة للجزائر، فمؤرخوها يطلقون بالتبعية على العهد العثماني فيها (العصر الحديث). بينما نعرف من كل الدراسات حول الموضوع أن "الوجق" لم يحاول أبدا أن يعيش "العصر الحديث" الذي كانت تحياه أوروبا. بالعكس، فقد أغلق جميع النوافذ، وقبع في حدوده القديمة، مما جعل البلاد تعاني من حُكم الإقطاع وظلم الحكام والجهل والتخلف العلمي، فكانت النتيجة أن احتل جيش فرنسا الجزائر، ... وإذا نحن توسعنا في الإستعمال وتجوزنا في الحكم، نقول بأن ما وقع سنة 1830م في الجزائر، ليس احتلال فرنسا للجزائر هكذا، بل هو احتلال "العصر الحديث" "للعصر الوسيط" [مع تحفظاتي الشخصية على هذا المصطلح] أو إحتلال التقدم للتخلف".
حادثة المروحة أتخذت كذريعة مثلها مثل إتهام الجزائر بالقرصنة في البحر المتوسط و إعتبار تفتيش منزل القنصل الفرنسي كإهانة لفرنسا و غيرها من الأسباب و الذرائع والله أعلم
ردحذف