728x90 AdSpace

  • أحدث المواضيع

    مظاهر الحياة الإجتماعية والإقتصادية في الجزائر في عهد الدولة الزيانية

    مظاهر الحياة الإجتماعية والإقتصادية في الجزائر في عهد الدولة الزيانية
     
    حرص سلاطين الدّولة الزيانية في مرحلة قوتها على توفير الأمن والاستقرار، وتأمين طرق النقل والمواصلات والضرب على أيدي المعتدين على الأموال والقوافل من القبائل المعارضة للسّلطة وقطّاع الطرق، فاستحدثوا تنظيمات جديدة وفسحوا المجال لإقامة علاقات تجارية متنوعة بين الشمال والجنوب وداخل مدن الدّولة إلى جانب العناية الخاصّة بالتجارة الخارجية.  فقد توفرت للنشاط التجاري الأسواق الداخلية، التي عرفت بتنظيمها وحسن إدارتها، وتوزيعها حسب طبيعة نشاطها، وإقامة الفنادق خدمة للتجار، مع تفعيل دور المحتسب، وتحديد نظام التسعير لوضع حد لكلَ أشكال الغشَ والتدليس.
     
    كما سعت السّلطة السّياسيّة والنّخبة الدّينيّة إلى تنظيم القطاعات الحرفيّة والتّجاريّة وإعادة ضبطها وفق معايير محدّدة، خدمةً للمجتمع وعلى وفق ما تفتضيه الشّريعة الإسلامية.

     

    فئات المجتمع الزيّاني وأثرها


    فئة الحكّام


    ارتبط مصطلح الفئة الحاكمة بالوظائف السّلطانية المختلفة ومراتبها وما يتّصل بها من مهام مسندة حسب التّدرج الذي تحدث عنه ابن خلدون ، إذ يرى أنّ مهام السّلطان الكبرى لا تزيد عن أربع :

    الأولى تختص بحماية الرعيّة كافة ، وأداتها الجيش والسّلاح ، والثانية تتعلق بالمكاتبات والمراسلات للخارج والداخل ، وإصدار الأوامر لمن هو بعيد عن السّلطان وغائب عنه ، والثالثة تهتمّ بشؤون الجبايات والإنفاق وما يتبعها من حسابات ، والرابعة تنشغل بحجب السّلطان ومنع النّاس عنه ، لكي يتفرغ للنّظر فيما يصلح حالهم. [ابن خلدون ، المقدمة].

    لقد كان سلاطين بني عبد الواد محلّ تبجيّل واحترام ، يستأثرون بجميع السّلطات ويتلقّبون بالألقاب المختلفة يبرزون سلطتهم بما وضعوه من مراسيم ، إذ كانوا يمرّون في أبّهة ومحفوفين بالحرس وسط قرع الطّبول والأبواق وكثرة الألويّة والراّيات، وهي من مظاهر الأبّهة والبذخ التي تضفي على موكب السّلطان رونقا وهيبة تميّزه عن غيره.

    لقد كان بنو زيّان يختارون وزراءهم وحجّابهم وكتّابهم وقضاتهم من عائلات معيّنة، من ذلك أنّ أغلب الوزراء لم ينحدروا من سلالة الملك، إذ كان يخشى كثيراً طموحهم، ولكن من جماعات ذات قرابة حصلت لهم خبرة في تصريف شؤون الدّولة .

    ويبدو أنّ للحاجب في عهد يغمرّاسن (633 681ه / 1235 1282م) أهميّة تفوق مرتبة الوزير، ويتّضح ذلك من العبارة التي استعملها يحيّ بن خلدون حيث قال : "وحاجبه الأقرب ومساورة الأنصح الفقيه عبدون بن محمّد الحبّاك، من فقهاء الحضرة"، و"خاطبته ملوك الموّحدين بذلك، وكان ذا رأي سديد وسياسة، وله في البلد خلف من نمط التّجار أخيار" [يحي بن خلدون، بغية الرواد]

    ومن الكتّاب البارزين في البلاط الزيّاني الفقيه الخطيب العالم أبو عبد الله محمّد بن هديّة القريشي، بصير بالوثائق، مشهور الفضل والدين، كتب الرسائل عند الملوك الأوائل من بني يغمرّاسن بن زيّان ، أمّا بخصوص خطّة الأشغال فقد احتكرها أقرب النّاس إلى السّلطان في مقدمتهم عبد الرحمن بن محمّد بن الملاّح، أبو عبد الله محمّد بن علي العصامي، محمّد بن قضيب الرصّاص، وهي من المراتب السّامية التي لا تسند إلاّ لأهل الثّقة وحسن السيرة وفضيلة الأخلاق [يحي بن خلدون، م.س]


    فئة العلماء والفقهاء


    كانت لفئة العلماء والفقهاء مكانة متميّزة في المغرب الأوسط لتعدّد مجالات اختصاصها في المجتمع ، ولارتباطها بشؤون السياسة والحكم  وكانت   الوظائف المسندة لفئة العلماء والفقهاء كثيرة ومتعددة منها : القضاء والفتوى والشّهادة والتّوثيق ، والخطابة والحسبة والنظر على الأوقاف وأموال اليتامى وغيرها من المراتب [الونشريسي، المعيار المعرب] وربّما مال أكثر الفقهاء إلى توليّ الرتب الشّرعيّة، ولهذا فرّق ابن خلدون بين الوظائف الدينيّة والمدنيّة ، فسمّى الأولى الخطط الدينيّة ، وهي كلّها مندرجة تحت الإمامة الكبرى وسمّى الثانية الخطط السلطانيّة والرتب الملوكيّة كالوزارة والكتابة والحجابة وبحكم الوظائف المتعددة لهذه الفئة ، فقد كانوا مستشارين للسّلاطين وكانوا في أغلب الأحيان موظّفين في الدولة ككّتاب وقضاة ، وأصحاب حسبة . [فيلالي، تلمسان في العهد الزياني].

