شركة سامسونغ تتلقى إخطارا بإلغاء مشروع إنشاء مصنع لها في الجزائر

 

شركة سامسونغ تتلقى إخطارا بإلغاء مشروع إنشاء مصنع لها في الجزائر


سيئول، 28 نوفمبر  2024 - صرحت شركة سامسونغ الهندسية اليوم الخميس بأنها تلقت إخطارا بإلغاء طلب بقيمة 1.9 تريليون وون (1.36 مليار دولار أمريكي) من الجزائر، وقعت عليه في عام 2020.

في عام 2020، فاز اتحاد تقوده شركة سامسونغ الهندسية بطلب بقيمة 4.3 تريليونات وون لبناء مصفاة نفط في الجزائر.

وقالت الشركة إنها فشلت في التوصل إلى تسوية مع شركة النفط الجزائرية الحكومية "سوناطراك" بشأن التغييرات في شروط العقد.

وأضافت أنه لا توجد خسائر مالية ناتجة عن إلغاء الطلب.

معركة في عرض البحر بين البحرية الجزائرية والإنكليزية

 

معركة في عرض البحر بين البحرية الجزائرية والإنكليزية 1824



معركة في عرض البحر بين البحرية الجزائرية والإنكليزية


وقعت هذه المعركة البحرية في 12 جويلية من سنة 1824م في عرض البحر المتوسط.  فما هي قصتها؟


السياق

بدأ التدخل الأروبى فى شؤون الجزائر يأخذ شكلا صريحا فى أوائل القرن التاسع عشر، وعلى الأخص منذ مؤتمر فيينا الذى تم بتحريض من الإنكليز والذى قرر ضرب القوة البحرية الجزائرية تحت ذريعة محاربة القرصنة.

وتعهدت بريطانيا بتنفيذ مقررات مؤتمر فيينا، فطلبت تعويضا مسبقا عن مجهوداتها يتمثل فى وضع الجزر الأيونية تحت حمايتها .

إثر ذلك وجهت إنكلترا اللورد إيكسموث على رأس قوة بحرية إلى الجزائر في أوت 1816م، للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى الأيونيين بالجزائر كونهم أصبحوا رعايا لها وتحت حمايتها.

عندما وصلت القوة الإنكليزية أمام العاصمة، رفعت الراية البيضاء، موهمة أنها ترغب في التفاوض فتركتها البحرية الجزائرية تتقدم دون أن تطلق عليها النار ، إلا أن القوة الإنكليزية بعدما تجاوزت الدفاعات ووحدات الأسطول الجزائرى ، فتحت نيرانها من غير سابق إنذار أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الجزائريين.

وقد تشجع الإنكليز، الذين إنضم اليهم الهولنديون،  فطمعوا فى احتلال العاصمة، لكنهم قوبلوا باستماتة عظيمة من المدافعين الجزائريين ، حتى أن الإنكليز فقدوا 883 بحارا من قواتهم فعادوا أدراجهم لم ينالوا خيرا، وكان ذلك فى أوت 1816م كما أسلفنا . ‏ 

المعركة

وبعد ذلك بنحو عامين، عقدت الدول الأروبية مرة أخرى مؤتمرا فى “إيكس لاشابيل” قررت فيه التدخل فى شؤون الجزائر وتوئس والمغرب الأقصى تحت ذريعة محاربة القرصئة، كما قررت إبلاغ الدول الثلاث أن كل نيل ومساس بتجارة إحدى الدول الأوروبية يتسيب فى رد فعل سريع من طرف الدول الأوروبية المتحالفة . وكلف المؤتمر بريطانيا وفرنسا بأن تبلغا إلى الدول الثلاث مقررات إيكس لاشابيل . 

لكن الداى حسين عندما أُبلغ بهذه القررات أجاب بأن الجزائر لا تستطيع أن تتخلى عن حقها فى التعرف على البواخر الأجنبية، فتلك هي الوسيلة الوحيدة التى يستطبع بها أن يتعرف على البواخر العدوة من الصديقة. 

