محاور "الإقلاع الاقتصادي" 2022 للحكومة الجزائرية

 



ينتظر أن يتولى الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن، عرض بيان السياسة العامة للحكومة، الأحد المقبل، على نواب الغرفة السفلى للبرلمان.

وسيقوم بن عبد الرحمن، الذي جدد فيه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الثقة  لتولي الجهاز التنفيذي، خلال عرض الوثيقة التي تحوز "البلاد.نت" على نسخة منها، بعرض ما تم تحقيقه في الفترة بين 2021 و2022، والتي أطلق عليها سنة "الإقلاع الاقتصادي".

ويشمل بيان السياسة العامة، مختلف مناحي تسيير الشأن العام، على المستوى السياسي والاقتصادي، ومحاربة البيروقراطية، إضافة إلى مواصلة نهج محاربة الفساد والحفاظ على المال العام.

وجاء في الوثيقة الموزعة على 62 صفحة توضيح شامل لسياسة عمل حكومة بن عبد الرحمن، الذي سلط الضوء على النشاطات والأعمال التي أنجزها جهازه خلال سنة واحدة وهي الفترة التي اتسمت حسب البيان "بظرف وطني ودولي معقد للغاية" على خلفية تبعات جائحة كورونا.

إنشاء شركة عمومية لإنتاج العربات وتركيبها وتسويقها تضم 40 مؤسسة

في مجال إعادة بعث نشاطات المؤسسات المصادرة بقرارات قضائية نهائية ذكرت وثيقة بيان السياسة العامة ،أن الحكومة  وضعت حيز التنفيذ، التدابير الضرورية لتسريع عملية تحويل الأملاك التي تمت مصادرتها بموجب قرارات نهائية للعدالة، إلى حافظة القطاع العمومي التجاري، الأمر الذي سمح لاسيما بالحفاظ على نحو 9 آلاف منصب شغل.

وفي هذا الإطار، عقد مجلس مساهمات الدولة، سبعة دورات مما سمح بتحويل أصول وممتلكات 14 شركة مصادرة لفائدة القطاع العمومي التجاري، مع الإشارة إلى أن هذه العملية لا تزال جارية بالنسبة لباقي الأملاك المصادرة، ولاسيما تلك التابعة لقطاع السيارات والعربات الصناعية، التي وافق مجلس مساهمات الدولة بشأنها على إنشاء شركة عمومية لإنتاج العربات وتركيبها وتسويقها، حيث ستدمج ضمن حافظتها أكثر من 40 مؤسسة تنشط في هذا الميدان.

 كما تقرر اللجوء إلى البيع بالمزاد العلني لبعض الأصول و الممتلكات المصادرة التي لم تستقطب اهتمام المؤسسات التابعة للقطاع العمومي التجاري.

وفي مجال إزالة العراقيل التي تعترض المؤسسات العمومية الاقتصادية التي تعاني صعوبات مالية كبيرة، أشارت الوثيقة أنه في  إطار متابعة ومرافقة المؤسسات التي تواجه صعوبات مالية، بتم حاليا دراسة وضعية 29 مؤسسة عمومية على مستوى مجلس مساهمات الدولة .

وفي مجال تطوير الشراكة بين المجمعات الصناعية و الشركاء الأجانب، تم إبرام شراكة تحوز فيها المؤسسة العمومية الاقتصادية الالكترونية، نسبة 51 بالمائة ويحوز فيها الشريك الإيطالي FIMER لصناعة المحولات ،ووحدات التحويل لمحطات الطاقة الشمسية ولواحق الرقابة، نسبة 49 بالمائة.

كما تم بعث نشاط الوحدة القديمة لإنتاج المشروبات، في إطار شراكة صناعية بين الشركتين القابضتين العموميتين MADAR و AGRODIV.

في مجال إنعاش نشاط المؤسسات العمومية الاقتصادية المتوقفة، تم تحديد 51 مؤسسة عمومية اقتصادية متوقفة عن النشاط، منها 10 تم إنعاشها بينما من المقرر أن تدخل تسعة عشر (19) مؤسسة حيز النشاط قبل نهاية سنة 2022 و22 أخرى في سنة 2023. وتبلغ قيمة الاستثمارات المقررة لإنعاش هذه المؤسسات، ما يفوق 33 مليار دينار، مع استحداث 2.642 منصب شغل جديد.

وفيما يتعلق بتحسين جاذبية مناخ الاستثمار، عملت الحكومة على ترقية الاستثمار من خلال لاسيما إصلاح الإطار القانوني للاستثمار وتحسين مناخ الأعمال والعرض العقاري والتسهيلات في مجال الاستفادة من العقار الصناعي.

وشملت الأعمال المنجزة في هذا الإطار، إعداد القانون الجديد المتعلق بالاستثمار (القانون رقم 22-18 المؤرخ في 24 جويلية  2022) ومجمل نصوصه التطبيقية (مرسوم رئاسي و07 مراسيم تنفيذية)، إعداد المرسوم التنفيذي المتعلق باستحداث آلية توجيه وتنسيق لتحسين مناخ الأعمال، استكمال القرار الوزاري المشترك الذي يحدد كيفيات الوصول إلى المعلومات وتوفرها من أجل تغذية منظومة المعلومة الاقتصادية حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

إنشاء أكثر من 52000 منصب شغل بعد الإفراج عن 863 مشروع استثماري

من جهة أخرى، تم القيام بتنصيب لجنة وطنية مكلفة بمتابعة المشاريع الاستثمارية المتوقفة تضم 10 دوائر وزارية، توجت أشغالها بإحصاء 915 مشروعا استكمل ولم يوضع حيز الاستغلال، تمخض عنها الإفراج، بعد الدراسة، عن 863 مشروعا، قدرت تكاليف استثماراتها بمبلغ إجمالي 527 مليار دج، وهو ما يسمح بإنشاء أكثر من 52000 منصب شغل.

وفي مجال تطهير ملفات الاستثمار، عقد المجلس الوطني للاستثمار دورتين (02)، مما سمح بتسوية عدة ملفات استثمارية كانت معطلة.

وبهذا الشأن، يسجل أن 15 مشروعا استثماريا يجري إنجازه ووضعه حيز الاستغلال جزئيا، و07 مشاريع استكملت ووضعت حيز الاستغلال قبل دراستها من طرف المجلس الوطني للاستثمار.

50 مليار دولار صادرات المحروقات في 2022

وفي الشأن الاقتصادي، فيما يخص تطوير القطاعات التي تعزز النمو والتنمية الاقتصاديين، تضمن الجانب الخاص بالتطوير الاستراتيجي لقطاع الطاقة والمناجم، أن إنجازات قطاعي الطاقة والمناجم تندرج ضمن إطار الأهداف الخمسة لسياسة تطوير القطاع، والمتمثلة تحديدا في ضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى البعيد، تثمين المحروقات والمنتجات المنجمية، تزويد القطاعات الاقتصادية بالمواد المعدنية، و المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني وكذا تمويل الاقتصاد الوطني، من خلال الحفاظ على مستوى معتبر من مداخيل الدولة.

ويتمثل الهدف الرئيسي في زيادة الإنتاج الدولي بنسبة 2% سنويا، قصد بلوغ 204.80 مليون طن مكافئ نفطي بحلول سنة 2025 (190.7 مليون طن مكافئ نفطي في 2022 مقابل 186.4في2021)، وتحويل الإنتاج الأولي إلى 50 بالمائة مقابل 32 بالمائة حاليا، من خلال تطوير البتروكيمياء والتكرير وتحويل 8 ملايين طن من الفوسفات واستغلال منجم الحديد "غار جبيلات" (استخراج كميات تتراوح من 40 إلى 50 طنا من معدن الحديد) وكذا منجم الزنك والرصاص لوادي أميزور (إنتاج حوالي مليوني طن).