    وقد نالت فئة العلماء والفقهاء حيّزاً من وصايا السلطان أبي حمّو موسى الثّاني (760 791ه / 1359 1388م) لولده أبي تاشفين الثّاني (791 795ه / 1388 1393م)، حيث أمره باتخاذ فقيه يخصّ نفسه به، ويستشيره في أمور الدّين والسّياسة، فحثّه بقوله : "فلتتخيّر لنفسك فقيهًا عالمًا موسومًا بالصّلاح، سالكًا طرق الرّشاد والفلاح، يرشد إلى الهديّ، ويهدي إلى الرّشاد، ويسدّد الأمور ويأمر بالسّداد، ليبيّن لك ما أشكل عليك من الأحكام، وما تأتيه من الحلال وتدعه من الحرام وما تقف عنده من الأمور الشرعيّة، التي هي قوام الملك والرعيّة، وما يصلح لك من الأمور الدنيويّة والآخرويّة ، ويخولك للموعظة ويذكّرك أحوال الآخرة" [أبو حمو، واسطة السلوك].


    أصحاب المهن والصنائع

     
    تشكّل هذه الفئة طبقة اجتماعية متميزة من حيث تعدّد أشكالها وتنوّعها في المغرب الأوسط، وتضمّ أنشطة عدّة مختلفة تفسّر في مضمونها المستوى المعيشي والمكانة الاجتماعية.

    لقد عبرت بعض المصادر عن الوضع المادي المريح لفئة التّجار ، فيذكرهم الونشريسي بقوله : "أكابر التّجار ذوي الأموال الطّائلة" [الونشريسي، م.س] ويصفهم الوزاّن بأنّهم "أناس منصفون مخلصون جدا وأمناء في تجارتهم ... وهم وافروا الغنى أملاكًا ونقودا" [الوزّان، وصف إفريقيا]، وينطبق هذا الوصف على كبار التّجار الذين استطاعوا بفضل نشاطهم تبوأ مكانة اجتماعية راقية ، نظراً للأرباح الطّائلة التي يجنونها من تجارتهم، فاجتهدوا في شراء العقّارات وبناء الدّور والقصور [فيلالي، م.س].

    أمّا فئة التّجار الصّغار، فلم يكن حالهم كحال أكابرهم لكن على رغم ذلك فقد كان أرباب الحرفيّين على اختلاف صنائعهم كالعطّارين والوراّقين والقبّابين والخراّطين والإسكافيّين والسراّجين والحدّادين والدبّاغين وغيرها من الصّنائع يتمتعون بمستوى معيشي راق جدا.  ويصف حسن الوزاّن حياة هؤلاء بقوله : "والصّناع أناس أقوياء يعيشون في هناء ومتعة ، ويحبّون التّمتع بالحياة" [الوزّان، م.س]

    إنّ هذا الوصف الدّقيق الذي يعكس المستوى المعيشي والمكانة الاجتماعيّة المرموقة لا ينطبق في مجمله على بعض الحرفيّين الصّغار الذين كانوا يمارسون عملهم كأجراء لدى أرباب المهن والصّنائع مقابل أجرة زهيدة لا تتعدّى نصف دينار، وهو ما تؤكّده بعض المصادر التي وصفت أحوالهم بالضّائقة والعسيرة [الونشريسي، م.س]


    بعض العادات والتّقاليد وأثرها في المجتمع الزيّاني


    من عادات أهل تلمسان وسكّان المغرب الأوسط في العصر الزيّاني ، الاحتفال بالأعياد الدّينيّة على غرار المولد النّبويّ، وعيد الأضحى شأنهم في ذلك شأن المجتمعات والدّول الإسلاميّة.

    ويذكر الونشريسي أنّ الاحتفال بالمولد النبوّيّ كان يلقي اهتمامًا كبيراً من قبل ولاّة الأمر وسائر طبقات المجتمع ، حيث اعتاد النّاس على إيقاد الشموع ، والتزيّن بما حسن من الثيّاب، وركوب الدّواب لإظهار الفرح والسّرور بمولده عليه الصلاة والسّلام ، على رغم معارضة عدد من الفقهاء لمسألة إيقاد الشّموع في منازل العامّة، ودور العبادة واعتبارها بدعة خارجة عن الشّرع يجب قطعها [الونشريسي، م.س].

    وورد في إحدى الدّراسات [كمال السيد أبو مصطفى، نوازل وفتاوى] أنّ أهل تلمسان إهتمّوا أيضًا بالاحتفال بميلاد أطفالهم، فكانوا يعدّون العقيقة، وهي وليمة يذبح فيها الخرفان، وتعدّ فيها نوع من الحلوى اشتهر بها أهل المغرب تسمى العصيدة، ويطعم من ذلك الفقراء وأقارب المولود وأسرته، احتفالاً بقصّ أول خصلة من شعر الطفل في اليوم السّابع لولادته.

    كما كانوا يحتفلون بختان الطّفل فيقيمون بهذه المناسبة مأدبة ، يدعى إليها الأهل والأقارب، ويشاركون بعضهم البعض فيما يسمّى بالصنيع، وهي مجالس اللّهو والطّرب التي كان يصحبها – غالبًا – النّفخ بالبوق والضّرب على العود واحتساء عصير الفواكه. [الونشريسي، م.س].

    أما في الأقراح وبعد مرور سبعة أيّام على الوفاة يستأجر أهل الميّت أحد القراّء لتلاوة ما تيسّر من القرآن على القبر، وبعد ذلك يشرعون في تقديم طعام للقراّء والفقراء والأقارب للتّرحم على الميّت وصلة الأرحام ، ويسمّى هذا الطعام بعشاء القبر [الونشريسي، م.س].