فبقيت إنكلترا تتحين الفرص لإشعال حرب جديدة ضد الجزائر، إلى أن وجدت ذريعة سانحة سنة 1824م فتحججت بإهانة قنصلها بالجزائر، وأرسلت قوة بحرية أخرى في جويلية من تلك السنة لضرب الجزائر مجددا. 

لكن الجزائريين كانوا اتعضوا من معركة 1816م، فلم ينتظروهم حتى يصلوا،  بل خرجت البحرية الجزائرية لملاقاة الإنكليز في عرض البحر واشتبكوا معهم هناك ودامت المعركة يومين كاملين، يومي 12 و13 جويلية من عام 1824م، اضطر الإنكليز بعدها على الإنسحاب لنفاد ذخائرهم.


من جذور الجزائر التاريخية : دولة بني حماد

 

دولة بني حمَّاد


دولة بني حماد 


أسس حماد بن بلقين الدولة الحمادية عندما أعلن قطع الولاء عن الفاطميين فى عام 405ه (1014م)‏ ، وامتدت الدولة الحمّادية غريا الى فاس، وشرقا الى تونس نفسها والقيروان وصفاقس والجريد، أما جنوبا فشملت الزاب ووادي ريغ وورجلان، وكانت عاصمتها الأولى أشير الواقعة بولاية المدية اليوم.

وتعتبر الدولة الحمادية ثالث دولة إسلامية تقوم بالجزائر بعد الدولتين الرستمية والفاطمية. وكانت مستقلة استقلالا تاما عن الخلافة المركزية بالمشرق والأندلس، غير أن ملوكها ظلوا مرتبطين بالولاء الإسمي للخلافة الفاطمية أو العباسية حسب الظروف.

ويتلقب رئيس الدولة بالأمير أو الملك  والطابع الغالب على تنظيم الدولة الحمادية هو الطابع الحربى نظرا لما كان يحيط بها من أخطار دائبة. 

الحضارة والعمران :

عنى الحماديون عناية محمودة بالأنشطة الإقتصادية، فنشطت الفلاحة في عصرهم، فكثرت المزارع والأسواق وتعددت الحِرَف والصنائع.  وما زاد فى ازدهار المملكة الحمادية نزوح الناس إليها كما فعل مسلمو صقلية، وقد ساعد هذا النزوح النشاط العمراني ونشوء حضارة من أرقى الحضارات قال عنها المؤرخ الفرنسي "جورج مارسي" : «حوالى سنة 450ه (1065م) صارت القلعة مدينة تجارية عظيمة وارفة الخيرات، قصدها أرباب الصنائع من المشرق  وافريقيا، ويبدو أن صناعة الفخار بلغت حينذاك بها مبلغا عظيما . وآثار الحضارة الحمادية لا نظير لها ببقية وطن البربر.  وقد كان النورمان مغرمين بالحضارة الحمادية، فأقاموا قصور بلوم (بصقلية) على شكل قصور بجاية» 

وقد أنشا الحماديون القصور الفخمة فى مختلف المدن، كما أسسوا المساجد ورفعوا المنائر، وبنوا الجسور وأسسسوا المدينتين العظيمتين : 

القلعة التى اشتهرت بقلعة بني حماد،  وبجاية التى أقاموها على أنقاض صلداي. وقد اختار الحماديون موقع القلعة على مقربة من مدينة المسيلة التى كانت مركزا تجاربا هاما تلتقى عنده القوافل الآتية من افريقيا السوداء والذاهبة فى اتجاه تلمسان وتنس وتيهرت والقيروان . وتعتبر مدينة بجاية الميناء الطبيعى للقلعة . وقد تطور العمران تطورا كبيرا فى القلعة التى اشتهرت بمنسوجاتها الرفيعة وتطور العمران بعدة مدن هامة تابعة للدولة الحمادية مثل بسكرة والمسيلة وسطيف وقسنطينة وبجاية ومدينة الجزائر ومليانة والمدية.

