728x90 AdSpace

  • أحدث المواضيع

    قراءة في سياسة فرنسا الاستعمارية في الجزائر : فرق تسد

    قراءة في سياسة فرنسا الاستعمارية
     
     
     
     
     
    بقلم سمير خلف الله
     
    بداية نقول بأن فرنسا قد كانت على اقتناع تام باستحالة تحقيق النصر على الجزائريين إذا ما هم بقوا قوة واحدة متحدة . فيكفي بأن الأمير عبد القادر لوحده كاد أن يطردها من الجزائر . وبالفعل فقد هزمها في عدة معارك كمعركة سيق ووادي المقطع . وحتى ولئن هي قد انتصرت عليهم فهذا لا يعني أنها في مأمن مستقبلا . فيمكن للجزائريين أن يتحدوا في جبهة واحدة وموحدة ومن خلالها يمكن لهم وبواسطتها أن يرموا بها في البحر . وهذا ما كان بالفعل بعد اندلاع الثورة التحريرية المباركة . ولهذا فقد انتهجت فرنسا ولتشتيت شملهم وضرب وحدتهم وشق صفوفهم سياسة فرق تسد ، وهذا حتى من قبل احتلالها للجزائر . وبقيت تمارسها إلى غاية خروجها منها في العام 1962 . وهذه السياسة والتي مارستها بمهارة لهي من ضمنت لها البقاء في بلادنا كل تلك الفترة الطويلة نسبيا.  والهدف منها قد كان واضحا فقد عملت فرنسا على استخدام الجزائريين ضد بعضهم البعض فيضعفون هم . وفي المقابل تبقي هي قوية وهذا لكونها لم تبدد قدراتها العسكرية والمادية والبشرية بعد ، بل وفي حالات كثيرة فقد تكفل الجزائريون ونابوا هم عنها في احتلال بعض المناطق ولصالحها . وهذا ما يخبرنا به أبو القاسم سعد الله وذلك حينما حارب بعض الجزائريين حلفاء الأمير عبد القادر لصالح المستعمر . ومن بعده ساهموا وبفعالية في قمع مقاومة واحة الزعاطشة . واستمر هذا الأسلوب إلى غاية الثورة التحريرية المباركة حيث أنه وحسب الإحصاءات الفرنسية فهناك 400 ألف جزائري قد لبسوا البزة العسكرية الفرنسية . نقولها بكل مرارة وأسف شديد وكانوا هم القوة الضاربة لفرنسا في الجزائر خلال ثورة التحرير المجيدة ، ولكل هذا فقد نجحت فرنسا ولو بصورة نسبية في استخدام الجزائريين ضد بعضهم البعض خدمة لمشروعها الاستعماري .

    كما أن فرنسا كانت تهدف من وراء سياسة فرق تسد وكما يخبرنا المؤرخ يحي بوعزيز إلى تفتيت وتشتيت القيادات والزعامات الأهلية ذات السلطة والنفوذ والتأثير حتى لا تكون خطرا في المستقبل على السيادة الفرنسية . واعتبر هذا الاتجاه إحدى الركائز والدعامات الأساسية للسياسة الفرنسية في الجزائر . 01 كما أنه وفي ظل هذه السياسة تنتشر الفوضى بين الجزائريين ، وهي الجو المثالي الذي يزدهر فيه الاستعمار . لأنه داء ووباء والوباء لا ينتشر إلا متى انتشرت مختلف الشرور والمساوئ.

    كما لا يجب أن ننسى بأنه وأينما حلت فرنسا حلت معها سياسة فرق تسد وضرب هذا بذاك . لإضعاف الخصوم وتركيز سلطتها كما فعلته في منطقة نفوذ الحاج أحمد باي السابقة ببايلك الشرق قسنطينة . حيث قامت بتقسيم المنطقة التي كانت تحت نفوذه مع ابن شنوف ، ثم عينوا أكثر من قائد من عائلة بن قانة نفسها . مما ولد روح التنافس والصراع بينهم ثم انتزعوا منطقة وادي سوف وريغ من عائلة بن قانة لتكون المنافسة على أشدها بين عائلة بن قانة وبوعكاز وابن شنوف 02 . وهذا الوضع يخدم المستعمر الغاصب .

