الأمير خالد |
إن النشاط الدبلوماسي الجزائري ليس حديث العهد بل يعود إلى الأيام الأولى للاحتلال الفرنسي فخلال الفترة ما بين 1830 و 1919 كان الاتصال مع العالم الخارجي يهدف إلى فضح الجرائم الفرنسية وتعريف العالم بالوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الجزائري جراء الاحتلال وهذا ما فعله حمدان خوجة حيث اتصل بعدة شخصيات أوروبية وعثمانية وألف كتابه "المرآة" الذي كان بحق مرآة فاضحة للسياسة الفرنسية في الجزائر ونفس الشيء فعله أحمد باي قسنطينة، أما الأمير عبد القادر فقد أسس دولته وبدأ يقيم العلاقات والاتصالات مع دول العالم مثل ما تفعل أي دولة ذات سيادة وهذا لكسب التأييد الدولي لدولته الحديثة.
وفي سنة 1919 قرر الأمير خالد طرح القضية الجزائرية في مؤتمر الصلح بعد الحرب العالمية الأولى، فقدم عريضة إلى الرئيس الأمريكي ولسن رئيس المؤتمر(في 23 مايو 1919 ) وفيها طالب بتنفيذ مبدئه الذي جاء به إلى أوروبا ضمن مبادئه الأربعة عشر التي عرضها على الأوروبيين وهو "حق الشعوب في تقرير مصيرها".
وفي 10 فيفري 1943 أصدرت الأحزاب الوطنية بمختلف اتجاهاتها بيانا عرضت فيه مطالب استقلالية قدمت نسخة منه إلى فرنسا وإلى دول الحلف وهي (بريطانيا، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وكذلك إلى مصر) كلائحة إعلامية عن المطالب الشرعية للشعب الجزائري في التحرر كبقية الشعوب التي تحارب من أجل الاستقلال من النازية كالشعب الفرنسي.
و لكن أمل العديد من زعماء شعوب آسيا وإفريقيا قد خاب في عدالة الأقوياء وفي مؤتمر الصلح الذي انعقد في فرنسا، ومن بينهم سعد زغلول من مصر، والأمير فيصل بن الحسين من الحجاز والشام، والأمير خالد من الجزائر.
0 comments:
إرسال تعليق