    الأوضاع الاقتصادية


    الزراعة


    بعض أنواع الأراضي


    أراضي الإقطاع


    أراضي ملك للدّولة، ولا يحقّ التّصرف فيها إلاّ من قبل السّلطان، يجيز إقطاعها لمن يشاء من خلال تفويض السّلطة لشخص أو لجماعة على رقعة محدّدة ، ثم توسّع المفهوم ليشمل جباية الأعشار، واستغلال الأراضي الفلاحيّة و استخلاص فوائد الرّعي، وقبض الرّسوم ، مقابل هذه الامتيازات كان المستفيد من الإقطاع يتحمّل مسؤوليتين: الأولى دفاعيّة ردعيّة يحارب بموجبها أعداء السّلطان ، والثانيّة جبائيه يرغم بموجبها السّكّان على دفع ما بذمّتهم للخزينة العامّة  [العروي، مجمل تاريخ المغرب].
     
    ويوضّح ابن خلدون استفادة عدد من القبائل بهذا النّوع من الأراضي (نظام الإقطاع)  بقوله :
    "وانبسطت أيدي العرب على الضّاحية وأقطعتهم الدّولة حتّى الأمصار وألقاب الجباية ومختصّ الملك...وقاسموهم في جبايات الأمصار بالإقطاع ريفًا وصحراءً وتلولا وجريدًا." [إبن خلدون ، كتاب العبر].

    وأوّل من عمل بنظام الإقطاع في دولة بني عبد الواد هو السّلطان يغمراسن بن زيّان (633 - 681ه / 1235 - 1282م) مؤسّس الدّولة ، حيث اقتطع مشايخ قبيلة سويد العامريّة بلاد البطحاء وسيرات وهوّارة [إبن خلدون ، م.س] وتبعه في ذلك التّقليد بقية سلاطين بني زيّان.

    هذا وقد طغى نظام الإقطاع بصفة خاصّة خلال عهد السّلطان أبي حمّو موسى الثّاني (760 - 791ه / 1359-1389م) حيث أصبحت الدّولة عبارة عن إقطاعات للقبائل والأشخاص سواء أكانوا من الأسرة الحاكمة أم من أنصارها.

    واذا كانت الدّولة الزيّانية قد وجدت في قوّة القبائل وولاء شيوخها سببا كافيًا لمنحهم عددًا من الإقطاعات، فإنها انتهجت سياسة مماثلة إزاء العلماء والفقهاء بسبب نفوذهم الرّوحي وقوّة تأثيرهم على الرعيّة ويتّضح ذلك من خلال اهتمامها ببعض رؤساء الطّوائف الصّوفيّة ومنحهم أراضي واسعة وعيون من الماء.


    أراضي الظّهير


    ويطلق عليها كذلك إسم "المزيّة الجبائيّة والعقّاريّة" حيث ترخّص الدّولة للمنتفعين استخلاص الضّرائب الموظّفة على السّكّان المستقرّين لفائدتهم ، وأحيانًا الضّرائب الموظفة على قبائل البدو الرّحّل الأضعف منهم ، وأحيانًا على أراضي المراعي والضيعات الزّراعيّة [برونشفيك، تاريخ إفريقيا].

    ويحقّ الانتفاع بأراضي الظّهير وبثمارها دون تملّكها و إذا أقطعت لشخص ما وتوفيّ أقطعت لغيره ولا تورّث عنه، فهي منفعة لصاحب الإقطاع فحسب دون ورثته.

    ويذكر الونشريسي نوعا آخر من أراضي الظّهير، يمنحها السّلطان لأفراد نظير خدمات قدّموها للدّولة، تتميّز بأنّها ملكيّة خاصّة، يجوز بيعها وتوارثها، وقد أطلق عليها اسم (الأرض القانونيّة) [برونشفيك، م.س].


    أراضي الأوقاف


    هي الأراضي التي يتنازل عنها صاحبها، أو السّلطان إذا كان الأمر يتعلّق بأراضي الدّولة فعليّا، وهو ما زال على قيد الحياة، عن حقّ الانتفاع بها، لفائدة الفقراء والمشاريع الخيريّة، ويمكن أن يكون المنتفعون الوسطاء أشخاصًا مهما كانوا، أو وارثيهم حسب نظام محدّد من طرف المحبّس. [الونشريسي، م.س].

    وقد عرف هذا النّوع من الأراضي انتشارًا كبيرًا في المغرب الأوسط بفعل التّأثير الدّينيّ في المجتمع الزيّاني ، خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بعائداتها المالية التي تصرف على المرافق العامّة مثل المساجد والمدارس والزّوايا. [برونشفيك، م.س].


    أراضي الموات


    وهي الأراضي البور التي يقطعها السّلطان لمن يحييها ويزرعها لعامّة المسلمين، فتصبح ملكاً له ويجوز له بيعها. [الونشريسي، م.س].


    نظم استغلال الأراضي


    يستند نظام استغلال الأراضي الزّراعيّة والاستفادة من محصولها إلى وثيقة عقد ، تبرم بين صاحب الأرض على اعتباره مالكا لها، وبين العامل عليها الذي يكون طرفًا رئيسًا في الشّركة المبرمة حسب ما نصّت عليه وثيقة العقد من شروط وأحكام تتّصل بنظم الاستغلال وإدارة الأرض وتوزيع المحصول:


    المزارعة:


    تكون بين طرفين وفي موضع معيّن ولمدّة زمنيّة محدّدة، على أن يتّم استغلالها حسب ما ورد في وثيقة العقد المبرمة بين صاحب الأرض وبين المزارع ، بعد أن قوّما كراء الأرض وعمل المزارع ، فيخرج ربّ الأرض نصف ما يبذر فيها من الحبوب، ويخرج المزارع النّصف الآخر ويخلطا الجميع، ويتولىّ المزارع تعمير الأرض : بزرّيعته، وإجارته، وأزواجه وآلته ، وعليه حصاده وانتقاله من الأرض المذكورة، ودرسه حتى يصير حبا. [الونشريسي، م.س].