    ولقد بدأت فرنسا في توظيف سياسة فرق تسد حتى من قبل أن تطأ أقدام أول جندي لها في شبه جزيرة سيدي فرج ، أي قبل دخول مدينة الجزائر واحتلالها . ويتضح هذا جليا في البيان الشهير ، والذي وجهته إلى الجزائريين قبيل الاحتلال . وسعت فيه جاهدة للتفريق بين الداي حسين وبين سكان الجزائر ، وهذا من خلال ادعائها بأنها قادمة لمحاربة الداي حسين الظالم المستبد وليس لأجل محاربة الجزائريين ، ولقد نجحت في مسعاها هذا أيما نجاح . وما سبق لم يأت من فراغ وهذا لكونها أي فرنسا ، قد كانت مطلعة على طبيعة العلاقة التي كانت تربط بين الأتراك والجزائريين في الجزائر . سواء كان هذا من خلال تقارير جواسيسها أو من خلال الجزائريين أنفسهم ، وخصوصا أبناء الفئة الحضرية كأحمد بوضربة . والذي يخبرنا عنه أبو القاسم سعد الله بأنه قد أقام في فرنسا لمدة عشر سنوات وتزوج بفرنسية ، وهذا قبل الحملة العدوانية في 1830 . 03 والخطأ هنا يتحمله الأتراك نتيجة لسياسة الإقصاء التي مارسوها وبطريقة ممنهجة ضد الجزائريين . ومنها سلسلة التجاوزات القانونية والمظالم التي ارتكبوها في حق الجزائريين . صحيح هي لا شيء أمام جبال المظالم التي سيرتكبها الفرنسيون فيما بعد ، ولكن الظلم هو الظلم وذا بغض النظر عن حجمه ولونه وجنسه . ولهذا فقد خاطب الفرنسيون الجزائريين بما يريدون سماعه أي طرد الأتراك . ويعلق أبو القاسم سعد الله على هذه النقطة بقوله بأن : " ترحيب بعض المثقفين الجزائريين ورجال الحضر بكلمة الفرنسيين يدل على عدائهم القوي للعثمانيين - الأتراك – وعلى آمالهم في الحصول على الحرية والاستقلال منهم بمساعدة الفرنسيين " 04 . وهنا وجد الفرنسيون الطريق معبدة لضرب الأتراك بالعرب والعرب بالأتراك وأصبح الكل يخطب ود الفرنسيين خدمة لمصالحه . فالأتراك أعداء الأمس بالنسبة للفرنسيين أصبحوا موالين لهم ضد العرب الذين فرحوا لرحيل الداي حسين وحكمه 05 . ولكن من عجب الأمور أن الفرنسيين سيصبحون حماة للأتراك ضد العرب في الجزائر كما هو الحال مع أتراك تلمسان في العام 1830 . 06 وهذا على عكس ما ادعوا في مرحلة سابقة من أنهم جاؤوا لتحرير العرب من ظلم وضيم الأتراك . وهنا نجد بأن الفرنسيين يطبقون القاعدة الشهيرة والتي مفادها بأنه لا صديق دائم ولا عدو دائم ولكن هناك مصالح دائمة . فليذهب العرب والأتراك إلى الجحيم طالما هذا يثبت الوجود الفرنسي في الجزائر.

    وبعد هذا علينا القول بأن اختلافاتنا لا يجب أن تجعلنا نحرق وطننا ونعادي بعضنا البعض وهذا لفائدة العدو ، وحرمان بعضنا البعض من الامتيازات ومهما كانت طبيعتها . لا يعني هدم المعبد على رؤوسنا جميعا لصالح العدو المتغلب ، ويحدث هذا خاصة عندما تتدخل المصالح الشخصية الضيقة وتتغلب على المصالح الوطنية العليا . كما هو الحال في ذلك الصراع الذي يحدثنا عنه ابو القاسم سعد الله والذي دار بين العرب أي الحضر وبين من هم ينحدرون من أصول عثمانية 07 ومع كل أسف فالفرنسيون عرفوا كيف يستغلون هذا الطرف ضد الطرف الآخر ورميه عند انتهاء خدماته ، كما حدث في العام 1836 في تلمسان حيث تعاون الحزب التركي مع الفرنسيين للسيطرة على المدينة  08 .

    كما عملت فرنسا على التفريق بين العرب والبربر على أساس - وكما هو معروف للجميع – من أن البربر هم من أصول سلتية ، وكما يخبرنا بهذا الأمر أبو القاسم سعد الله 09 ، وعليه فهم أكثر تفوقا من العنصر العربي الغازي حسب الأدبيات الاستعمارية . وعلى أساس هذه الأسطورة فقد وضعت سياسات استعمارية قوامها فرق تسد بين العرب والبربر ، خدمة للمشروع الاستعماري في الجزائر . ولئن عملت فرنسا على تهييج النعرات العرقية بين الجزائريين ، فهل تناست بأن الشعب الفرنسي في تلك الفترة يتكون من الكورسيكيين ومن البروتان ومن الألزاسيين ، كما أنه أي الشعب الفرنسي تاريخيا ينحدر من قبائل الفرنك الألمانية ومن السلتيين ومن اللاتين . وكيف أنه وإلى عهد قريب كان ولا يزال مجتمعا متعدد الأعراق ولا أدل على هذا من أن جدة جون ماري لوبان Jean-Marie Le Pen زعيم اليمين المتطرف سابقا متمثلا في الجبهة الوطنية ، كانت تجهل الفرنسية وبصورة كلية ولم تكن تتحدثها أصلا ، ولا تحسن كلمة واحدة منها . كما لا يجب أن ننسى بأن فرنسا وإلى غاية العام 2013 لا زالت بها تسع لغات إقليمية يتكلمها 6 . 29 مليون نسمة من مجموع تعداد سكان فرنسا وأهمها البريتانية Le breton والكورسيكيةLa langue corse والفلمنيةLe flamand  والباسكية Le basque والالزاسية L'alsacien والكطالانية Le catalan والبروفنسالية فرنسية Francoprovençal ولغة قسطانية Occitan . وهنا يجب أن نشير إلى القضية البربرية وكيف وظفتها فرنسا لخدمة مشروعها الاستعماري في الجزائر ، وهي تحتاج إلى دراسة مفردة لها ولوحدها . ولهذا فسنكتفي بما مرّ أعلاه ، فربما تكون في المستقبل موضوع دراسة مستقلة بذاتها .
     