وبالنسبة للتموين الوطني بالمواد الطاقوية، فإن الحكومة تعمل على رفع مستوى الاستقلالية الوطنية من حيث تخزين وقود غاز البترول المميع، من خلال استكمال أشغال إنجاز مستودعي تخزين الوقود في سيدي أرزين ببراقي وغاز البترول المميع في أرزيو وكذا أنبوبين أحدهما لنقل المحروقات يربط العلمة بسيدي أرزين والثاني يربط أرزيو بالجزائر العاصمة بالنسبة إلى غاز البترول المميع.

وفيما يخص الصادرات من المحروقات بالنسبة للسنة الجارية، من المتوقع أن تبلغ ما قيمته 50 مليار دولار (على أساس متوسط سعر يفوق 100 دولار للبرميل)، أي زيادة بنسبة 45 بالمائة مقارنة بإنجازات سنة 2021.

و بهدف ترقية الميدان المنجمي واستقطاب المستثمرين في المنبع البترولي، قامت المؤسسة الجزائرية للنفط، بالتوقيع على عقد يتعلق بتقييم القدرة الجيولوجية البترولية لمناطق ملغيغ، شمال بركين وشمال واد ميا، كما تم التوقيع على عقد لإنجاز دراسة حول قدرات المحروقات لحوض الحضنة وحقل شمال التل الشمالي.

وفي مجال استغلال المحروقات وإنتاجها، فإنه من المقرر تكثيف جهود البحث والاستغلال من خلال استعمال تكنولوجيات جديدة بهدف دعم النمو وزيادة الإنتاج الأولي للمحروقات وبهذا الشأن تم التوقيع على 4 اتفاقيات دراسة بين المؤسسة الجزائرية للنفط وشركات بترولية مما أفضى إلى منح رخصتين للاستكشاف في البحر إحداهما في المنطقة الغربية والثانية في المنطقة الشرقية. 

وقد سجل أيضا، تضيف الوثيقة، نشاط الحفر والتنقيب إنجاز 22 بئرا عبر أحواض ناشئة وحدودية وهو ما يمثل 36 بالمائة من البرنامج السنوي.

وفيما يتعلق بتطوير الحقول، سجل استكمال عملية تطوير الحقول الغازية: قاسي طويل"باتجاه "روردالنوس" وبداية إرسال النفط الخام م محيط "حاسي ير ركايز". ويجري حاليا استكمال تطوير حقل الغاز تينهرت"باتجاه " أوهانت" وإنجاز الخط الرابع لغاز البترول المسال حاسي مسعود .

ومن أجل تلبية الطلب الوطني على المنتجات النفطية، أقر القطاع كأولوية برنامجا للاستغلال الأمثل لأداة التكرير الموجودة بهدف رفع إنتاج الوقود إلى أقصى حد. كما تم اعتماد مراجعة حافظة المشاريع وفق الطلب، وقد سمح برنامج الاستغلال الأمثل بتحقيق زيادة محسوسة في إنتاج الوقود، و بالتالي وقف الاستيراد منذ سنة 2021.

من جهة أخرى، وفي إطار تطوير الثروة المنجمية وترقيتها، أطلقت الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية برنامجا للأبحاث المنجمية يشمل 26 مشروعا عبر 27 ولاية ويخص 13 مادة ومنتوج منجمي، حيث بلغت نسبة تقدم المشاريع ب71 بالمائة.

وفما يتعلق بالمشاريع الاستراتيجية، على غرار مشروع منجم الحديد لغار جبيلات (تندوف) و مشروع الفوسفات المندمج (تبسة و مشروع الزنك والرصاص لواد أميزور (بجاية)، فإن هذه المشاريع قد بلغت مراحل متقدمة.

فالبنسبة لمشروع الفوسفات المدمج، يجري حاليا إعداد الدراسات ذات الصلة بعد إنشاء الشركة المسماة" الشركة الجزائرية الصينية للأسمدة" في مارس 2022، والتي ستتكفل بمهمة التخطيط وإنجاز الدراسات المتعلقة بالمشروع، الذي من المقرر أن ينتج 3 ملايين طن في السنة، حيث تقدر الاستثمارات بمبلغ 4 ملايير دولار، ومن المتوقع حسب التقديرات أن ينشأ 9000 منصب شغل مباشر.

مشروع غار جبيلات يسمح باستحداث 3500 منصب شغل مباشر

وعن مشروع غار جبيلات ،ذكرت الوثيقة، أن الشريك الصيني قام بتسليم التقرير الذي يؤكد نجاح التجارب المخبرية التي تؤكد بدورها الحصول على حديد صلب  بنوعية مطابقة للمقاييس العالمية، ومن المتوقع استخراج مليوني طن خام الحديد في مرحلة أولى، باستثمار مبلغ 1.25 مليار دولار ، بما يسمح باستحداث 3500 منصب شغل مباشر.

أما فيما يخص مشروع الزنك و الرصاص، فقد تم استرجاع 16 بالمائة من أسهم الشريك الأجنبي "تيرامين"، و بالتالي أصبح الطرف الجزائري يملك 51 بالمائة من الأسهم ، وهو ما يضمن له مراقبة الشركة، مع الإشارة أن المشروع  يتوقع استخراج 17000 طن من مركزات الزنك في السنة و30000طن من مركزات الرصاص في السنة، باستثمار مبلغ إجمالي قدره 328 مليون دولار.

وفيما يخص الاستغلال التقليدي للذهب، فقد تم إلى يومنا هذا، حسب الوثيقة، تسليم 168 رخصة للمؤسسات المصغرة على مستوى ولايات تمنراست وإن قزام وجانت من أصل 222 رخصة أصدرتها الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، أي بمعدل 61 بالمائة من الرخص الممنوحة، وقد سلمت كمية قدرها 21.812 طنا من خام الذهب إلى منصة المؤسسة الوطنية للذهب و تم انتاج 137.9 كلغ من الذهب.

انتاج 41 مليون قنطار من الحبوب

يساهم قطاع الفلاحة في النتائج الداخلي الخام الوطني بـ14.7 بالمائة بقيمة انتاج زراعي تقديري بلغت 4500 مليار دينار خلال سنة 2022 (مقابل 3500 مليار دولار في سنة 2021، أي بزيادة 31 بالمائة) ويشغل 2.7 مليون شخص، أي أزيد من 20 بالمائة من اليد العاملة الوطنية.

وتسعى الحكومة إلى تطوير هذه الشعبة من خلال رفع مستوى الإنتاج والإنتاجية وتقليص حجم الواردات. 

و في  مجال تعزيز أسس الأمن الغذائي المستدام وتقليص الواردات، تشمل الإجراءات  المتخذة لتطوير الشعب الاستراتيجية ،تطوير شعبة الحبوب ،تطوير الزراعات الصناعية ،وتعزيز الترتيبات التنظيمية، وكذا تكثيف الترتيبات التحفيزية باعتبارها أحد روافد توجيه الإنتاج نحو الشعب ذات الأولوية ،إلى جانب  عصرنة منظومات اليقظة الصحية البيطرية والصحة النباتية و تعزيز قابة نوعية المنتوجات الفلاحية .

و بالنسبة  إلى شعبة الحبوب، يتعلق الأمر بتحقيق إنتاج أمثل، من خلال رفع مستوى الإنتاج والإنتاجية وتقليص حجم الواردات. 