وفى بداية القرن الثانى عشر الميلادى انتقلت عاصمة المملكة الحمادية من القلعة الى بجاية التى أصبحت حينذاك أهم مدينة فى الشمال الإفريقى كما سجل ذلك الإدريسى . ويرجع تطور مدينة بجاية الى موقعها على البحر  من جهة، وإلى العلاقات التجارية التى كانت تربط بينها وبين أوروبا كما يدل على ذلك إطلاق كلمة “بوجي” بالفرنسية على الشمع الذى كان يستعمل فى وسائل الإضاءة وهو مستخدم من المواد الدهنية المستوردة من وادي الصومام . كما عرف الحماديون كيف يستغلون مناجم الحديد على نطاق واسع وقد ظهر فى العصر الحمادي العلماء والشعراء والكتاب ظهورا لا عهد للجزائر به من قبل . 

ضعف الدولة 

لكن هذه الدولة القوية تسربت إليها عوامل الضعف بعد حوالى قرن وربع قرن بحيث عجزت عن مقاومة تيار الحركة المرابطية وقد حاول غير واحد من المؤرخين الغربيين أن يُرجع هذا الضعف إلى حملة  الهلاليين، وضخموا نتائج هذه الحملة تضخيما لا يتناسسب مع الواقع. 

ولهذا يجب البحث عن أسباب أخرى لضعف الدولة الحمادية، تتمثل أولا فى ظهور الدولة المرابطية التى استولت فى غانا على منابع الذهب؛ ثم سيطرت على طرقه، فحرمت المدن الحمادية من مورد من أهم مواردها وأنشطتها الإقتصادية، كما يجب تسجيل الدور الذى لعبته حملات القراصنة المسيحيين فى تدهور موانئ هامة مثل عنابة وجيجل والقل وشرشال وتنس التى تأثرت كثيرا من الحملات الصليبية.

تلك هى العوامل الأساسية التي أثرت على الدولة الحمادية وأضعفتها.

الحياة الأدبية بالجزائر على عهد الحماديين

إن عصر الحماديين كان عصر إنشاء وترقية فى جميع مظاهر الحضارة ومنها الآداب والعلوم . ذلك أن ملوكها البارزين من أمثال حماد (387 -‏ 419 ه) والناصر (454 ‏- 481 ه) والمنصور (481 - 498 ه)، كانوا يغدقون العطاء للعلماء والأدباء فأقبلوا إليهم من كل جهة.  فازدهرت بذلك الحركة العلمية وانتعشت الثقافة بين جميع الأوساط المختلفة حتى كان العمي ينالون حظهم منها، وقد يصل الطموح ببعض الموهوبين منهم إلى أن يصلوا إلى مرتبة الأستاذية والإقراء بمختلف المجالس العلمية، وهذه الدرجة لا تظهر فى وسط إلا إذا كان أهله بتمتعون بمستوى ثقافى رفيع؛ كما ذكر ذلك ياقوت الحموي. 

وأشهر من نبغ فى هذا العهد ببجاية وغيرها من الحواضر العلمية الجزائرية :‏

- ابن حمديس الصقلي. 

- محمد بن حماد الذى ينتسب إلى الأسرة المالكة وكان عالما وشاعرا وكانت أكثر قصائده فى وصف عمران الحماديين ببجاية والإشادة بأطلال قصورهم ومآثر عهدهم : ومن ذلك قوله يتحدث عن القصور الدا ثرة : 

اين المعروسان لا رسم ولا طلل؟   فانظر ترى ليس الا السهل والجبل 

وقصر “بلارة” أودى الزمان به   فاين ما شاد من السادة الأول 

ومن قصائده أيضا قوله : 

ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة    بوادى الجوى مابين نلك الجداول؟ 

وهل أسمعن تلك الطيور عشية   تجاوب فى تلك الغصن البلابل؟ 

ونبغ غير هذين الأديبين أعلام آخرون فى كل فن من أشهرهم : 

- الفضل بن سلمة البجائي، (المتوفى سنة 319 ه).  كان فقيها محصلا، وله من الكتب مختصر المدونة والواضحة والموازية وكتاب جامع المسائل الموازية والمستخرجة وكلها فى الفقه المالكى . 

- أبوبكر بن يحيى الوهرانى (المتوفى سنة 430 ه).  كان محدثا كبيرا، أخذ عنه جماعة كبيرة من العلماء. 