    والمصيبة الكبرى هي أن فرنسا قد وجدت أرضية خصبة ترتكز عليها لتجسيد سياستها الخاصة بفرق تسد ، ولم تختلقها هي من الفراغ ومن العدم . وإنما هي قد استثمرت واستغلت ما هو موجود بشكل جيد ، ولكن بشكل سيء وشرير وقذر للغاية . ذلك أن نظرة أحمد باي ، آخر بايات قسنطينة إلى الأمير عبد القادر ، قد كانت نظرة عنصرية ضيقة ، تتغلب فيها المصلحة القبلية والعرقية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية للجزائر . وهذا الكلام ليس من عندنا بل نجده في كتاب أبو القاسم سعد تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الأول منه ، والذي يخبرنا فيه بأن أحمد باي كان يستكثر على الأمير عبد القادر حتى لقب الأمير بل كان يدعوه بابن محي الدين لكونه ليس من سلالة تنجب الأمراء . وبالتالي فهو لن يصبح أميرا ولو وصل إلى السماء 10 . وهذه النظرة العنصرية الضيقة والخاطئة ما كانت ليعتنقها أحمد باي ، لو كان مستوعبا لأهداف فرنسا التوسعية في الجزائر ، ولكان قد انضم إلى لواء الأمير عبد القادر وخاصة بعد سقوط قسنطينة . ولكان تعامل بإيجابية مع رسائله قبل وبعد العام 1837 . ولكان تكوّن حلف بينها وربما يكون كفيلا بوقف الزحف والتمدد الفرنسي في العمق الجزائري ، وبالتالي تجنيب الجزائر والجزائريين ليل استعماري بغيض دام 132 سنة . أو على الأقل حصر الوجود الفرنسي في المدن الساحلية كما يقول المؤرخون على غرار الاستعمار الاسباني من قبله . وفي هذه الظروف استطاعت فرنسا أن تفرق فعليا بين الأمير عبد القادر وبين أحمد باي ، وهكذا انتصرت على الطرفين . لأنها لم تفعل شيئا سوى التفرغ للثاني ، ومن بعده تفرغت وبصورة نهائية للأول أي للأمير عبد القادر . وكان أولى بأحمد باي أن يتعظ من سياسة فرنسا لإضعاف جبهته الداخلية ، وهذا بتشتيت معسكره وفق سياسة فرق تسد قبل هزيمته وفقدانه لعاصمة ملكه .

    ففي باليك قسنطينة استطاعت فرنسا أن تستغل المنافسة ، بين احمد باي وبين الباي إبراهيم الكريتلي لتحقق أهدافها ، وهذا بإضعاف جبهة احمد باي الداخلية . وهذا ما تم لها واستطاعت أن تضرب احمد باي بإبراهيم الكريتلي ، وخرجت هي المنتصرة والمستفيدة الوحيدة من المواجهة بينهما . وهذه السياسة طبقها الفرنسيون في كل المدن التي فيها أتراك ، يقول أبو القاسم سعد الله : " وكلما حل الفرنسيون في مدينة فيها العنصر العثماني جعلوا من سكانه الحضر خصوما للعثمانيين وأنصار للفرنسيين " 11 . كما أن فرنسا عملت على : " خلق حزب مضاد له – أحمد باي – داخل المدينة وخارجها عن طريق الرسائل والدعاية والهدايا والإرهاب وهكذا لم تأت سنة 1837 حتى كانت قوة أحمد باي قد اعتراها الضعف والوهن " 12 .

    ومن بعد أحمد باي نجد نفس القصة تتكرر بين الأمير عبد القادر ، وبين زعيم الطريقة التيجانية بعين ماضي سيدي محمد بن سيدي أحمد بن سالم التيجاني . والذي كان هو الآخر يرى بأنه أحق بحكم المسلمين ، من الأمير عبد القادر ، ولهذا فقد حدثت جفوة أدت إلى حالة من العداء بين الطرفين . وهنا تتدخل فرنسا متمثلة في جاسوسها ليون روش ، والذي عمل على تعميق الهوة بينهما لصالحها . وهذا ما نجده في الكلام ، الذي وجهه الجاسوس أي ليون روش للتيجاني والذي جاء فيه : " إن حصانة قصره هي قوة رهيبة في وجه الأمير وستكون له حاجزا صعب المنال . وفي نفس الوقت خوفه وحذره من مواقف الأمير الصلبة ، وإنه سوف يحاصر المركز ولو لمدة عشر سنوات  " . 13 ومما ساعد فرنسا على النجاح في التفريق بين الجزائريين ، هو إتباعهم لزوايا مختلفة . فالأمير عبد القادر ، وكما نعلم جميعا كان يتبع الطريقة الشادلية ، ومعه الكثير من الجزائريين ، في حين أن البعض الآخر يتبع الطريقة التيجانية أو الطيبية أو الرحمانية . وهذه الولاءات المتعددة ، هي من وظفتها فرنسا وبمهارة لضرب وحدة الجزائريين وضمنت بذلك عدم ، توحدهم في تكتل واحد ضدها تكون نهاية مشروعها الاستعماري على يديه .