و قد حققت هذه الشعبة حسب ماجاء في الوثيقة كحصيلة مرحلية (حيث يجري حاليا جمع المحاصيل) إنتاجا قدره 41 مليون قنطار خلال سنة 2022 مقابل  27.6 مليون قنطار خلال سنة 2021.

ومن المتوقع إنتاج ما يعادل 55 مليون قنطار خلال سنة 2025 على مساحة 3.75 مليون هكتار.

وفضلا على ذلك ، وبناء على قرار الرئيس تبون الذي اتخذه في  شهر جانفي  2022، قامت الحكومة برفع أسعار شراء الحبوب لتشجيع الإستثمار في هذه الشعبة و تحفيز الفلاحين على زيادة  الإنتاج الوطني، وشملت هذه الزيادات لكل قنطار: لقمح الصلب (من 4500 إلى 6000 دينار) والقمح اللين من (3500 إلى 5000دينار) والشعير (من 2500 إلى 3400 دينار ) والشوفان (من1800 إلى 3400 دينار).

منح تسهيلات في التأشيرة للأجانب وبرنامج للترويج السياحي للجزائر

تسعى الجزائر إلى تطوير قطاع السياحة من خلال تنفيذ مخطط وجهة الجزائر، وقد تم القيام في هذا الشأن بانجاز دراسة حول استراتيجية التسويق لوجهة الجزائر بتمويل من برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

تنظيم رحلة استكشافية "eductour" لصالح وسائل الإعلام والمتعاملين السياحيين الأجانب وبرمجة رحلات أخرى، ولاسيما بمناسبة تنظيم الصالون الدولي  للسياحة والأسفار.

كما تم إطلاق عدد من عمليات الاتصال والإعلام لصالح الملحقين الاقتصاديين لعدة ممثليات دبلوماسية وقنصلية للمساهمة في ترقية الوجهة السياحية  للجزائر.

وتم أيضا الإعفاء مؤقتا من الضريبة على أرباح الشركات لصالح وكالات السياحة و الأسفار بعنوان قانون المالية 2022، لمدة ثلاث سنوات، اعتبارا من بداية  سنة النشاط، هذا علاوة تخفيض نسبة  الرسم  على  القيمة  المضافة إلى 9 بالمائة، إلى غاية 31 ديسمبر 2024، فيما يخص النشاطات السياحية ،هذا إلى جانب، تضيف الوثيقة، تسهيل تسليم تأشيرات جماعية لصالح السياح الأجانب.

و في مجال إنعاش النشاط السياحي، تم تنظيم 3 صالونات دولية للسياحة،كما من المقرر تنظيم الصالون الدولي للسياحة و الأسفار ن 29 سبتمبر إلى 2 أكتوبر، والمهرجان الدولي للسياحة الصحراوية في  ديسمبر 2022، هذا إلى جانب تشجيع بروز أقطاب امتياز سياحية تستوفي للمقاييس الدولية، لاسيما ذات طابع ثقافي وديني وعلى مستوى مناطق الجنوب.

و لهذا الغرض أشارت الوثيقة أنه تم إطلاق مشروع تحت اسم "جيل سياحة" في إطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي، يتم تمويله لمشترك في  حدود 10.5 مليون أورو، ويهدف البرنامج الذي يمتد على ثلاث سنوات، إلى تفعيل القدرات السياحية لأربع ولايات نموذجية هي تيميمون وجانت وسطيف و تلمسان، لاسيما عبر تعبئة الشباب حاملي المشاريع (الجمعيات والمقاولون).

و فيما يتعلق بإعادة تأهيل و عصرنة الوحدات السياحية التابعة لمجمع الفندقة و السياحة و السياحة الحموية و التي خصص لها مبلغ 51.1 مليار دج ،سجل استكمال ستة مشاريع من أصل 34 مؤسسة سياحية مبرمجة في آفاق 2024، أي بنسبة انجاز قدرها 17.65 بالمائة و بالنسبة للبرنامج الاستثماري للديوان الوطني للسياحة بمبلغ 1.2 مليار دج، تم استكمال مشروع واحد من بين ثلاثة.

كما أشارات الوثيقة أنه في إطار الاستثمار و رفع قدرات الاستقبال،فقد دخل 89 مشروعا فندقيا جديدا حيز الاستغلال، بطاقة استيعاب 9.719 سرير، أي بمعدل 178بالمائة مقارنة بالهدف المتوخى من قبل الحكومة و المتمثل في 50 مشروعا في السنة،و بالتالي توفير 3833 منصب شغل جديد.

شروط جديدة للالتحاق بالمناصب العليا في البلاد

وذكرت وثيقة بيان السياسة العامة للحكومة أن الدولة ستعيد النظر في قضية التوظيف وتولي المناصب العليا في البلاد، الذي سيكون على أساس الكفاءة، وذلك من خلال إعداد مشروع لإصلاح القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية، والذي سيرتكز على محاور تتمثل في استحداث وظيفة عمومية عليا ذات جودة وكفاءة، إنشاء نظام انتقاء للتعيين منفتح وشفاف للتعيين في الوظائف العليا كضمان للشفافية، وكذا إنشاء نظام الجسور المشتركة بين القطاعات، لضمان حركية الإطارات السامية وضمان توافق أفضل بين الوظائف المراد شغلها ومؤهلات الإطارات المعنية.

نص إتفاق الشراكة المتجددة بين الجزائر وفرنسا 2022

 



الجزائر - و.أ.ج  - الأحد 28 أوت 2022 - وقع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مع نظيره الفرنسي السيد ايمانويل ماكرون امس السبت بالجزائر العاصمة, في اليوم الثالث من الزيارة الرسمية لرئيس الدولة الفرنسية الى الجزائر, على "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" بين الجزائر وفرنسا.

وفيما يلي النص الكامل للإعلان.


1- الحوار السياسي.

تعتبر الجزائر وفرنسا أن الوقت قد حان لتقييم الأطر القائمة للتعاون الثنائي.

وتحقيقا لهذه الغاية، قررت الجزائر وفرنسا الارتقاء بمشاوراتهما السياسية التقليدية عبر إنشاء "مجلس أعلى للتعاون" على مستوى رئيسي البلدين، من أجل تعميق وصياغة الاستجابات الملائمة والمتبادلة للقضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في روح من الثقة والاحترام المتبادلين.

سيشرف المجلس الأعلى للتعاون على أنشطة مختلف الآليات القائمة للتعاون الثنائي وسيقدم التوجيهات العامة حول المحاور الرئيسية للتعاون والإجراءات الملموسة للشراكة وسيقوم بتقييم تنفيذها. وستجرى زيارات وزارية ثنائية في جميع المجالات المعنية على أسس منتظمة لضمان المتابعة.

أما فيما يتعلق بقضايا الدفاع والأمن، سيجتمع الرئيسان مع مسؤولي البلدين على غرار اجتماع زرالدة المنعقد في 26 أوت/أغسطس 2022، كلما دعت الحاجة لذلك.

ينعقد المجلس الأعلى كل سنتين بالتناوب بين الجزائر العاصمة وباريس وفقا للإجراءات التي ستحدد لاحقا.

 

2- التاريخ والذاكرة.

يلتزم الطرفان بالتعامل بطريقة ذكية وشجاعة مع القضايا المتعلقة بالذاكرة بهدف استشراف المستقبل المشترك بهدوء والاستجابة للتطلعات المشروعة لشباب البلدين.