    ويتّم توزيع المحصول حسب ما تمّ الاتّفاق عليه في وثيقة العقد (مسألة شركة، مسألة إيجار)، فإن كانت إجارة كان لصاحب الأرض ثلاثة أرباع، ولصاحب العمل الرّبع، وإن كانت شركة تمّت مناصفة، وٕان كان القائم عليها خمّاسا، حصل على خمس المحصول، والأربعة الباقية لصاحب الأرض [الطليطلي، المقنع في علم الشّروط].


    المغارسة:


    وهي أن يدفع المالك أرضه إلى شخص آخر، ليغرسها صنفًا من الشّجر أو أصنافًا يسمّيها، فمتى أثمرت وأطعمت كان ذلك بينهما مناصفةً، وعلى العامل الغرس والحفر والحرز والنّقش إلى ظهور صلاحها وبدء طيبها، ولا تجوز المغارسة في بقل ولا زرع ولا بصل [الونشريسي، م.س] ويمنع أيضًا على صاحب الأرض زراعة الأرض المغروسة.


    المساقاة:


    تكون بين طرفين شريكين، أو بين ربّ الأرض وبين العامل عليها كأجير لمدّة زمنيّة محدّدة وحسب نوع الزرع أو الغرس، وهي ثلاثة أصناف : صنف أصله ثابت ، تنقطع ثمرته . فالمساقاة في ذلك جائزة في كلّ وقت ظهرت ثمرته أم لا.  وصنف ثان إذا حدثت ثمرته لم يبق له أصل كالزّرع والمقثاة؛ فالمساقاة في ذلك جائزة عند الضّرورة . وصنف ثالث لا تجوز مساقاته إذا لم ينبت وكذلك إذا نبت لأنّه لا أمد له، كالبقول، والموز، والقضب، وكل ما يجذّ ويخلف [الونشريسي، م.س].

    ولا يجوز حسب الإمام مالك مساقاة : ما جاز بيعه، أو جاز كراؤه، لأنّه يترك في الأرض كراءً معلومًا، ويرجع إلى غرز الجزء ممّا تنبت الأرض ويدع في الثمرة ثمنا معلومًا، ويرجع إلى المساقاة فيصير أجره على جذّها ومؤنتها [الطليطلي، م.س].

    أمّا عن مصادر السّقاية في المغرب الأوسط فهي متعدّدة ، وهو ما ذهب إليه حسن الوزاّن عند وصفه مدينة تلمسان بقوله : "وفي المدينة عدّة سقايات" [القيرواني، النوادر والزيادات] وحصرها ابن حوقل من خلال وصفه لمدينة برشك في الأنهار والآبار بقوله : "ولها مياه جارية وآبار ماء معين" [الوزّان، م.س] وحدّدها الونشريسي بشكل دقيق في الأمطار ، والعيون ، والآبار، والأودية ، والصّهاريج [إبن حوقل، صورة الأرض].

    ويشير القلقشندي إلى ذلك بقوله : "وهي مدينة (تلمسان) في سفح جبل... ماؤها مجلوب من عين على ستّة أميال منها، وفي خارجها أنهار وأشجار ويستدير بقبليها، وشرقيها نهر يصبّ في بركة عظيمة من آثار الأوّل، ويسمع لوقعه خرير على مسافة ، ثم يصبّ في نهر آخر، بعدما يمرّ على البساتين ، ثم يصبّ في البحر" [الونشريسي، م.س].

    أما عن نظام الريّ في تلمسان ، فيوصف بالتّنظيم الدّقيق للغاية ، بحيث كان المزارعون يتعاونون فيما بينهم على سقاية الأرض على نحو بلغ الغاية في التّرتيب، فقد كان بتلمسان عين ماء مشتركة بين أهلها يسقون منها بساتينهم ومزارعهم بحصص دورية، وبأوقات معلومة وهو ما توضّحه هذه النّازلة : "وسئلت من قبل القاضي بتلمسان أبي زكرياء يحي بن عبد الله بن أبي البركات : سيّدي رضي الله عنكم جوابكم في عين ماء مشتركة بين أناس يسقون منها جنّاتهم ، فمنهم من حظّه نهاراً، ومنهم من حظّه ليلاً، ومنهم من حظّه في غدوة إلى الزّوال، ومنهم من حظّه من الزّوال إلى العصر، واستمرت العادة فيما ينيف على الخمسين عامًا ، فمنهم من كان يروي أرضه نهاراً، ومنهم من يرويها ليلاً، وفئة ثالثة كانت تروي من الغداة إلى الزّوال، وفئة أخرى تروي من الزّوال إلى العصر، واستمروا يزاولون هذا الإجراء لسنوات طويلة تنيف على الخمسين عامًا" [القلقشندي، صبح الأعشى].


    الإنتاج الزّراعي


    لقد كانت جودة الأراضي وخصوبتها [الونشريسي، م.س]، وتعدّد طرق استغلالها ونظمها [إبن حوقل، م.س]، وتنوّع مصادر المياه وأساليب السّقي، واعتناء سكّان تلمسان واهتمامهم بالنّشاط الزّراعي [الونشريسي، م.س]، عوامل مهمّة في تفسير نوعية الإنتاج وكمّيته في الدّولة الزيّانيّة، فمنطقة تلمسان وما جاورها من الأراضي شهدت نشاطا مكثّفًا يتّفق أغلب الجغرافيين على التّنويه بأثاره مع زيادة في الإنتاج.


    الخضر والفواكه


    تتوفّر زراعة الخضر والفواكه في الأراضي الخصبة المجاورة للأودية والعيون، في شكل مزارع و بساتين وجنان [الونشريسي، م.س]، حيث تشير كتب الجغرافيا إلى أنواع عدّة من الخضر منها: الجزر واللّوبيا والكرنب والبصل والخيار والقثاء واللّفت والباذنجان والقرع وقصب السّكر، والقنبيط والخّس والهليون. [الإدريسي، نزهة المشتاق].