    وفي نفس هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن الجاسوس روش ، قد استطاع أن يستصدر فتوى وظفتها فرنسا بمهارة . بحيث دفعت بالكثير من الجزائريين إلى ترك الأمير عبد القادر ، خاصة وأن تلك الفتوى التي صاغها علماء القيروان ، قد تم التصديق عليها في الأزهر الشريف ومكة . وهي أي هذه الفتوى قد حثت : " المسلمين الجزائريين على الإعراض عن المقاومة غير المجدية وقبول السيطرة الفرنسية مقابل أن تتعهد فرنسا باحترام مؤسساتهم الدينية والقضائية . وقد نجح ليون روش نجاحا باهرا في هذه المهمة لقد قابل الشريف الأكبر ووقع منه الفتوى التي صاغها علماء القيروان وصادق عليها علماء القاهرة ثم ذيلها بتوقيع مجلس علماء مكة المكرمة " 14 .

    والغاية من وراء فتوى روش هذه كانت تتمثل في : " المس بوحدة المسلمين – أي الجزائريين – وكسب ولاء ضعاف العقول منهم إلى فرنسا والتباهي بالإنسانية وسعة الذكاء وهو دور كان قد قام به أيضا الدكتور وارنيي Dr. Warnier  في مدنة معسكر لما كان يعالج مرضى المسلمين ، لا يهدف مداواتهم وإنما لكسب عاطفتهم لصالح الفرنسيين ، وأيضا بخلق الشقاق بينهم وتشتيت صفوفهم " 15 وإلى جانب الطب فقد استغلت فرنسا الدين الإسلامي لشق صف الجزائريين،  فها هو الجنرال بيجو يستخدم في مراسلاته إلى القبائل الجزائرية خاتما نقش فيه الآية الكريمة  128 من سورة الأعراف : " إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " 16 .

    كما وظفت فرنسا المكاتب العربية لتنفيذ سياسة فرق تسد ، تلك المكاتب التي وجدت في كل مدينة أو في كل قرية أو في كل دوار . وهذا المكتب كان يتجسس على السكان ويخلق بينهم الفتن والنعرات في إطار سياسة فرق تسد . 17 بهدف إعادة صياغة المجتمع الجزائري وفق ما يخدم المشروع الاستعماري الفرنسي في الجزائر .

    وسياسة فرق تسد مارستهما فرنسا لتـّـفريق حتى بين الأحياء الصغيرة والدواوير ذات بضع النسمات من السكان فقط . كما هو الحال بين سكان منطقة حمام بني صالح ، وسكان منطقة بوحجار والذين يحملون تسمية أولاد مسعود ، بالجهة الجنوبية من ولاية الطارف الحالية . فالفاصل بينهما عبارة عن واد يجف كغيره من أودية شمال إفريقيا صيفا . وهذا الوادي تحول إلى سور الصين العظيم ، يفصل بين العرشين ، وإلى محيط هادى ثان ، يفصل بينهما أيضا ، ولا يمكن اجتيازه أبدا . وهذا الحاجز بني فقط على المستوى النفسي ، والاجتماعي ولا شيء غير هذا . فكلا المجموعتين أصبحتا وكنتيجة مباشرة لسياسة فرق تسد ، تحتقر المجموعة الثانية . وتنظر إليها بفوقية مرضية ، تتجلى وبكل وضوح في الأقوال وفي الأفعال . بحيث أصبحنا وكأننا نقف أمام أعداء ، ولسنا أمام إخوة وشركاء في الدين و في الوطن .

    وتجلت نتائج سياسة فرق تسد بين العرشين ، في انعدام حالات التزاوج بينهما إلا نادرا . وهذا بفعل الحاجز النفسي ، والذي تغذيه الأحكام المسبقة من قبل هذا الطرف في حق الطرف الآخر . ولكن هذا الوضع الشاذ قد زال اليوم ، واختفى وعادت المصاهرات تحدث يوميا وفي الاتجاهين . وهذا نتيجة انتشار الوعي الذي اكتسبته الأجيال الجديدة ، مما جعلها تتعالي عن مثل هذه الخطايا . وبهذا تكسرت مجموعة الحواجز الوهمية ، التي وضعها المحتل في حقبة سابقة من التاريخ .