من هذا المنظور، اتفقا على إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين الجزائريين والفرنسيين تكون مسؤولة عن العمل على جميع أرشيفاتهم التي تشمل الفترة الاستعمارية وحرب الاستقلال. يهدف هذا العمل العلمي إلى معالجة جميع القضايا، بما في ذلك تلك المتعلقة بفتح واستعادة الأرشيف والممتلكات ورفات المقاومين الجزائريين، وكذا التجارب النووية والمفقودين، مع احترام ذاكرتي الجانبين.

وسيخضع عملها لتقييمات منتظمة على أساس نصف سنوي.

اتفق الطرفان على إنشاء أماكن في الجزائر وفرنسا ستشكل فضاءات متحفية بالإضافة إلى منصات للإبداع والحوار والتبادل بين الشباب الجزائري والفرنسي.

وستجمع هذه الأماكن الباحثين والحرفيين والشباب من الجزائر وفرنسا لتجسيد مشاريع مشتركة.

سيتم تعزيز العمل على صيانة المقابر الأوروبية وتعزيز تراثها الجنائزي الاستثنائي.

 

3- البعد الإنساني والتنقل.

إدراكا منهما أن الروابط الإنسانية تشكل بامتياز رافدا لضمان التنشيط الفعال للشراكة الثنائية، يتفق الطرفان على الانخراط في تحديد الحلول الملموسة والعملية التي من شأنها الاستجابة لطموحات كل منهما بحيث يتم تنظيم تنقل الأفراد بين البلدين والإشراف عليه بطريقة تراعي بشكل كامل قوانين ومصالح وإكراهات الدولة المضيفة مع تعزيز التبادلات البشرية المرتبطة بالحركية الاقتصادية والاجتماعية والأكاديمية والسياحية بين دولتين وشعبين يشتركان في روابط متعددة.

يتفق الطرفان على تحديد ملامح تعاون أكبر في هذا المجال بهدف تشجيع التنقل بين البلدين، لا سيما لفائدة الطلاب ورجال الأعمال والعلم والأكاديميين والفنانين ورؤساء الجمعيات والرياضيين، مما يسمح بتجسيد المزيد من المشاريع المشتركة. كما يتعهدان بثمين دور الجالية الجزائرية في فرنسا والمواطنين مزدوجي الجنسية في تطوير العلاقات الثنائية ودعم المشاريع التي تنفذها هذه الجهات الفاعلة في هذا السياق في الجزائر كما في فرنسا.

 4- الشراكة الاقتصادية والانتقال الطاقوي.

ستعطي الجزائر وفرنسا دفعة جديدة لعلاقاتهما الاقتصادية بغية تعزيز شراكة متوازنة لصالح البلدين. ولهذا الغرض، يعتزم الطرفان تشجيع المبادلات الاقتصادية وتحفيز تطوير الشراكات بين شركاتهم وكذلك البحث من أجل الابتكار.

ستركز هذه الجهود في المقام الأول على القطاعات المستقبلية: التكنولوجيا الرقمية والطاقات المتجددة والمعادن النادرة، والصحة والزراعة والسياحة.

اتفق الطرفان على التعاون معًا في مجال الانتقال الطاقوي، لا سيما من خلال التعاون في مجالات الغاز والهيدروجين. كما اتفقا على إطلاق برنامج بحث ابتكاري تقني حول استعادة ومعالجة غاز الشعلة. وينبغي أن يفضي هذا الانتعاش إلى زيادة الاستثمارات والحفاظ على الوظائف وخلقها في كلا البلدين، لاسيما لفائدة الشباب، من خلال المشاركة الوثيقة للفاعلين الاقتصاديين من الجانبين في تحديد معالمه ورصد تنفيذه. ومن هذا المنظور، سيضمن الطرفان التفعيل السريع لصندوق الاستثمار المشترك الذي تم تأسيسه لدعم جهود الإنتاج والاستثمار المشتركين.

اتفق الطرفان على العمل على تطوير البنية التحتية اللوجستية على ضفتي البحرالأبيض المتوسط.

 5- التعاون التربوي والعلمي والثقافي والرياضي.

يجدد الطرفان التأكيد على رغبتهما في مواصلة وتكثيف التعاون الثنائي في المجالات التربوية والعلمية من خلال التحديد المشترك لأولوياتهما وتطلعاتهما، عملا بالروح البناءة التي لطالما حركتهما. اتفق الطرفان على إعطاء دفعة جديدة لتعاونهما الثقافي، لاسيما في مجال صناعة الأفلام والإنتاج والتدريب، وأعادا التأكيد على التزامهما بتعزيز أكثر للإشعاع الثقافي المتبادل في البلدين.

كما اتفقا على إطلاق برامج بحثية لحماية البحر الأبيض المتوسط وتنوعه البيولوجي والبيئة بشكل عام. واتفقا على تعزيز تعاونهما في مجال الحفريات الأثرية ، وخاصة في تيبازة ، وتعزيز تدريب علماء الآثار.

كما سيتم تعزيز التعاون بين معهد باستور في الجزائر ومعهد باستور في فرنسا لتشجيع تنقل الباحثين وتنفيذ برامج بحثية مشتركة.

وبنفس الطريقة، سيتم تعزيز التعاون بين المديرية العامة للبحث العلمي والتطور التكنولوجي والمركز الوطني للبحث العلمي من أجل خلق نشاطات هيكلية في مجال البحث.

6- الشباب.

قررت الجزائر وفرنسا إبرام ميثاق جديد للشباب، يغطي جميع الأبعاد ويفضي إلى تنفيذ مشاريع ملموسة، بما في ذلك :

- إنشاء حاضنة للشركات الناشئة في الجزائر ودعمها من قبل الهياكل العامة والخاصة التي تم تطويرها بالفعل بهدف خلق شبكة من الحاضنات على جانبي البحر الأبيض المتوسط.

- تطوير التدريب من خلال تكثيف التعاون الجامعي والتعليم العالي في مجالات المستقبل، بما في ذلك على سبيل الأولوية الاقتصاد الرقمي، والانتقال الطاقوي، والصناعات الثقافية والصحة على وجه الخصوص.

 - تنفيذ شروط التنقل الإيجابي بين البلدين.

-  دعم المشاريع الاستثمارية المستقبلية في فرنسا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ، والتي ابتدأتها بشكل خاص الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال صندوق بقيمة 100 مليون يورو لرجال الأعمال من شمال إفريقيا في الشتات والذي سيتم إنشاؤه في مرسيليا.

- التنمية المشتركة للقطاعات السينمائية من خلال إنشاء مساحات إبداعية معاصرة مشتركة واستوديوهات وتشجيع التدريب في المهن السينمائية.

- تكثيف الجهود لاستقبال الفنانين المقيمين وبالتالي تعزيز الإبداع الفني المشترك.

- تكثيف التعاون الرياضي من خلال تطوير التبادل بين الاتحادات الرياضية والتدريب في المهن الرياضية والبنية التحتية والمعدات الرياضية وإدارة الأحداث الرياضية الكبرى.

- سيتم بذل جهد مشترك لتشجيع ترجمة الأعمال بين العربية والفرنسية.

- التسهيل المتبادل لافتتاح مدارس جديدة.

سيتم إعداد تقرير مرحلي، يشارك فيه جميع الفاعلين في القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى أصحاب المشاريع، كل ستة أشهر، لتقييم التقدم المحرز وإعطاء دفعة جديدة".