    أمّا الفواكه فهي على أنواع وأذواق مختلفة مثل: العنب والتّين والسّفرجل والتّفاح والكمثري والزّعرور والخوخ والمشمش والتّوت واللّيمون والجوز والنّخيل وغيرها. [الإدريسي، م.س].

    وعن هذه المحاصيل يصف حسن الوزاّن تلمسان بقوله : "وفي المدينة عدّة سقايات...حيث الكروم المغروسة الممتازة تنتج أعنابًا من كلّ لون، طيّبة المذاق جدا، وأنواع الكرز الكثيرة التي لم أر لها مثيلاً في جهة أخرى، والتّين الشّديد الحلاّوة، وهو أسود غليظ طويل جدا، يجفّف ليؤكل في الشّتاء ، والخوخ والجوز واللّوز والبطّيخ والخيار وغيرها من الفواكه المختلفة". [الوزّان، م.س].

    ويشير يحي بن خلدون إلى بعض المنتوجات الزّراعية التي تثمرها أرض تلمسان بقوله : "ويوجد بخارجها...الحدائق الغلّب، بما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين من فواكه الرمّان، والزّيتون، والتّين ... وتنصبّ إليها من أعلى جبالها أنهار من ماء غير آسن ... ويسقي بساتينها خارجها، ومغارس الشّجر، ومنابت الحبّ." [يحي بن خلدون، م.س].

    وأمّا تيهرت وتنّس وشرشال ومازونة ومليانة والبطحاء ووهران وغيرها من أراضي الدولة الزيّانية، فكانت لا تختلف عن تلمسان، بها فواكه حسنة مختلف ألوانها: "والأراضي جيّدة تعطي غلّةً حسنة" [الوزّان، م.س].  ويصف القلقشندي فواكه تيهرت بقوله : "وبها البساتين الكثيرة المونقة والفواكه الحسنة ، والسّفرجل الذي ليس له طعم أو شمّ" [القلقشندي، م.س].

    ويضيف ابن حوقل ما تنتجه مدينة برشك بقوله : "ولها مياه جارية وأبار معين، وبها فواكه حسنة غزيرة وسفرجل معنّق ،كالقرع الصّغار وهو طريف وأعناب." [إبن حوقل، م.س].

    أمّا النّاحية الممتدّة ما بين مدينة تنّس والمسيلة فكانت هي الأخرى تنتج ما لذّ وطاب من الخضر والفواكه والتّوابل : "ومن مدينة تنّس إلى المسيلة قرى كثيرة عبر مراحل... لها كروم ذوات سوان، يزرعون عليها البصل والسّهدانج والحنّاء والكمّون، ولها كروم كثيرة ومعظمها على نهر الشّلف، ومن التنّس إلى الشلّف مرحلتان" [الإدريسي، م.س].


    الحبوب ومحاصيل أخرى


    تتّم زراعة الحبوب في الأراضي الخصبة خاصّة السّهليّة منها، كسهل تسّالة، وسهل وادي الشلّف، وسهل تيارت وسهول متّيجة، بالإضافة إلى السّهول السّاحليّة الأخرى كسهل تنّس (الظّهرة)، ووهران، وهنين، والأراضي المحيطة بتلمسان ومن أهمّ أنواع الحبوب القمح، الشّعير، الحنطة وغيرها [بوزياني، نظم الحكم].

    وحول نوعيّة إنتاج القمح وكميّته يشير حسن الوزاّن إلى سهول تسّالة المجاورة لتلمسان بقوله : "أمّا مدينة تسّالة فتقع في سهل كبير يمتدّ على مسافة عشرين ميلاً، ينبت قمحًا جيّدا جميل اللّون غليظ الحبّ يمكنه وحده أن يزوّد تلمسان بما تحتاجه من حبوب" وعن مدينة تنّس يقول : "وأمّا إقليمها فينتج الكثير من القمح" ويذكر أيضًا سهل البطحاء "في سهل فسيح ينبت فيه القمح بكثرة، وكانت تحقّق لملك تلمسان دخلا يقدّر بعشرين ألف مثقال".[الوزّان، م.س].

    أمّا حوض الشّلف وما جاوره من الأراضي الخصبة كسهول مليانة وبرشك فتنتج إلى جانب القمح، الشّعير والحنطة والكتّان، هذا إلى جانب المناطق الجبلية كجبل متغارة، وولهاصة وبني يزناسن ومطغرة التي لا تنتج إلاّ الشّعير. [الوزّان، م.س].  ويذكر الوزّان مدينة برشك بقوله : "وتنتج البادية الجميلة من حولها كثيرا من الكتّان والشّعير" [الوزّان، م.س].

    وإلى جانب هذه المحاصيل تشير بعض المصادر الفقهيّة إلى زراعة القطن والقطاني والذّرة والمقاتي [الونشريسي، م.س] فالقطن والكتّان من المحاصيل الزراعيّة الهامّة في المغرب الأوسط خاصّة في الصّناعات النّسيجيّة، ممّا يفسّر انتشاره في مناطق عدّة، وهو ما يؤكّده حسن الوزاّن بشأن سكّان مدينة ندرومة بقوله : "ويتنجون على الخصوص أقمشة القطن لأنّه ينبت بكثرة في النّاحية" [الوزّان، م.س].


    نظام الرّعي وتربية الماشية


    تشير إحدى الدّراسات الحديثة [حساني، تاريخ الدولة الزيانية] إلى أنّ أراضي الدّولة الزيّانيّة كانت في حقبة من حقب تاريخها مرتعا ومرعى للحيوانات المختلفة والماشية خاصّة الأغنام والأبقار والإبل والخيول والحمير، وتزاول من طرف القبائل التي توجد مضاربها ضمن محيط الدّولة.