    فعرش بني صالح كان أهله يسمون ببني صالح الأحرار ، لا لشيء سوى لأنهم كانوا يسكنون منطقة جبلية وعرة . وكان من المحال لوسائل القرنين الثامن والتاسع عشر اختراقها ، ولذلك فقد حافظوا على استقلالهم طوال العهد العثماني ، وجل الحقبة الاستعمارية البغيضة . حيث أنهم كانوا يتحصنون بجبالهم والتي كانت بمثابة القلاع الحصينة ويستحيل على العدو دخولها . حتى أن أحد فروع عرش بني صالح والمسمى بالمالكية نسبة إلى جدهم مالك ، ولما انتصرت عليهم فرنسا في السهول ، وهذا نتيجة لاختلال ميزان القوة لصالحها لامتلاكها للأسلحة المتطورة والمتفوقة في القرن التاسع عشر . فقد منعوها من الدخول إلى جبال بني صالح ، وهذا لبراعتهم في حرب الكر والفر ، وحرب العصابات والكمائن التي أجادوها . حتى أن مصطفى بن بولعيد فيما بعد ، سوف يضع من بين أولوياته كسب المنطقة إلى جانب الثورة ، ولذلك فقد أوصى بضرورة نقلها إليها . وما هو معروف للعام وللخاص في المنطقة ، من أن كل من فرنسا والثورة الجزائرية قد راهنا على كسب هذه المنطقة إلى صفه . فالثورة أعلنتها صراحة من أنها سوف تنجح إذا كسبت عرش بني صالح إلى جانبها ، وهذا ما كان فعلا . وهذا نظرا للعمق الإستراتيجي الذي كانت تتمتع به المنطقة فكانت قاعدة أساسية للثورة التحريرية المباركة في الشرق الجزائري . ونفس الأمر راهنت عليه فرنسا ، أي كسب المنطقة إلى صفها لهزم الثورة ، ولكنها فشلت في مسعاها هذا ، نتيجة للروح الوطنية لمتجذرة بين أهله .

    نعود ونقول بأن عرش أولاد مسعود لم يكونوا ، يقلـّـون شجاعة ولا وطنية عن رجال ونساء عرش بني صالح . ولكن المنطقة التي أسكنتهم فيها فرنسا ، قد كانت أرضا سهلية ومفتوحة بين مجموعة من الجبال المحيطة بها . ولذلك فقد كان من الصعوبة المناورة فيها ، فتسلح أهلها بما يشبه التقية فأظهروا لفرنسا ما تريد ، ولكن القلوب كانت تضمر شيئا آخرا . وهذا لكون أي مجابهة ومواجهة مباشرة معها ، فحتما ستكون مجزرة رهيبة . وهذا كما حدث لقبيلة العوفية بسهل متيجة 1832 ، أو كما حدث في يوم سوق الضرب أي سوق إطلاق النار في بوحجار نفسها ، أثناء الثورة التحريرية المباركة . وكانت بالفعل مجزرة رهيبة مصغرة عن مجازر الثامن ماى من العام 1945 . حيث أن اليوم الذي وقعت فيه تلك الأحداث الأليمة كان يوم أحد ، وهو يوم سوق أسبوعي جهوي ، تتقاطر فيه الحشود من كل حدب وصوب كما يقال . ولا يمكن الحديث عن سوق الضرب إلا في مقال منفصل ، وهذا لبشاعة ما فعلته فرنسا في ذلك اليوم الرهيب ، والذي دخل التراث المحلي للمنطقة بالقول : " بوحجار لهب " نتيجة بشاعة ما فعلته فرنسا من أعمال تقتيل وقنبلة غير مسبوقة ، حتى أن النار وكما يخبرنا من عايشوا ذلك الحدث الرهيب ، كانت مشتعلة في الحجر فما بالك بالبشر .

    كما لا يجب أن أننسى بأن المنطقة التي نقلت لها فرنسا عرش أولاد مسعود ، لم تكن موطنهم الأصلي . بل إنه وفي حدود الثمانينات من القرن التاسع عشر ، ومن بعد أن فشلت المقاومة العسكرية وانتصرت فرنسا بقوة الحديد والنار والجوع والإرهاب في أبشع صوره وتجلياته على الجزائريين . ولكي يسهل عليها السيطرة على السكان ، ومراقبتهم وإضعافهم في آن واحد . فقد عملت على إعادة تقسيم أراضي الأعراش ، وفق ما يخدم مصالحها . وفي هذه الظروف فقد رحلت جزء من أولاد مسعود إلى ما وراء الوادي الكبير من جهة الحدود التونسية . وأعطتها لبعض أفراد عرش بني صالح ، لكي يستقروا فيها وبصورة نهائية ، وهذا بهدف إبعادهم عن المنطقة الجبلية وإخراجهم منها . وهذا لكون الغابات ووفق قانون الغابات الفرنسي للعام 1874 و 1885 ، قد أصبحت جزء من ممتلكات الدولة الفرنسية .