حرب الجزائر، ماذا يعني إستفتاء جويلية 1962م؟

حرب الجزائر، ماذا يعني إستفتاء جويلية 1962م؟
نتائج استفتاء تقرير المصير يوم الثلاثاء 03 من جويلية 1962م




03 جويلية 1962م  - 03 جويلية 2022م

نشرت الصحافة نتائج استفتاء تقرير المصير يوم الثلاثاء الثالث من جويلية 1962م.  فماذا يعني الإستفتاء؟

كما هو واضح من خلال النتائج (الصورة المرفقة)، أن نسبة المصوتين لصالح استقلال الجزائر فاقت 99% في كثير من الدوائر الإنتخابية.  لكن هل نالت الجزائر استقلالها بفضل نتائج الإستفتاء؟

الجواب هو : لا

فإتفاقيات إيفيان عموما وما لحقها من تنظيم للإستفتاء يدخل في إطار "إستراتيجية الخروج" أو ما يُعرف بالإنكليزية ب "Exit strategy".  فقد أعاد الضباط الفرنسيون "ديغول" إلى الحكم في ماي 1958م بهدف القضاء على الثورة الجزائرية بعد أن يئسوا من قدرة حكومات الجمهورية الرابعة على القضاء على الثوار.  في بادئ الأمر، سخَّر ديغول للقضاء على الثورة الجزائرية إمكانات عسكرية (مخطط شال وكهربة وتلغيم الحدود الشرقية والغربية)، وإغراءات سياسية (سِلم الشجعان والإستقلال الداخلي)، لكن خَلُصت قناعاته مع حلول 1960م، بعد أن اطلع على المعطيات الميدانية، إلى أنه لا يمكن لفرنسا الإبقاء على الجزائر فرنسية.

 أخطاء مخطط شال أو كيف يحيق المكر السيء بأهله

أتاح مخطط شال لجيش التحرير الوطني استعادة أنفاسه وتنظيم صفوفه خلف الخطوط المكهربة، فوحَّدَ القاعدتين الشرقية والغربية تحت قيادة واحدة (قيادة الأركان العامة)، وأعاد تشكيل وحداته لتصبح جيشا نظاميا عصريا مبنيا حول الفيالق، وبدأ يدك خطي شال وموريس بالمدفعية الثقيلة وهذا الذي لم يكن متاحا له من قبل.  كما فشل المخطط في القضاء على جيش التحرير بالداخل أو تحييده رغم خطط ديغول للقضاء على الثورة الجزائرية باستعمال القوة القاهرة.

المخرج القانوني 

فرنسا عدو لكنها دولة لها مؤسساتها وقوانينها، فلا يسع رجلا حتى بمثل ثقل ديغول إلا أن يسلك الطريق القانوني ولو ظاهريا.  فديغول له معارضوه السياسيون والعسكريون والذين تجرؤوا حتى على الإنقلاب عليه في أفريل 1961م، فكان لا بد له أن يعطي لانهزام فرنسا بالجزائر صبغة قانونية ديمقراطية لتبرير خروج فرنسا المخزي من الجزائر وهذا لإخراص المعارضة ولإضفاء الحماية القانونية عليه وعلى قراراته. 

العلاقات الخارجية للدولة الرستمية (144-296 هجري، 761-909 ميلادي)

الدولة الرستمية  (160-290 هجري، 761-909 ميلادي)
الدولة الرستمية  (160-290 هجري، 761-909 ميلادي)

 

من جذور الجزائر التاريخية


العلاقات الخارجية للدولة الرستمية  (144-296 هجري، 761-909 ميلادي)


مع الدولة العباسية:

حكم العلاقة بين العباسيين والرستميين عاملان اثنان هما: العداء السياسي والخلاف المذهبي، وقد تمثل هذا العداء في محاولة الخلافة العباسية القضاء على الدولة الرستمية في مهدها عن طريق ولاة بني العباس في مصر (محمد بن الأشعث أو في افريقية المهالبة أو الأغالبة) اللذان سالما وهادنا الرستميين فيما بعد، ومنذ ذلك الحين لم يحاول ولاة إفريقية بعد ابن الأشعث مهاجمة هذه الدولة الناشئة التى قويت، ما جعل روح بن حاتم يعقد هدنة مع عبد الرحمن بن رستم سنة (171 ه أو 787م) ، كما عقد هدنة مماثلة مع إبنه عبد الوهاب، واعتبرت هذه المهادنة والموادعة شكلا من أشكال الاعتراف الضمني العباسي بالوجود الرستمي في المغرب الأوسط.

لكن يجب الإشارة إلى أن الدولة العباسية كانت تنتظر الفرصة للقضاء على الرستميين خاصة أنها كانت تأوي المتمردين الرستميين في بغداد، لكن ورغم وجود عداء سياسي  ومذهبي بين الدولتين إلا أن هذا لم يمنع من وجود علاقات تجارية وثقافية بينهما، لعبت فيها مصر دور الوسيط ولعب فيها الحجاج الدور الرئيسي.

علاقة الرستميين مع مصر:

مرت علاقة الرستميين بمصر على مرحلتين، الأولى سلمية لتواجد جالية إباضية بمصر إلى جانب دور التجارة والتجار في ربط أواصر الأخوة بين الإقليمين، فقد كانت قبائل هوارة ونفوسة وقبائل طرابلس تتولى هذه المهمة فكانت تجوب صحراء سرت ذاهبة آيبة بين المدن الرستمية في المغربين الأدنى والأوسط وبين مصر.  كما جمعت بين الإقليمين علاقات ثقافية بين علماء مصر وإخوانهم الرستميين خاصة عن طريق الحج، وكان إباضية المغرب يبعثون إلى إخوانهم يستفتونهم في النوازل.  أما الثانية فعرفت شيئا من التوتر خاصة في عهد الطولونيين بداية من سنة 256هـ/878م.

علاقات الرستميين بالأمويين في الأندلس:

قامت علاقات من المودة والصداقة بينهما، فقد كانت السفن تترد بين مرسى وهران والمرية حاملة المتاجر والعلماء والمسافرين وقد جمعت عدة عوامل بين أمراء بني أمية في قرطبة وأئمة الرستميين في تاهرت حيث أن خطرا واحدا كان يهددهم وهو الدولة العباسية.

ويعتبر احد المؤرخين أن قيام الدولة الرستمية أطال في عمر الأمويين بالأندلس، كما أن تاهرت كانت الجسر الذي يصل دولة بني أمية في الأندلس بالمشرق لذلك وجدنا الأمراء الأمويين يهادنون الرستميين ويتوددون إليهم.

كما يذكر بعض المؤرخين أن العلاقات تواصلت بالمودة والصداقة إلى درجة أن الإمام أبا اليقظان محمد بن افلح "كان لا يقدم ولا يؤخر في أموره ومعضلاته إلا عن رأي الأمير محمد بن عبد الرحمن الأوسط 238 – 273هـ " وكذلك بالنسبة لدولة بني مدرار.

علاقات الدولة الرستمية بولاة إفريقية:

تميزت هذه العلاقة بالتوتر حينا وبالحرب حينا آخر، خاصة لما استنجدت قبيلة هوارة بالإمام عبد الوهاب سنة 196هـ ضد أبي العباس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب، وهو ما أدى بعبد الوهاب إلى ضرب حصار على طرابلس انتهى بعقد هدنة بين الرستميين والأغالبة، تقضي بأن يحتفظ الأغالبة بمدينة طرابلس والساحل بينما ترجع الضواحي والصحراء إلى الرستميين.

وتواصل الصراع بين الدولتين خاصة لما بنى الأغالبة حاضرة بالقرب من تاهرت سموها العباسية، ولما انتهوا من بنائها سنة 227هـ قام الإمام أفلح بإحراقها ورغم ذلك لم يقم الأغالبة بأي رد فعل خوفا من الرستميين.