- محمد بن حسين الطبنى (المتونى سنة 414 ه). كان أدييا وشاعرا . قال عنه ابن بشكوال أنه لم يصل إلى الأندلس أشعر منه ولم يصلنا من شعره إلا أبيات قليلة . 

- أبو عمرون الوهراني (المتوفى بعد سنة 429 ه).  أخذ عن أعلام الفقه بالقيروان كمحمد بن أبى زيد صاحب الرسالة، وتضلع فى الرياضيات وكان بصيرا بالطب، ماهرا فى العلاج.  وسافر إلى الأندلس حوالى سنة  429 ه ومات بها بعد سنوات . 

- أحمد الداودي التلمساني.  وأصله من المسيلة أو بسكرة. كان متضلعا فى العلوم القانونية، وترك من التآليف الكثير، منها : 

كتاب الواعى فى الفقه -  ‏ شرح الموطأ - الإيضاح فى الرد على القدرية.  وكان من تلامذته محمد بن أبى زيد صاحب الرسالة . 

- أبو القاسم يوسف البسكري (المتوفى سنة 465 ه). كان متخصصا في القراءات، وارتحل فى سبيل ذلك الى جميع البلدان الإسلامية إلى أن استقر أخيرا بمدرسة نيسابور مدرسا وتوفى بها (سنة 465 ه). وأشهر تآليفه كتاب الكامل فى القراءات . 

- إبن الرمامة (المتوفى 567 ه  .(هو أبو عبد الله محمد بن على، ولد بقلعة بني حماد سنة 478ه. وروى عن أبى الفضل النحوى التوزري وتفقه عليه وعلى أبى محمد المقرى ببجاية، وأخذ عن أبى إسحاق إبراهيم بن حماد وعن خاله أبي الحسنى بن محشوة بمدينة الجزائر وارتحل إلى الأندلس فلقى ابن رشد الفيلسوف وأخذ عنه ثم عاد الى المغرب واستوطن فاسا وتولى القضاء والتدريس بها إلى أن توفى سنة 567ه. وكان يميل إلى المذهب الشافعي وله من التآليف “تسهيل المطلب في تحصيل المذهب”‏ وكتاب “التبيين فى شرح التلقين” لعبد الوهاب البغدادى. 

- أبو عبد الملك البونى (المتوفى حوالى 440 ه). كان فقيها محدثا أخذ بتونس عن علمائها ثم عاد الى بونة «عنابة » وأقرأ بها إلى أن توفي.

- الحسن بن علي التيهرتى (المتوفي 501ه). كان لغويا نحويا أخذ عن شيوخ الأ ندلس بالقرن الرابع الهجرى ثم ارتحل الى المغرب الأقصى وأقام به إلى أن توفي، وكان من جملة طلبته هناك القاضى عياض الشهير وغيره. 

- يوسف الورقلاني (500 -570 ه). كان متبحرا في شتى العلوم النقلية والعقلية، ولد بمدينة وارقلان حوالي سنة 500 وقرأ بها مبادئ العلوم، ثم ارتحل إلى قرطبة بالأندلس وأخذ عن علمائها وأدباثها، وكان لتبحره وإجادته الأدبية يشبه بالحافظ،  ثم عاد الى بلاده واعتكف فى منزله على التدوين حتى أخرج كتبا عديدة منها: 

 - تفسير القرآن

 - العدل والإنصاف فى أصول الفقه 

 - مروج الذهب في الفلسفة

 - الدليل لأهل العقول، وهو أشبه بدائرة معارف صغيرة، كما له غيرها من الكتب.  

توفي ببلدته وارقلان (ورقلة حاليا) سنة 570ه.