    علما بأن الجبال الجزائرية ، قد أصبحت مصدرا للمواد الأولية الغابية ، والتي كانت تحتاجها الصناعة الفرنسية . وعلى رأسها الأخشاب والفلين ، والتي تدخل في صناعة الفحم وسدادات القنينات ، وبمختلف أنواعها ، أو في صناعة عوامات شباك الصيد المختلفة ، وجبال بني صالح كانت غنية جدا بهذه المواد . ومن جهة أخرى لكي تستدرجهم إلى المنطقة السهلية المكشوفة ، وهذا لكي تسهل عليها عملية مراقبتهم وإخضاعهم للسلطة الفرنسية .

    وفعلت فرنسا و أينما حلت نفس الأمر ، حيث وزعت وفـتـّـتْ نفوذ القبائل وعملت على إضعاف الزعامات المحلية كعائلة المقراني مثلا : " فالذي كان يحكم قبيلة أصبح لا يحكم إلا فرقة وهكذا فالعرش الواحد قد قسم بين عدة حكام أحيانا من الأسرة الواحدة وأحيانا من أسر مختلفة خلقا للتنافس وإتباع لسياسة فرق تسد " 18 . وهو نفس الأمر قد تكرر ، وهذا عندما طردت جزء من عرش أولاد مسعود وأعطته وللأسباب السابقة إلى عرش بني صالح ، وهذه الحادثة قد خلدها الأدب الشعبي للمنطقة . فها هي إحدى نساء عرش أولاد مسعود ، ترثي أرضها والتي أخرجت منها بالقوة ، وهذا من بعد أن أحضرت فرنسا فرق السباييس ، أي فرق الصبايحية ، وهي فرق عسكرية من الخيالة وهذا لتنفيذ أمر الطرد ، وها هي تلك المرأة والتي أخرجت من أرضها تقول :

    خليتها ميالي وقليبة والحمّام زادني حريقة
     أضَرَاطة في الفول أراسي مدغدغ

     وترجمتها إلى العربية الفصحى ، هي أنهم أرغموها على ترك أرضها ، والتي تركتها خلفتها محروثة في تلك السهول المتموجة ، والتي وصفتها بأنها ميالي أي مائلة،  خاصة وأن الفصل كان فصل ربيع ، وهو فصل إيناع المحاصيل الزراعية وهذا ما عمق آلامها وجراحها . ثم هي لم تفجع فقط في حرثها وإنما مصيبتها الكبرى كانت في فراقها للحمام المعدني ، وهو تحفة معمارية مبنية في العهد الروماني . والذي قد ألفت الاستحمام في مياهه المعدنية الدافئة . ثم هي تخبرنا عن الأضراطة ، أي عن أتانها التي كانت ترعي في حقل الفول . وهي أي أتانها وسيلة نقلها الوحيدة ، والتي افتكوها منها هي الأخرى . ولما قاومت عملية الترحيل هذه ضربوها على رأسها لدرجة شجه ، وهكذا كانت عملية طرد قسرية لها ، ولعرشها نحو المجهول .

    وسياسة فرنسا هذه قد نجحت بعض الشيء ، وخاصة فيما يخص منها ضرب هذا بذاك ، وضرب الأعراش والقبائل بعضها ببعض . ووجدت صداها في الأفعال كما في الأقوال . فعلى صعيد الأفعال تقوقعت كل منطقة على ذاتها ، نتيجة لتضخم أناها الفردي والجمعى . لدرجة أن أصبحت العلاقة علاقة عدائية ، مثلا بين أعراش بني صالح وأولاد مسعود ، وعرش الشيابنة ، وعرش أولاد حزاز أو عرش أولاد بشيح .

    وعلى مستوى الأقوال فقد ظهرت لنا جملة من الأمثال الشعبية ، والتي يحتقر محتواها الطرف الآخر ويحط من قدره ، والمهينة لشخصه كقولهم : " ألف يهودي ولا مسعودي " ، وهذا المثل الشعبي شتم مباشر لعرش أولاد مسعود . واتهامهم بسوء الطباع كالخيانة ، والجبن والغدر والانتهازية والوصولية في أبشع صورها هي الأخرى . ونفس الأمر نجده في مثل شعبي آخر يقول : " ألف عداسي ولا مرداسي " ، والعداسي هو غجري الجزائر والذي يحيلنا مباشرة إلى الغدر وإلى اللصوصية والسرقة ، وإلى الخسة في أبشع وأشنع صورها . وإلى كل ما يرتبط بحياة التشرد والتسول ، وما فيها من مساوئ ومن سلبيات . وإلى كل ما تحمله من معاني الوحشية والهمجية . والعداسي في العرف الشعبي الجزائري ، هو إنسان لا يؤتمن عادة ومتوحش ولص وقذر ومخادع ومحتال . وهي صفات اكتسبها بعض الجزائريين ، رغما عنهم نتيجة سياسة فرنسا الخاصة بالتفقير والتجهيل والتجويع ونشر المفاسد بين الجزائريين . والمرداسي الذي يتحدث عنه المثل الشعبي المذكور أعلاه ، هو من كان يسكن بلدية عصفور الحالية ، والتي كانت تعرف بعرش مرداس . قبل أن يطلق عليها الاستعمار الفرنسي تسمية كومب combe ، وليتحول اسم البلدية بعد الاستقلال ليأخذ اسم الشهيد محمد الشريف عصفور .