علاقتهم بالأدارسة:

لم تذكر المصادر ولا المراجع عن حروب بينهم وبين الأدارسة بفاس رغم اختلاف المذاهب بينهما.  والخلاف الوحيد الذي كان بين الدولتين دار حول إقليم تلمسان.

علاقة الدولة الرستمية بدولة بني واسول المدرارية بسجلماسة:

تميزت بعلاقة من المودة والتآخي وحسن الجوار وتوجت بعلاقة مصاهرة (مدرار بأروى بنت عبد الرحمن بن رستم) وكان بينهما ولد اسمه ميمون الذي كان والده يؤثره على بقية بنيه، كما لعب ميمون هذا دورا هاما في تاريخ دولة بني واسول بسجلماسة.

علاقتها بالسودان:

تميزت بعلاقة حسن الجوار وبعلاقة تجارية وهدايا بين الطرفين، وقد كان الرسول بين الطرفين هو محمد بن عرفة الذي عرف بثقافته ونبوغه ولطفه، وهذا لما كان يجده التجار السودانيون من حسن معاملة في أسواق تاهرت .


الجزائر وشمال إفريقيا تحت الحُكم الروماني

 

الجزائر وشمال إفريقيا تحت الحُكم الروماني


بداية النفوذ :

بعد إخماد ثورة النومديين التي اندلعت على اثر اغتيال الملك بطليموس والذي اتسم حكمه تجاه روما بالمسالمة والإخلاص متبعا سياسة أبيه يوبا الثاني، فكان قد ساعد الرومان في القضاء على ثورة تاكفاريناس، لكن وبالرغم من ذلك قتل بإيعاز من الإمبراطور كاليغولا (Caligula) حسدا و بغضا سنة 40م، و هذا لسبب تافه يتمثل في ارتداء بطليموس عند زيارته لروما ثيابا فاخرة تفوق ملابس الإمبراطور الروماني، ثم استولى كاليغولا على أمواله ومملكته. وبموت بطليموس انتهى نظام الحماية ودخلت نوميديا تحت الحكم المباشر الروماني فأصبحت إقليميا تابعة له.

فعملت روما على توسيع نفوذها العسكري في كل الشمال الإفريقي عن طريق مصادرة أراضيها الفلاحية الصالحة لحساب المعمرين الرومان، لكن تواصلت ثورات الأفارقة الواحدة بعد الأخرى في عهد كل من الإمبراطور كلوديوس 41-54، و فسبازيان 69-79م و دوميتيانوس وتراجانوس وهادريانوس 117-138م... وعندما وطد الاستعمار الروماني أقدامه في شمال إفريقيا شرع في رسم الحدود و تعبيد الطرق لربط المدن المحصنة فيما بينها، كما شجع سياسة الاستيطان و أنشأ مراكز عسكرية و مستعمرات فلاحية.


نظام الحكم و الإدارة:

بعد استيلاء الرومان على إفريقيا الشمالية وإخضاعها للحكم المباشر لروما، قام الأباطرة بتقسيمها إلى ثلاث ولايات وهي:

  1.  إفريقية البروقنصلية: و تضم كل من تونس و طرابلس و جانب من أرض الجزائر الشرقية.
  2.  نوميديا و هي الجزائر الحالية إلى مصب الواد الكبير قسنطينة.
  3. موريطانيا: وتشمل أراضي المغرب الأقصى حاليا إلى المحيط الأطلسي.

و في سنة 42م قسم الإمبراطور الروماني كلوديوس شمال إفريقيا إلى قسمين:
  1.  موريطانيا القيصرية: الجزائر و تونس و عاصمتها شرشال.
  2.  موريطانيا الطنجية: المغرب الأقصى و عاصمتها طنجة، ويفصل بين موريطانيا القيصرية والطنجية نهر ملوية.

و لتثبيت سيطرتهم على البلاد و قطع طموح الولاة الرومانيين في الاستقلال بولاياتهم، قسموا نوميديا إلى أربع مقاطعات .

مفهوم المقاطعة :

هي الأراضي التي استحوذت عليها روما خارج شبه جزيرة إيطاليا، في فترات متعاقبة، وكونت منها ولايات أو مقاطعات خاضعة لها، يسير شؤونها إما مجلس الشيوخ الروماني عن طريق قنصل أو الإمبراطور عن طريق مندوب، أو نواب بدرجة برايتور يختارون من بين أعضاء مجلس الشيوخ الذين سبق وأن تمتعوا بسلطة القنصلية.  وكانت هذه المقاطعات تضم الأهالي والإيطاليين من الرومان واللاتين، الذين كانوا جنودا مسرحين أو عاطلين عن العمل أو تجارا أو فرسانا، إلى جانب الجيش.

 والمقاطعات مستقلة فيما بينها وفقا للنظام اللامركزي يحكمها ولاة ذوو سلطة واسعة لا يحد من نفوذهم إلا إرادة الإمبراطور و يخضعون كلهم للسلطة المركزية المباشرة بروما، ومن مهام الولاة:

-المحافظة على الأمن واستخلاص الضرائب ومراقبة البلديات والإشراف على التعمير والقضاء، وكانت عاصمة موريطانيا القيصرية مدينة شرشال.

و قسموا هذه المقاطعات إلى نوعين مدنية يحكمها مدنيون يتمتعون بالعضوية في مجلس الشيوخ وهي التي يسود فيها الهدوء مثل قرطاج و نوميديا الشرقية، ومناطق عسكرية يشرف عليها ضباط عسكريون يعينون من طرف الإمبراطور و هي الأقاليم المناهضة للاستعمار الروماني والتي كانت أراضيها ميدانا للنشاط العسكري، وبقي نظام المقاطعات معمولا به في إفريقيا الشمالية إلى غاية نهاية العهد الإمبراطوري الأول، وعندما اعتلى العرش الروماني دقليانوس (Dioclitien) سنة 284م عدل نظام المقاطعات في إفريقيا وأنشأ الولايات ومنها:

1- ولاية موريطانيا القيصرية و عاصمتها شرشال.

2- ولاية موريطانيا الطنجية وعاصمتها طنجة.

3- ولاية موريطانيا السطيفية وعاصماتها سطيف.

4- ولاية نوميديا الشمالية وعاصمتها قسنطينة.

5- ولاية طرابلس وعاصمتها لبدة.

6- ولاية نوميديا العسكرية جنوبا و عاصمتها لمباز، و كل مقاطعة من هذه المقاطعات يشرف عليها نائب الإمبراطور يحمل لقب بروقنصل.

و قد اعتمد الولاة داخل مقاطعتهم على نظام البلديات الكبرى الذي كان نمط تسييره متنوعا ويختلف من جهة إلى أخرى حسب أصل السكان، فنجد في المرتبة الأولى المستعمرات الرومانية يسكنها المعمرون الرومان ويتمتعون بنفس الحقوق التي يمتلكها الإيطاليون في روما، تأتي من بعدها البلديات اللاتينية يديرها مجلس بلدي ينتخب لمدة سنة ويعتبر سكانها مواطنين رومانيين و لكن على خلاف المستعمرات الرومانية يطبق على سكانها العقارات، كما يخضعون لقانون وسط بين ما يجري على المواطنين الرومان وما يجري على الأجانب، وفي الأخير البلديات الأجنبية الموجودة خارج المدن يسكنها السكان الأصليون تسيرها مجالس قبلية عرفها الأمازيغ منذ القدم ومع ذلك كانت تخضع لسلطة الحاكم الروماني. وبالرغم من طول بقائهم في شمال إريقيا إلا أنه لم يستطيعوا السيطرة على كامل التراب حيث بقيت المناطق الجبلية مثل الأوراس، جرجرة، الونشريس والبابور والظهرة.. محتفظة باستقلالها مضروب عليها حراسة مشددة من طرف الجيش الروماني.