    ويصف ابن خلدون الحياة الرّعوية لبعض القبائل ضمن نطاق المغرب الأوسط بقوله : "ويضعن أهل العزّ منهم والغلبة لانتجاع المراعي، فيما قرب من الرّحلة، لا يتجاوزون فيها الرّيف إلى الصّحراء والقفار الأملس ومكاسبهم الشّاة والبقر والخيل...وربّما كانت الإبل من مكاسب أهل النّجعة منهم شأن العرب، ومعاش المستضعفين منهم بالفلح ودواجن السّائمة" [إبن خلدون ، كتاب العبر].


    ومن القبائل التي اشتهرت بتربية الماشية


    قبائل بني توجين، ومغراوة خاصّة في المرتفعات الجبليّة، أمّا القبائل النّاجعة فأغلب حيواناتهم الإبل، بينما انحصرت تربية الخيول في المناطق السّهلية والهضاب [بوزياني، م.س].

    وكثرت تربية الأبقار في المغرب الأوسط، حيث المراعي والأعشاب، والأراضي المستوية في الشّمال خاصّة في مدينة تيهرت وأراضي مطماطة، بينما اشتهرت تربية الأغنام والماعز في الهوامش الشّمالية للصّحراء في الشّتاء، والسّفوح الجنوبيّة في الصّيف. [حساني، م.س].

    ويذكر ابن حوقل مواضع مختلفة من أراضي الدّولة الزّيانيّة، ارتبط اسمها بتربية الماشية، فيصف تيهرت بقوله : "وهي أحد معادن الدّواب والماشية والغنم والبغال والبراذين (أي الخيول الغير عربية) الفراهية، ويكثر عندهم العسل والسّمن"، وهي إشارة إلى تربية النّحل، ويشير إلى مدينة وهران وما جاورها بقوله : "وأكثر أموالهم الماشية ، ولهم منها الكثير" [إبن حوقل، م.س].

    وينفرد الوزاّن بوصف دقيق للحياة الرّعوية لسكّان إقليم بني راشد التي لا تبعد كثيرًا عن تيهرت بقوله : "يقيمون في البادية ويعيشون تحت الخيام معتنين بماشيتهم، ولهم عدد وافر من الجمال والخيل" وأمّا عن البطحاء التي لا تبتعد كثيرا عن تلمسان، فيصف أحد الرّعاة بقوله : "وتكاثر بقره وخيله وغنمه إلى حدّ أصبح هو بنفسه لا يعرف عدد رؤوس تلك الماشية.. وأنّ له زهاء خمسمائة من الخيل، وعشرة آلاف من الغنم، وألفين من البقر" [الوزّان، م.س].


    بعض أنواع الصّنائع والحرف


    مثّلت بعض الحرف والصّنائع في المجتمع الزيّاني القاعدة الإنتاجية للمدينة، بما كان يقدّمه الحرفيون من دور بارز في تنشيط الحياة الاقتصادية، وذلك بإستغلال الموادّ الأوّلية وتحويلها فلاحيّة كانت أم معدنيّة إلى بضائع استهلاكيّة قابلة للتّسويق، ومن أهمّ هذه الصنائع :


    الصّناعات النّسيجية:


    تعتمد هذه الصّناعة على موارد مختلفة كالصّوف، والقطن، والكتّان، والحرير والجلود المدبوغة على اعتبارها مادّة أوّليّة متوفّرة بشكل كبير في أراضي الدّولة الزيّانية، وتشمل بوجه خاصّ : حياكة الملابس والزّرابي والحنابل، وصناعة الخيم والأحذية والسّروج والعمائم والأحزمة وغيرها [الوزّان، م.س].

    ونوّه الزّهري بمكانة تلمسان في صناعة المنسوجات الصّوفيّة بقوله : "وهي دار مملكة يعمل فيها من الصّوف كلّ شيء بديع من المحرّرات والأبدان وأحاريم الصّوف والسّفاسير والحنابل المكلكلة وغير ذلك وهذا من بديع ما خصّ به أهلها من جميل صنعهم...ومنها يجلب لقيط الصّوف والأسيلة لسروج الخيل إلى بلاد المغرب وبلاد الأندلس" [الزهري، كتاب الجغرافيا].

    فقد كان أبو زيد عبد الرّحمن بن النّجّار من كبار أرباب الحرف بتلمسان يزاول حياكة الصّوف الرّفيع في درب شاكر، وكان أغلب هذا الدّرب له ولخدّامه، يقصده كبار التّجّار من المشرق والمغرب للاقتناء منها، وكان يجني من بيعه لهذا الصّوف ألف دينار في اليوم الواحد. [إبن مرزوق، المناقب المرزوقية].

    وانفرد جورج مارسي بوصف دقيق لخياطة السّروج وتطريزها بقوله : "إلاّ أنّ الفرسان المحتفظين بتذّوق السّروج الفاخرة قد يجدون بتلمسان طراّزين أكفّاء يقومون ببسط مشبك الزّخرف المزدوج في شكل أغصان ملتفّة بالسّلك الذّهبي أو الفضيّ على جلد أو قطيفة السّروج والعمائم والأحزمة" [مارسي، تلمسان].


    الصّناعات الفخّارية والخشبيّة:


    ارتبطت حرفة الفخّار بوجود عدد من الأفران المتخصّصة بصناعة الفخّار والخزف والقرميد، بمدينة تلمسان وضواحيها، خاصة بالقرب من باب العقبة، و يشير جورج مارسي إلى تراجع هذه الحرفة عمّا كانت عليه من تطور وازدهار منذ زمن طويل مقارنة بحرف أخرى كالنّسيج. [مارسي، م.س].