    أما إذا ما نحن نزلنا إلى المنطقة السهلية ، أي سهل عنابة وبالضبط إلى منطقة دائرة بن امهيدي الحالية . أو ما كان يعرف بموريس Morice في العهد الفرنسي ، فقد نالهم هم الآخرون حيزا من السب والشتم . فظهر لنا المثل الشعبي القائل : " بني ورجين بوجهين " ، أي أن هذا العرش عرش منافق ففي الليل هو مع المجاهدين ، أي مع ثوار جبهة التحرير الوطني وفي النهار هو مع فرنسا . وعليه فأفراده خونة ولا يؤتمنون ، يميلون للكفة الغالبة وهم معها ومع من ينتصر . ولئن انتصرت فرنسا فهم معها ، ونفس الأمر لو انتصرت الثورة الجزائرية . وهنا علينا أن نعرف الظروف ، التي جعلتهم يتخذون مثل هذا الموقف لئن صدق طبعا . ولئن كانت غالبيتهم ، وكما هو شأن غالب الشعب الجزائري ، يقفون وجدانيا وشعوريا إلى جانب الثورة الجزائرية المباركة ، وإن فرضت عليهم الظروف القاهرة التعامل مع المستعمر لأن للواقع أحكام  في بعض الأحيان . ونحن هنا لا نتحدث على الذين وقفوا ، وبشكل صريح ضد شعبهم وتعاونوا مع المستعمر ، وإنما نحن نتحدث على من فرضت عليه الظروف مسايسة المحتل .

    ولم تكتف فرنسا بكل ما سبق فقط ، بل في كل مرة قد كانت تضرب هذا الطرف الجزائري بذلك الطرف . وفي كل مرة كانت لديها وصفة جديدة للتفريق بين الجزائريين ، وهذا في إطار سياسة فرق تسد دوما . فها هي قد خلقت ما يسمى ب : " الجبايلي " أي المنتمي إلى المناطق الجبلية ، والذي كان ينظر إليه أساس أنه إنسان أدنى وإنسان بدائي ومتخلف مقارنة بسكان السهول . واستطاعت فرنسا بالفعل أن تخلق حساسيات مفرطة بين المجموعتين ، أي بين سكان المدن والسهول وبين سكان المناطق الجبلية . لدرجة أن المجموعتين ، لم تعد كل واحدة منها مستعدة لتقبل تواجد عنصر من المجموعة الأخرى ، داخل حيزها أو مجاورته لإياها . ولما اندلعت الثورة التحريرية المباركة قامت فرنسا ، بتهجير سكان المناطق الجبلية إلى المناطق السهلية ، وهذا من بعد اقدامها على بناء بالمحتشدات الجماعية للجزائريين ، وهذا لكي لا يكونوا عونا للثورة وحاضنة لها . ولكن ومن بعد الاستقلال لم يرجع هؤلاء المهجرين إلى مواطنهم الأصلية ، والتي هجروا منها قسرا ، والتي لم يبق فيها أي شيء نتيجة لسياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها فرنسا ، وبهذا فهي لم تعد صالحة للعيش .

    وهنا تولدت حساسية بين المجموعتين ، وهي ناتجة عن إحساس سكان المناطق السهلية ، بأن هؤلاء الجبليين ينافسونهم في مصادر الرزق ، وخصوصا فرص العمل منها ، وفي الخدمات كالصحة والتعليم وفي وسائل النقل . وهي نظرة عنصرية وقاصرة وجب التخلص منها ، فالجزائر حررها كل أبنائها وهي لكل أبنائها أيضا ، وعلى قدم المساواة . ولهم جميعا الحق في أن يسكنوا في أي شبر منها ، من تبسة وإلى تلمسان ومن تيزي وزو ، وإلى غاية تمنراست . وليس من حق أي جزائري ، أن يجرد أخيه الجزائري من هذا الحق ، وتحت أية ذريعة ومهما كان نوعها .

    أما إحساس بعض سكان المناطق السهلية بالتفوق المرضي تجاه إخوانهم سكان الجبل ، وتعييرهم بلفظ الجبليين أي المتخلفين . فهو حكم قد جاء نتيجة للتفاوت في مستوى وأنماط وأساليب المعيشة ، وهذا لكون سكان السهول قد تأثروا ، وبنسب متفاوتة بتجمعات الكولون واكتسبوا من المعمرين بعض السلوكيات . وخصوصا التعليم الفرنسي ، والذي جعلهم يشعرون بعقدة تفوق زائفة تجاه إخوانهم سكان الجبل . والذين وكنتيجة لعدم احتكاكهم ، وبشكل مكثف بالمحتل ، فقد بقوا محافظين على خصائصهم ما قبل الحقبة الاستعمارية ، فبدوا متخلفين عن سكان السهل المتأثرين بالكولون . وهذا التفاوت الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، قد جعل سكان السهول ينظرون باستعلاء وفوقية لسكان الجبل .