وكما نبغ هؤلاء الأعلام من المسلمين الحماديين، فقد نبغ أيضا طائفة من الوافدين الأجانب لطلب العلم والإستنارة بالثقافة الإسلامية والتضلع من علومها والأخذ عن أعلامها فى مختلف الفنون والمراكز التعليمية بالدولة، ومن أشهر من نبغ في هذا العهد : 

- الاديب الكاتب « نسيم » 

- ‏ الاديبه الكاتب « حناتيل » 

- ‏ الاديب الكاتب إسحاق بن يعقوب 



من جذور الجزائر التاريخية : الدولة الفاطمية

 

من جذور الجزائر التاريخية : الدولة الفاطمية


من جذور الجزائر التاريخية : الدولة الفاطمية


ظهور عبد الله المهدى : 

سقطت الدولة الأغلبية سنة 296 هجري (908م) على يد الدعوة الشيعية، ذلك أن أبا عبد الله الشيعى نزل بفرجيوة، الواقعة بدولة الجزائر اليوم (ولاية ميلة)، من أرض كتامة سنة 280 هجري (893م)، وأخذ فى تمهيد الأمر لعبيد الله المهدي الذى نسبت إليه الدولة ‏العبيدية التي أصبحت تعرف بعد انتقال مركزها إلى مصر بالدولة الفاطمية.

ابتدأ أبو عبد الله بنشر المذهب الإسماعيلي من مذاهب الشيعة وأخذ يبشر بقرب ظهور المهدى، وسرعان ما قوى أمره حتى نجح فى إخراج عبيد الله من الأسر فبويع البيعة العامة وتلقب بالمهدي، وقد بادر عبيد الله المهدي فور اتنتصاره بتأسيس المهدية (ولاية سطيف حاليا). 

وقد دخلت (تيهرت) فى حكم العبيديين سنة 296ه فجعلوها قاعدة المغرب الأوسط ودخلت وهران فى عمالة تيهرت سنة 296ه (910م). 

الجزائر بين العبيديين والأمويين : 

أيدت العبيديين قبيلة كتامة ثم صنهاجة وحاربتهم زناتة، فاغتئم البيت الأموي الحاكم فى الأندلس هذه الفرصة فاتصل بزناته التى أصبحث نصيرة للأمويين، ووقعت معارك جديدة بين الجانبين لم تكن فاصلة؛ إلى أن تمكن بلقين بن زيرى الصنهاجى من هزيمة زناتة عام 361 ه (971م)ء فتفرقت زناته فى المغرب الأقصى. 

الجزائر الصنهاجية ونهاية الدعوة العبيدية بها :   (405ه، 1014م - 547ه، 1152م) 

عندما فْتحت مصر للمعز لدين الله الفاطمي، قرَّ عزمه على الرحيل إليها، وترك مكانه لبلقين بن زيري الصنهاجي على المغرب الإسلامي (الجزائر)، على الرغم من أن كتامة كانت أسبق في مناصرة واحتضان الدعوة الفاطمية من صنهاجة. 

لكن بلغ من سعة سلطان صنهاجة أن تخوف منها العبيديون فأغروا  كتامة بمحاربتها، إلا أن صنهاجة انتصرت. وشعر ملوك صنهاجة بدسائس العبيديين، فجاملوهم ظاهرا إلى أن أعلن المعز بن باديس الصنهاجي قطع دعوة العبيديين سنة 440ه‏ (1048م) ودعا للعباسيين.

 تفرعت المملكة الصنهاجية الى فرعين منذ 405ه (1014م)‏ عندما استقل حماد بن بلقين بالوطن الجزائري، فأصبحت لصنهاجة دولتان : شرقية عاصمتها المنهورية ثم المهدية، وغربية عاصمتها القلعة فبجاية . 

بنو هِلال وبنو سُلَيْم بالجزائر : 

قرّر الفاطميون الإنتقام من صنهاجة إثر انفصالها عهنم، فأرسلوا عليهم قبائل سليم وهلال التى كانت انتقلت قبل ذلك من الحجاز الى الصعيد. .. فدخل الهلاليون إلى الجزائر من جهات ثلاثة : 

جهة الساحل : القالة، عنابة، قسنطينة، القل وجبال البابور.
جهة الهضاب : بين الأطلسين التلي والصحراوي إلى وادي الساحل والبابور.

جهة الصحراء : وانتشروا فيها عن طريق تبسة وجنوب الأوراس.

وقد دفعت الحملة الهلالية صنهاجة الغربية إلى إعادة تبني الدعوة الفاطمية لتجنيب دولتها أضرار النزوح الهلالي، فلجأت إلى التحصينات الجبلية وأنشأت إمارة بحرية ببجاية على يد الحمّاديين.