    ومن المؤكّد أنّ هذه الصّناعة قد تأثرت بشكل كبير من خلال فئة الأندلسيين، الذين أدخلوا معهم إلى بلاد المغرب الأوسط صناعات جديدة كصناعة الزّليج ذو الألوان المختلفة [برونشفيك، م.س].

    وكذا فإن عمارة المساجد وبناء القصور والبيوت في هذا العصر تركت أثاراً كبرى في تطوير الصّناعات الخشبيّة، بما احتاجته من أسقف ونوافذ وأبواب ومنابر ومقصورات وأثاث وتحف زخرفيّة، وكانت السّقوف الخشبيّة تغشى بالقصدير والأصباغ الملّونة، والأبواب تغشى كلّها بالنّحاس الأصفر، وكانت المنابر والمقصورات تزخرف بأشكال هندسيّة ونباتيّة وتطعم حشوات المنابر بالعاج والأبنوس والصّندل والعنّاب وأصناف الخشب العظيم.

    وقد برز كذلك في القرن التّاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي، النّحت على الخشب بالنسبة إلى الأثاث والخزائن والصّناديق وأبواب المساجد، ومن بين الآثار الدّالة على هذه المرحلة ثريّة مسجد تلمسان التي تعود إلى عهد يغمراسن بن زيّان [633-681ه / 1235-1282م] [حساني، م.س].  هذا إلى جانب النّحت على الجبس والزّخرفة والفسيفساء الفنيّة التي وجدت على سطوح الحجرات المبلّطة بالزّليج الملون، وهو ما ذهب إليه الحسن الوزاّن في وصفه لمدينة هنين التي لا يفصلها عن تلمسان إلاّ أربعة عشر ميلا بقوله : "ودورهم في غاية الجمال والزّخرفة..أرضها مبلّطة بالزّليج الملون، وسفوح الحجرات مزيّنة بنفس الزّليج، والجدران مكسوّة كلّها بالفسيفساء الفنيّة" [الوزّان، م.س].

    وتعد المدرسة التّاشفينيّة آية في الزّخرفة والجمال، إذ يصفها جورج مارسي بقوله : "ولعب التّلبيس الخزفي في الزّخرفة دوراً هامًا.. ...فجهّزت بالخزف محيطات الأبواب ورصف القاعات، وتقدمت المصلى فسيفساء من المرمر تأطّرت بزخرفة ضفيريّة نباتيّة رقيقة" [مارسي، م.س]


    الصّناعة المعدنيّة:


    هي من بين الصّناعات التي أخذت اهتماما خاصا من قبل السّلطة الزيّانيّة لارتباطها بالحياة المدنيّة من جهة والحياة العسكريّة من جهة أخرى، ويعود السّبب في تطورها إلى وفرة المواد الأوليّة في محيط الدّولة وقربها من مناجم الذّهب والزّنك والحديد بشكل خاص. [البكري، إفريقية وبلاد المغرب].

    شملت هذه الصّناعة الأسلحة التّقليديّة كالسّيوف، والرّماح، والدّرق، والمجانيق، والعراّدات، والآلات المختلفة التي تستعمل في عمليات الحصار.

    وقد استعملت في مواضع مختلفة، كمصاريع للأبواب ومقابض ومطارق لها، إلى جانب بعض الأدوات البسيطة كالفؤوس والمحاريث والشّبابيك وغيرها. [حساني، م.س].

    وارتبطت كذلك بسكّ العملة وصناعة النّقود من دنانير ودراهم، بلغ عددها إثنان وثلاثون ديناراً ذهبيا في غاية الجودة والإتقان، بما تحمله من أشكال هندسيّة، وأقوال مأثورة لأسماء لملوك والسّلاطين، وآيات من القرآن الكريم، ومعلومات أخرى تفيد أنّها ضربت بمدينة تلمسان، مما يؤكد وجود دار للسّكة. [بوزياني، م.س].


    النّظام التّجاري


    تنظيم الأسواق وإدارتها


    كان لكلّ سوق وقت محدّد لانعقاده ونوع معيّن من السّلع التي يختص بها ، حيث تشير بعض الدّراسات [الوزّان، م.س] إلى عدد من الأسواق الأسبوعية والموسميّة في البوادي والمدن :

    كسوق سيدي بوجمعة الذي يعقد كل يوم أربعاء بمدينة تلمسان، وسوق بني راشد الذي يعقد كل خميس ويباع فيه عدد وافر من الماشية والحبوب والزيت والعسل، وكثير من المنسوجات وأشياء أخرى أقل قيمة ، كالحبال والسّروج والأعنّة وحاجيات الخيل.

    كما وجد عدد آخر من الأسواق الحرفيّة مثل : سوق الخراّزين، وسوق النّحاسيين، وسوق العطّاريين، وسوق الغزل والنّسيج، وسوق الخضر والفواكه، وسوق اللّحوم .


    مراقبة الأسواق


    تعكس أهميّة الرّقابة المفروضة على الأسواق في الدّولة الزيّانيّة قضايا متعدّدة ذات صلّة بحياة المجتمع وتقاليده ضمانا للسّير الحسن للنّشاط التّجاري، ورغبة لوضع حدّ للسّلوكيات الدّنيئة الصّادرة عن بعض الباعة والتّجار ومن ذلك :

    مراقبة المكاييل والموازين التي كان يستخدمها التّجار في تعاملاتهم اليوميّة لوضع حدّ لطرق الغشّ والتّدليس في بيع السّلع وشرائها، وتذكر بعض المصادر عددًا من وحدات الكيل التي يستعملها أهل تلمسان ومدن المغرب الأوسط في تعاملاتهم منها الصّاع وهو ما يعادل أربعة أمداد نبويّة، مع العلم أن الصّاع الشّرعي يساوي أربع حفنات [الونشريسي، م.س]، أمّا الوسق ويسمّى الصّحفة فيعادل ستّون صاعًا بالصّاع النّبوي بإجماع العلماء، أمّا وحدة الوزن الشّائعة فكانت الرّطل، وكلّ الرطل يساوي ستة عشر أوقية، بينما حدّدت وحدة الأوزان الكبيرة بالقنطار، في حين كانت وحدة وزن الذّهب هي المثقال [برونشفيك، م.س].