و تعاقب على حكمها الذي دام أربع قرون من سنة 42م إلى 430م عدة ملوك كان أقلهم سوءا عهد الأباطرة، أما الملوك الجمهوريين فقد اعتمدوا نظاما تمييزيا استغلاليا طيلة حكمهم، وإلى جانب الجنود الإيطاليين كان الجيش الروماني مشكلا من لفيف أجنبي مجند من بلاد الغال، وشرق اليونان وإسبانيا وكورسيكا وسردينيا ومفتوحا أيضا على السكان المحليين الأفارقة يساعدونه في حماية المستعمرات الرومانية وحفظ الأمن داخل الولايات، ولهذا الغرض اعتنى الأباطرة بتحصين المدن النوميدية حيث أحاطوها بأسوار وأبراج دفاعية ووضعوا فيها قواعد عسكرية على غرار معسكر لمباز.


الحياة الاقتصادية و الاجتماعية :


الناحية الاقتصادية:

لم يستفد الأفارقة شيأ من الاحتلال الروماني رغم أنه استغرق أربعة قرون، فكان عهدهم يتسم بالطابع العسكري والإستغلال الاقتصادي من خلال الاستيلاء على ثروات شمال إفريقيا لخدمة مصالح روما، وسياسة التمييز العنصري والتي تتجلى في الاعتقاد بتفوق و أفضلية العنصر الروماني على غيره من الشعوب، و هي نفس السياسة التي انتهجتها فرنسا قرونا من بعد في شمال إفريقيا. و لغرض التوسع و البقاء فتحت روما أبواب شمال إفريقيا على مصراعيها لرجال الأعمال و التجار الرومانيين في مختلف الميادين، فاهتم الإيطاليون بالفلاحة منذ وطئت أقدامهم أراضي إفريقيا فأصبحت أراضيها مستعمرة للاستغلال ونزعت أخصب الأراضي من أصحابها الشرعيين بالقوة وقسمتها إلى حصص متناسبة ووزعتها على المواطنين الرومان من الأرستقراطيين والموظفين الساميين والضباط و الجنود اعتبارا أن الأرض ملك للإمبراطورية الرومانية وتدخل ضمن أملاك الدولة، و بالمقابل قامت بترحيل الأهالي إلى الأراضي القاحلة والرعوية. ومن أجل الاستيلاء نهائيا على هذه الأراضي الفلاحية، قامت روما بمسحها وتنظيمها وتشجيع المواطنين الرومان للهجرة والاستيطان فيها، فأنشؤوا مستثمرات فلاحية كبيرة و شرعوا في شق الطرق وتعبيدها لتسهيل المواصلات الداخلية، ومن أهم هذه الطرقات يمكننا ذكر الطريق الرابط بين تبسة و تيمقاد، و بين تبسة وعنابة، وبين سطيف وسور الغزلان وبين قرطاج وتبسة ولمباز.

ومن أهم مزروعاتهم القمح الذي كان يحتل المرتبة الأولى و يتمتع بشهرة كبيرة، و لهذا الغرض أنشؤوا مخازن لتخزين الحبوب و المطاحن لطحنها.  واهتموا بغرس أشجار الزيتون، كما اهتموا بزراعة الكروم والأشجار المثمرة، كالرمان والتين والليمون واللوز والجوز، إضافة إلى الخضر والفواكه المتنوعة، وكانوا يربون المواشي و الخنازير والدجاج والبط والنحل والخيل والبغال والحمير... فكانت المواد التالية تصدر إلى روما : القمح والزيت والخشب والصوف.  كما اعتنى الرومان بنظام الري لخدمة الفلاحة، و أنشؤوا كذلك السدود والآبار والصهاريج، كما طوروا قنوات نقل المياه والخزنات و قنوات التوزيع لتموين الأرياف والمدن وأنشؤوا مصانع لعصر الزيتون ونسج الملابس ودبغ الجلود وصنع الأثاث وصهر الحديد، وأخضع الرومان سكان شمال إفريقيا لنظام جبائي متعدد الوجوه وهذا ما نص عليه أبيانوس: "إن الرومان أخضعوا الأرض والأشخاص لضريبة المهزومين." و بالتالي أصبح الشعب في عداد الغنائم، وكانت أموال الضرائب ترسل إلى خزينة الدولة بروما، أما المزارعين الرومان فكانوا معفيين من دفع الضريبة.

الناحية الاجتماعية: 

أما من الناحية الاجتماعية بقي سكان شمال إفريقيا محافظين على عادتهم و تقاليدهم، و كان معظمهم يشتغلون في الفلاحة لدى الملاك الكبار من العائلات الأرستقراطية الرومانية، وكانت وضعيتهم الاجتماعية سيئة. و قد أصدرت الإمبراطورية الرومانية قرارا يحق بموجبه الحصول على حق المواطنة ولكن كانت شكلية أكثر من واقعية لم يستفد منه إلا القليل من المواطنين الأفارقة من الطبقة المثقفة والأغنياء وكانت إجراءاته جد معقدة و طويلة ولا تعفي صاحبها من دفع الضريبة المستحقة للشعب الروماني. هذا وعرفت إفريقيا الشمالية طيلة الاحتلال الروماني هجرة كبيرة من الوافدين الإيطاليين الذين انتقلوا إليها بعد أن وزعت عليهم مجموعة من الأراضي الزراعية، و سبب هذه الهجرة هو سوء الحالة الفلاحية في إيطاليا.

   ولما ضم قيصر مملكة نوميديا إلى المستعمرات الرومانية عام 46ق.م، شجعت سياسته التوسعية حركة الاستيطان حيث أمر بإنشاء مستعمرات في الأقاليم المحتلة سواء في إفريقيا القديمة أو الجديدة، وكان أول مشروع جربه على الأراضي النوميدية هي إقطاعية المرتزقة أتباع ستوس (Sittus) في سيرتا التي جعلوا من أراضيها مستعمرات فلاحية هذا بالإضافة إلى الأراضي الأخرى التي وزعها على جنوده عرفانا بإخلاصهم له أثناء الحرب ضد خصمه بومبي.  وبعد مقتل قيصر زادت وتيرة الإستيطان تشجيعا من طرف الأباطرة والرأسماليين الرومان لما كانوا يجنونه من أرباح الأراضي النوميدية، إذ استحوذوا على أجودها، و إلى جانب المستثمرين الزارعين توافدت على أراضي نوميديا فئة أخرى من الإيطاليين تتمثل في التجار والمعلمين والأطباء، استقر معظمهم بالمدن كم وفد إليها المهاجرون من الأراضي الخاضعة للاحتلال الروماني كالسوريين والإسبان، هذا بالإضافة إلى العبيد الذين جلبوا من المستعمرات واستخدموا في مختلف الخدمات ذات الطابع الحضري و الريفي. 

ومن أهم المدن التي كانت موجودة في شمال أفريقيا آنذاك: سيرتا، عنابة، خنشلة وتيمقادن، جميلة، سطيف، تيبازة، شرشال،.....

