المسار
النضالي لمصالي الحاج قبل 1926
مولده ونسبه:
ولد أحمد مصالي الحاج يوم 16 ماي 1898 في
حي رحيبة بتلمسان، والده الحاج أحمد مصالي وأمه فاطمة صاري. اشتغل
والده حارسا لضريح سيدي عبد القادر الجيلالي وذلك خلال سنة1919 ، وبقي في هذا العمل مدة عشرين سنة حتى وفاته شهر مارس1938 ، أما أمه فتوفيت في ربيع سنة .1922
طفولته:
كان عمر مصالي الحاج سبع سنوات عندما ناقش أبواه مسألة التحاقه بالمدرسة الأهلية الفرنسية ديسو و هكذا كان يدرس تاريخ الجزائر و جغرافيتها لمدة أسبوعين أو ثلاثة خلال السنوات الأولى، بينما كان تاريخ فرنسا يدرس يوميا، و قد لاحظ ذلك الاختلاف و الفرق بين ما يتلقاه في المدرسة و ما يشاهده في الواقع من الصرامة اليومية لقانون الأهالي و انتزاع المعمرين لأراضي العائلات المسلمة .كما
تلقى تربيته الدينية منذ صغره، فنشأ على الطريقة الدرقاوية في زاوية الحاج محمد بن يلس بتلمسان، حيث يقول في مذكرته
لسنوات »: 1938-1898 تنتمي أغلب عائلتي للطريقة الدرقاوية...إن
الشيخ محمد بن يلس هو أول من ترأس الطريقة في تلمسان«.
و لقد انشغل منذ صغره بالعمل من أجل مساعدة عائلته وهذا ما أدى إلى انقطاعه المستمر عن الدراسة، حيث عمل حلاقا ثم اسكافيا ثم بقالا وعمره عشر سنوات، كما اشتغل في مصنع للتبغ كملصق للطوابع على علب السجائر و الأكياس، لكنه فصل عن العمل بسبب القوانين الجديدة التي صدرت و تم التصويت عليها، حيث أن إحداها تمنع أرباب العمل من تشغيل عمال صغار والتي حدد سنهم بأقل من أربعة عشر سنة، و بذلك مس هذا القانون مصالي الحاج.
.
تجنيده الإجباري في الجيش الفرنسي:
في سنة 1908 وضعت
الحكومة الفرنسية مشروعا يفرض
الخدمة العسكرية
الإجبارية على الجزائريين ، فأثار ذلك استياء و غضب العائلات و قلقهم، حيث ألقى الشيخ جلول شلبي خطابا في الجامع الكبير بتلمسان، يحرض السكان على رفض هذا القانون و يدعوهم للهجرة إلى البلاد الإسلامية
فبدأت الهجرة منذ
شهر ديسمبر 1908 حسبما
ذكره مصالي الحاج، وبلغ عدد التلمسانيين الذين طلبوا جواز السفر
للهجرة 321 مهاجرا و في سنوات 1909 و 1910 ،هاجر
مائة شخص بطريقة سرية .في
عام
1918 التحق مصالي الحاج بالخدمة العسكرية، أي في أواخر الحرب العالمية الأولى، فنقل إلى وهران و منها إلى مدينة بوردو بفرنسا.
و بعد انتهاء الحرب بسنوات سرح يوم 23 فيفري 1921 بدرجة
رقيب، فعاد إلى تلمسان ليشرع في البحث عن عمل، إلا أنه كان يرى أن الأعمال الموكلة
للجزائريين كانت شاقة
و ظروف العمل كانت مختلفة نظرا للقوانين النقابية التي لا تحترم حقوق العمال الأهالي، لذلك قرر الهجرة إلى فرنسا.
هجرته إلى فرنسا:
لقد تأثر بأفكار العديد من شخصيات عصره التي كانت لها نظرة معادية ومشتركة إتجاه الظلم والقوانين الإستعمارية الجائرة . حيث
أنه و في صيف سنة 1922 زار
الأمير خالد، حفيد الأمير عبد القادر بتلمسان فترأس تجمعا شعبيا بقاعة البلدية، و كان من بين الشباب المتحمسين الذين حضروا واستمعوا لرسالة الإصلاح التي حملها، حيث قدم توضيحا شاملا عن الوضعية التي يعيشها الشعب الجزائري في تلك الفترة، مشيرا إلى قانون الأهالي ومعرجا على الفقر المدقع والظلم والجهل وتزوير الإنتخابات، و عرض مطالبه لتحسين الوضعية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، ولقد ساهمت هته الأوضاع المزرية في هجرة العديد من الجزائريين فكان من بينهم مصالي الحاج الذي هاجر في أكتوبر 1923 كغيره،
بحثا عن القوت في فرنسا فمارس عدة أعمال بها بين سنوات 1923 إلى 1933 فاشتغل
في مصنع للنسيج ثم في مصنع صهر الحديد ليتحول إلى بائع للقبعات ثم مستقبلا للزبائن في إحدى الفنادق، و آخر عمل كان
تجارة الجوارب.
و من بين الأحداث المهمة في حياته غداة قدومه إلى فرنسا زواجه منفرنسية تدعى إيميلي بوسكان من مواليد 3 مارس1901 ،
و التي أنجبت له طفلان هما : علي
المولود في 8 جويلية 1930 بباريس،
وجنينا المولودة في 16 أفريل1938 ،
وعند عودته إلى فرنسا حاول جاهدا تكوين نفسه بنفسه، فبالإضافة إلى اطلاعه الدائم على
مختلف المجلات
و الجرائد، دعم ذلك أيضا بحضوره لمحاضرات السربون حيث سجل فيه كمستمع و كذلك حضوره لمحاضرات معهد اللغات الشرقية وانضمامه لمختلف الأندية الثقافية .و
في ماي 1924 حضر
مهرجانا خطابيا لعبد القادر الحاج علي الذي
أشار فيه إلى القوانين الظالمة التي تطبقها فرنسا في الجزائر، و قد جمعت بينه وبين مصالي الحاج صداقة متينة تجسدت في تبادل الأفكار والآراء حول قضايا الشمال الإفريقي، كما أن مهاجري شمال إفريقيا ازدادت ثقتهم بالحزب الشيوعي الفرنسي من خلاله، و لقد وضع عبد القادر الحاج علي خبرته و نضاله ورصيده الفكري و علاقاته السياسية في خدمته، وتشجيعا منه انخرط مصالي الحاج في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي و ذلك من أجل اكتساب بعض المعارف الضرورية لكل مناضل.
====================================
يليه الجزء الثاني المسار النضالي لمصالي الحاج - ج2/2
====================================
يليه الجزء الثاني المسار النضالي لمصالي الحاج - ج2/2
0 comments:
إرسال تعليق