شخصيات جزائرية : مفدي زكريا

 

نبذة عن حياة الشاعر الجزائري مفدي زكريا

 

المولد، النشأة، والإنتماء السياسي

 وُﻟِﺪ اﻟﺸﻴﺦ زﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ اﻟﺤﺎج ﻋﻴسى، المعروف ﺑ «ﻣﻔﺪي زﻛﺮﻳﺎ» ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ 12 ﻳﻮﻧﻴﻮ  1908م الموافق ﻟ 12 ﺟﻤﺎدى اﻷولى 1326ﻫ ببني ﻳﺰﻗﻦ، وﻻﻳﺔ ﻏﺮداﻳﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ. ﻧﺸﺄ في ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻣﺤﺎﻓِﻈﺔ أﺻﻠُﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﺑﻴﺾ ﺳﻴﺪي اﻟﺸﻴﺦ ﻏﺮب وﻻﻳﺔ اﻟﺒﻴﺾ. دﺧﻞ اﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ، وتعلم اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وأﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

لقَّبه زﻣﻴﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ الميزابية واﻟﺪراﺳﺔ اﻷﺳﺘﺎذ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻮﺟﻨﺎح ﺑ «مُفْدي»، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻟﻘﺒﻪ اﻷدﺑﻲ ﻣﻔﺪي زﻛﺮﻳﺎ. اﺳﺘﻌﺎر في ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﺸﻮاره اﻷدﺑﻲ أﺳﻤﺎء أدﺑﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ: أﺑﻲ ﻓﺮاس، اﺑﻦ ﺗﻮﻣﺮت، ﻓﺘﻰ المغرب …

انتقل رﻓﻘﺔ َأسرﺗﻪ إلى ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺎﺑﺔ، ﺛﻢ رﺣﻞ إلى ﺗﻮﻧﺲ وأﻛﻤﻞ دراﺳﺘﻪ ﺑﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺴﻼم والمدرسة اﻟﺨﻠﺪوﻧﻴﺔ وﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻄﺎرﻳﻦ، ﺛﻢ اﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺎل ﺑﻬﺎ ﺷﻬﺎدة اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ، ثم ﻋﺎد ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إلى اﻟﺠﺰاﺋﺮ، وﻛﺎن ﻟﻪ دور ﻛﺒير في إﺛﺮاء المشهد اﻷدﺑﻲ واﻟﺴﻴﺎسي. اﻧﺨﺮط في ﺻﻔﻮف اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، ﺛﻢ اﻧﻀﻢ إلى اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ، وﻧﺎﺿﻞ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎت في ﺻﻔﻮف ﺟﻤﻌﻴﺔ «ﻃﻠﺒﺔ ﺷﻤﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ المسلمين» و«ﻧﺠﻢ ﺷﻤﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ» و«ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ» و«اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻟﻠﺤﺮﻳﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ» ﺛﻢ «ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ».

ﺗﻌﺮﱠف ﻋلى اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻘﻴﻤًﺎ ﺑﺘﻮﻧﺲ، فلازم أﺑﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻜﺒﺎدي، ورﻣﻀﺎن ﺣﻤﻮد، وأﺑﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺸﺎﺑﻲ.

وظف ﻣﻔﺪي زﻛﺮﻳﺎ في المجال اﻹﻋﻼﻣﻲ رﺻﻴﺪَه اﻟﺜﻮري ﻋﻨﺪﻣﺎ تولىﱠ رﺋﺎﺳﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪة «اﻟﺸﻌﺐ»، ﻟﺴﺎن ﺣﺎل ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ في ﺳﻨﺔ 1937م.

ﺳُﺠﻦ ﻋﺪة ﻣﺮات ﺑﺴﺠﻦ ﺑﺮﺑﺮوس (سرﻛﺎﺟﻲ)، وﺑﻌﺪ ﻗﻀﺎﺋﻪ ﻣﺪة ﺛﻼث ﺳﻨﻮات فرَّ إلى المغرب، ﺛﻢ إلى ﺗﻮﻧﺲ، وأﺻﺒﺢ سفيرا ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ.