وكانت المدن الكبرى محصنة بأسوار يوجد في مدخلها أبواب ضخمة وأقواس النصر، أما في الداخل فكانت تحتوي على ساحات عمومية ومتاجر وفيها يصوت المواطنون الرومانيون ويلقي الحكام خطبهم على الشعب ومقرات بلديات يجتمع فيها المجلس البلدي، ومعابد تشمل بداخلها تماثيل كبيرة، ومكتبات عمومية هي عبارة عن قاعات معدة للمطالعة وحفظ المجلدات والمخطوطات، ومسارح كثيرة نذكر منها مسرح تيمقاد وحمامات كثيرة وكبيرة الحجم معدة للاغتسال بالماء الساخن يوجد بداخلها أحواض وغرف معتدلة الحرارة وباردة وقاعات للأحاديث، وملاعب على شكل الكوليزيوم تنظم فيه مسابقات المركبات و تجرى فيه أيضا مباريات بين المتصارعين إما بين شخصين أو بين شخص و حيوان مفترس عادة ما يكون الأسد، بالإضافة إلى وجود ملاهي وأسواق عبارة عن ساحات فسيحة ومكشوفة تحاط بها الدكاكين، و منازل أنيقة و قصور فخمة، و موانئ نذكر منها: ميناء سكيكدة، القالة، جيجل، بجاية، دلس ...


المراكز التعليمية في الجزائر إبان العهد العثماني

 

المراكز التعليمية في الجزائر إبان العهد العثماني


المراكز التعليمية في الجزائر إبان العهد العثماني


1 – الكتاتيب : 

و هي المسؤولة على المستوى الابتدائي و كانت تسمى أيضا في المناطق الريفية باسم الشريعة، وفي المدن تسمى بالمسِيْد ,قد كان سبب تواجدها هو لتجنيب المساجد ضوضاء الأطفال والحفاظ على نظافته.   وتتمثل مهام هذه الكتاتيب في تحفيظ و تعليم القرآن  والحساب وعدد مريديه من 15 الى 20 طفل وتدوم مدة التدريس من 3 الى 4 سنوات كما يمكن بقاء التلاميذ لأكثر من ذلك لمن أراد حفظ كل القرآن و الانتقال الى المستوى الثانوي.

2 – المساجد :

 و تعتبر من أقدم المؤسسات في الجزائر و أكثرها شرعية وانتشارا ويقول د . سعد الله عن دورها : " إنها ملتقى العباد و مجمع الأعيان و منشط الحياة العلمية والاجتماعية و هو قلب القرية في الريف و روح الحي في المدينة إذ حوله تنتشر المساكن و الأسواق و الكتاتيب كما أنه كان الرابطة بين أهل القرية والمدينة والحي لأن الكل يشترك في بنائه ".   وقد كان عدد المساجد كبير فمدينة الجزائر في القرن 19  كانت تضم 9 جوامع و 50 مسجدا كبيرا ( جامع الخطبة ) و 109 مسجدا، أما تلمسان فقد كان فيها 50 مسجدا للخطبة منها جامع سيدي بومدين و الجامع الكبير و جامع محمد السنوسي و الكثير من المساجد في كل المناطق. كما أن المساجد كانت مقسمة الى المذهب الحنفي والمذهب المالكي والملاحظ أن مساجد الحنفية كانت أنيقة وجيدة بحكم أنها كانت تابعة للعثمانيين، أما المساجد التابعة للمذهب المالكي فقد كانت متواضعة  والتي كانت خاصة بالأهالي.

و كان لكل مسجد أوقاف خاصة به وعدد من الموظفين للإشراف عليه، فعلى سبيل المثال كان للجامع الكبير بالعاصمة إضافة إلى المفتي والوكيل إمامان للصلوات الخمس و مساعدان للمفتي و 19 أستاذا مدرسا و 18 مؤذنا و 8 حزابين لقراءة القرآن الكريم و 3 وكلاء أوقاف واحد منهم نائب للمفتي الذي هو الوكيل الرئيسي والثاني وكيل أوقاف الحزابين و 8 منظفين و 3 موظفين للسهر على الإضافة، أما خطبة الجمعة و العيدين فيتولاها المفتي نفسه.

 الزوايا : 

انتشرت الزوايا في الجزائر بكثرة خاصة في المناطق الريفية لفقرها وعدم قدرتها على بناء مساجد كبيرة ومدارس بالإضافة الى انتشار التيار الصوفي والتي عادة ما تكون الزوايا مقرا له، و قد استطاعت هذه الزوايا الانتشار بقوة لما كانت تجمع بين الوظيفة الدينية والتعليمية.

و إن كانت الزوايا قد انتشرت في الكثير من المناطق إلا أن منطقة الزواوة وبجاية أصبحت أشهر  المناطق المتواجد فيها حيث قد تصل الى 50 زاوية في المنطقة الواحدة وأهمها زاوية تيزي راشد (زاوية بن اعراب) ومن اشهر علمائها محمد الفريرا المشهور بالذباح و الذي تولى ولاية التيطري و كذا زاوية  الشيخ محمد التواتي و عن دورها قال د. يحي بوعزيز : " أنها عملت على تحفيظ القرآن الكريم و نشر التعليم و الإسلام في المناطق النائية و كانت ولا زالت مخازن للكتب والمخطوطات كما ساهمت في إزالة الفوارق الاجتماعية وتوطيد العلاقة بين فئات المجتمع و حاربت السلطة المستبدة، فالزاوية الواحدة تضم الفقير والغني ولعالم والأمي.  لكن اعتمادها على المنهج التقليدي أدى إلى الركود الفكري وشيوع الدروشة والانحرافات ".  

 الرباطات : 

الرباطات هي أين يرابط المجاهدون للدفاع عن الثغور وقد كانت متواجدة بشكل حصري في المناطق الحدودية إلا أنها كانت تقوم بوظيفة التعليم وإيواء عابري السبيل مثلها مثل الزوايا وكانت موجهة للجنود الأميين وكذا  محاولة نشر الإسلام في مناطق خارج الحدود إلا أنها لم تكن تابعة لطريقة صوفية واحدة بل متفتحة على لكثير من الطرق.

 المدارس :  

و قد انتشرت المدارس في كل أحياء ومدن الجزائر باعتراف الفرنسيين.  ففي كبرى المدن مثل تلمسان والتي اشتهرت منذ العهد الزياني، فقد كان بها عند بداية الاستعمار 50 مدرسة ابتدائية و مدرستين للتعليم العالي و هما الجامع الكبير و مدرسة أولاد الإمام، أما العاصمة فقد كانت تضم حوالي 229 مدرسة يدرس بها حوالي 5583 تلميذ، أهما المدرسة القشاشية التي أشاد بها أبو راس الناصري واعتبرها مركزا للتعليم العالي، كما أن قسنطينة كان بها عشية الاستعمار حوالي  100 مدرسة ابتدائية و 7 مدارس ثانوية أشهرها المدرسة الكتانية التي أنشاها صالح باي سنة 1776، وقد كان الطالب الداخلي يأخد 6 ريالات  والمدرس 30 ريالا.

كما أن المناطق الغربية أسست المدرسة المحمدية لتكون من أكبر المدارس، وتعتبر مدرسة مازونة من أقدم مدارس العهد العثماني فقد بناها محمد الشريف الأندلسي في القرن 16 م.

أما بالنسبة للتعليم العالي فإن نوعية الدروس المقدمة من جوامعها الكبيرة كانت تضاهي الزيتونة والقرويين، فقد كان هناك 3 مدارس كبرى تقترب من مستوى التعليم العالي وهي المدرسة الأندلسيين ومدرسة شيخ البلاد وكذا الجامع الكبير والتي تخرج منها علماء كبار انتشروا في ربوع الدول الإسلامية.