    وبهدف الاستحواذ على الامتيازات المادية والمعنوية ، فقد سعى سكان السهول إلى طرد من وفد عليهم من سكان المناطق الجبلية ، بعد الاستقلال من القرى التي استقروا فيها وإرجاعهم إلى الجبال مرة أخرى . وحكمهم هذا جاء نتيجة لخطأ في المقدمة ، والتي ينطلقون منها فكانت النتيجة التي توصلوا إليها هي الأخرى خاطئة . ذلك أنه ليس كل سكان الجبال هم أصلاء المناطق الجبلية . ولكن المستعمر الفرنسي هو من استولى على أرضيهم السهلية الخصبة ، وطردهم إلى المناطق الجبلية الحجرية والجدباء ، بتعبير فرحات عباس وحل محلهم فيها المستوطن الدخيل . وفي نفس هذا السياق ، فقد قام بطرد سكان الهضاب العليا صوب هوامش وأطراف الصحراء . أو هم أي من استقروا في المناطق الجبلية في الأصل ، ممن قاوم المستعمر الغاشم . وكنتيجة حتمية للهزيمة ، فقد فروا واحتموا بالمناطق الجبلية هروبا من العقاب الوحشي للمستعمر ، أين احتضنهم فيها إخوانهم في الدين والوطن وبكل أريحية .

    وأبرز مثال على هذا هو عائلة خلاف الساكنة بولاية الطارف الحالية ، فقد جاء جدها الأول إلى منطقة "  الڨارية " الموجودة في قلب جبال بني صالح . أولا لأنها تشبه موطنه الأصلي ، جبال جرجرة وثانيا لكونها حصنا طبيعيا يصعب تعقبه فيه . وهناك تصاهر مع إخوانه من سكان المنطقة ، ولا يزال أحفاده وإلى اليوم يسكنون في المنطقة ، وإن كانوا قد تعربوا وبصورة كلية ، وكبار السن هم فقط من يزال يتذكر أصولهم الأمازيغية ، ويلقبونهم بالقبائل نسبة إلى أمازيع أو بربر منطقة جرجرة . أما الجيل الأخير منهم فهو قد ذاب وبصورة نهائية ، في النسيج الاجتماعي الحالي لسكان المنطقة ، وهم في الأصل لا علاقة لهم بسكان الجبل . ولهذا فتقسيم الجزائريين إلى سكان جبال وسكان سهول،  فيه شيء من التعميم المظلل والخادع وهو يندرج في إطار سياسة فرق تسد الاستعمارية الفرنسية .
     


    الهوامش :


    01 - يحي بوعزيز سياسة التسلط الاستعماري والحركة الوطنية الجزائرية 1830 – 1954 ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 2007 ص 11
      02 - أبو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الأول الطبعة الرابعة دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان 1992 ص 384
      03 - نفس المرجع ص 182
     04 - نفس المرجع ص 182
     05 - نفس المرجع 182
      06 - نفس المرجع ص 47
     07 - نفس المرجع ص  116
     08 - نفس المرجع ص 56
     09 - أبو القاسم سعد الله أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر الطبعة الرابعة دار الغرب الإسلامي 1996 ص 58
     10 - أبو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الأول المرجع السابق ص 158
     11 - نفس المرجع 114
      12 - نفس المرجع ص 156
     13 - يوسف مناصرية مهمة ليون روش في الجزائر والمغرب 1832 – 1847 المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1990 ص 30
      14 - ليون روش اثنتان وثلاثون سنة في رحاب الإسلام مذكرات ليون روش عن رحلته إلى الحجاز ترجمة وتقديم محمد خير محمود البقاعي الطبعة الأولى جداول للنشر والتوزيع بيروت لبنان 2011 ص 14
     15 - يوسف مناصرية المرجع السابق  ص 24
     16 - نفس المرجع ص 42
     17 - أبو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الأول المرجع السابق ص 335 .
     18 - نفس المرجع ص 254
    المراجع :
    01 - أبو القاسم سعد الله أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر الطبعة الرابعة دار الغرب الإسلامي 1996
     02 - أبو القاسم سعد الله الحركة الوطنية الجزائرية الجزء الأول الطبعة الرابعة دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان 1992
     03 - يحي بوعزيز سياسة التسلط الاستعماري والحركة الوطنية الجزائرية 1830 – 1954 ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 2007
     04 - يوسف مناصرية مهمة ليون روش في الجزائر والمغرب 1832 – 1847 المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1990
     05 - ليون روش اثنتان وثلاثون سنة في رحاب الإسلام مذكرات ليون روش عن رحلته إلى الحجاز ترجمة وتقديم محمد خير محمود البقاعي الطبعة الأولى جداول للنشر والتوزيع بيروت لبنان 2011
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    1 comments:

    Item Reviewed: قراءة في سياسة فرنسا الاستعمارية في الجزائر : فرق تسد Rating: 5 Reviewed By: Algeria Gate
    Scroll to Top