ﺳﺎﻫﻢ في ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪة المجاهد إلى ﻏﺎﻳﺔ الإستقلال، وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ إﺳﻬﺎﻣﺎت عبر اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ المقالات اﻟﻘﻴﻤﺔ في ﺻﺤﻒ وﺟﺮاﺋﺪ ﻋﺮﺑﻴﺔ راﺋﺪة، ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺮﻳﺪة «اﻷﺧﺒﺎر» و«اﻟﺼﻮاب» اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺘين و«اﻟﻠﻮاء» المصرﻳﺔ.

الإنتاج الفكري والأدبي

ﺑﻌﺪ أن انتهى من كتابة اﻟﻨﺸﻴﺪ اﻟﺮﺳﻤﻲ «ﻓﺪاء اﻟﺠﺰاﺋﺮ»، وﻧﻈﻢ اﻟﻨﺸﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ «ﻗﺴﻤًﺎ» اﻟﺬي ﻟﺤﻨﻪ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻮزي، ﻛﺘﺐ ﻣﻔﺪي زﻛﺮﻳﺎ «إﻟﻴﺎذة اﻟﺠﺰاﺋﺮ».

اﺳﺘﻄﺎع مفدي زكرياء ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻪ وأﺷﻌﺎره وﻧﻀﺎﻟﻪ اﻟﺴﻴﺎسي واﻟﺜﻘﺎفي أن ﻳُﻌﺮﱢف ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺷﻌﺒﻪ في اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، وﻳﺪﻋﻮ إلى اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ في ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ واﻟﺘﻜﺘﻼت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.

له اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ المؤلفات، نذكر ﻣﻨﻬﺎ:

«ﺗﺤﺖ ﻇﻼل اﻟﺰﻳﺘﻮن»، دﻳﻮان ﺷﻌﺮ ﺻﺪرت ﻃﺒﻌﺘﻪ اﻷولى ﻋﺎم 1966م.

«اﻟﻠﻬﺐ المقدس»، دﻳﻮان ﺷﻌﺮ ﺻﺪر في اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻋﺎم 1961م،

«ﻣﻦ وﺣﻲ اﻷﻃﻠﺲ»، دﻳﻮان ﺷﻌﺮ صدر عام 1976م.

كما ﻟﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ: «ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻟﻨﺎ»، 1932م، و«ﻓﺪاء اﻟﺠﺰاﺋﺮ»، 1936م، و«اﻋﺼﻔﻲ ﻳﺎ رﻳﺎح»، وﻧﺸﻴﺪ ﺟﻴﺶ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ، وﻧﺸﻴﺪ اﻟﻌﻤﺎل وﻧﺸﻴﺪ اﻟﻄﻠﺒﺔ.

 التشريفات

ﻧﺎل ﻣﻔﺪي زﻛﺮﻳﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ الإستحقاقات واﻟﺘشرﻳﻔﺎت، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ:

«وﺳﺎم المقاوم» ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺸﺎذلي ﺑﻦ ﺟﺪﻳﺪ  ﺳﻨﺔ 1987م، و«وﺳﺎم اﻷﺛير» ﻣﻦ ﻣﺼﻒ الإستحقاق اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ ﺳﻨﺔ 1999م، و«وﺳﺎم اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ» ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷولى ﻣﻦ ﻋﺎﻫﻞ المملكة المغربية ﺳﻨﺔ 1961م، و«وﺳﺎم الإستحقاق اﻟﺜﻘﺎفي» ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻮرﻗﻴﺒﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ.

الوفاة

توفي اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻔﺪي زﻛﺮﻳﺎء، رﺣﻤﻪ ﷲ، ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء 17 أﻏﺴﻄﺲ 1977م الموافق ﻟ 2 رﻣﻀﺎن 1397ﻫ  ﺑﺘﻮﻧﺲ، وﻧُﻘﻞ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ إلى اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻟﻴُﺪﻓﻦ ﺑﻤﺴﻘﻂ رأﺳﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻄﺎء ﺛﺮي وﻧﻀﺎل وفي.