    ويذكر الونشريسي أنّ من الباعة والتّجار من كان يلجأ إلى الغشّ والتّحايل، ومن ثمّة يتعرض للعقوبة من جانب المحتسب أو صاحب السّوق، ومن أمثلة الغشّ في الأسواق بيع الخبز ناقص الوزن، وخلط العسل الجيّد بالرديء والزّيت القديم بالجديد، ومزج اللّبن بالماء. [الونشريسي، م.س].

    ومن أجل تفعيل الرّقابة على الأسواق وتأمينها، أسند هذا الأمر لعدد من الأمناء ومحتسبي الأسواق وقد اشترط في اختيارهم لهذا المنصب جملة من الشّروط حدّدها محمّد بن أحمد بن عبدون التّجيبي بقوله : "ويجب أن يكون المحتسب رجلاً عفيفًا، خيّرًا، ورعاً، عالماً، غنيا، نبيلاً، عارفًا بالأمور، محنّكًا ، فطنًا، لا يميل ولا يرتشي، فتسقط هيبته ويستخّف به ولا يعبأ به ويتوبخ معه المقدّم له".[بروفنسال، ثلاث رسائل أندلسية].

    ويبدو أنّ حكّام الدّولة الزيّانيّة لم يتقيّدوا بهذه الشّروط في أواخر عهدهم ، وأصبحوا يعهدون بها لأناس عاديّين لا تتوفر فيهم الكفاءة اللاّزمة لممارسة هذه المهنة، إذ تكشف كتب النّوازل المعاصرة لذلك عن انتشار الغشّ في الأسواق والتّلاعب بالمكايّيل والموازين، وبالسّلع المعروضة في السّوق مقابل غضّ البصر من قبل ولاّة الأسواق وحصولهم على رشاوى ومنافع ماديّة من طرف التّجار وأصحاب الصّنائع. [العقباني، تحفة الناظر].


    نظام التّسعير في الأسواق


    شكّلت ظاهرة التّسعير في أسواق الدّولة الزيّانية جدلاً فقهيا بين مؤيّد ورافض للفكرة، إذ تشير بعض النّوازل الفقهيّة إلى حرمة سياسة التّسعير، لأنّه مظلمة في حقّ التّجار والباعة في الأسواق سيّما في أوقات الغلاء لأنّ ذلك مقدّر من الله ولا دخل للإنسان فيه. [المجيلدي، التسيير في أحكام التسعير].

    في حين رأى بعض الفقهاء أنّ التّسعير واجب، خاصّة إذا تعمّد التّجار سياسة الغلاء في أوقات الشدّة بإخراج ماعندهم من البضائع المحتكرة ومضاعفة أثمانها، فإنّهم يجبرون على الحطّ من السّعر والالتحاق بأسعار السّوق حتّى لا يضرّ ذلك بعامة النّاس. [المجيلدي، م.س].

    ومن بين الذين كانوا يحثّون على العمل بنظام التّسعير في أسواق المغرب الأوسط العالم والفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن قاسم بن سعيد العقباني التلمساني بقوله : "قلت كان سيّدنا وشيخنا الجدّ الأقرب يقول : يتعيّن أن يكون التّسعير على أهل الأسواق في هذا الزّمن متّفقا عليه وتفقّدهم في كلّ لحظة فضلاً عن كلّ يوم لازم بما دانوا به من جميع المحظورات في البيع والابتياع، ومن أخبث شرورهم وأشنع مرتكبات محذورهم أنّ الجالب إن أدركه سبب التعذّر ولو من وابل مطر أو شدّة وحل فإنّهم يعدّون ذلك عذرا لخلاء السّوق من المطعومات وغيرها، إظهاراً منهم لفراغ ما بأيديهم من ذلك لتعذّر جلب الجالبين ومخازنهم به ملآى وما ذلك إلاّ من ترصدهما الحطيطة في السّعر لا من إخلائهم الأسواق ، فإذا حطّ لهم منه أوقية أخرجوا مختزنهم وباعوا منه الكثير مبادرة على إتيان المجلوب فيرخّص ما بأيديهم" [العقباني، م.س].

    ويتّضح من النّص أنّ العمل بنظام التّسعير كان سارياً في تلمسان ومدن المغرب الأوسط حتّى لا يتجاوز التّجار حدودهم ويترصدّون الظّروف المناسبة للمضاربة والمغالاة.

    وبما أنّ قيمة الأسعار مسألة نسبيّة قد تزيد أو تنقص، نظراً للتّغيرات المفاجئة والظّروف المحيطة، فقد تأكّدت ظاهرة الغلاء في أسعار المواد الغدائيّة سيّما في أوقات المجاعة التي اجتاحت تلمسان أكثر من مرّة، وكان من بينها المجاعة التي حلّت بها ما بين 698 707ه / 1299-1307م، نتيجة الحصار المريني حيث نفذت الأقوات وفرغت المخازن من الطّعام وارتفعت الأسعار. [إبن مرزوق، م.س].

    وللتّخفيف من حدّة الغلاء في الغذاء خاصّة أيّام المحن والشدّائد، منع الفقهاء والقضاة احتكّار السّلع من قبل التّجار، وقاموا بحثّهم على إخراج القمح والشّعير وسائر الأطعمة المدّخرة وبيعها في الأسواق لحاجة النّاس إليها بسعر معقول، وقد شدّدوا العقاب على بعضهم إذا ماتبيّن امتناعهم عن إخراج سلعهم لبيعها، وٕان لم يفعلوا تخرج بضاعتهم وتباع قصرا ويعطى لهم رؤوس أموالهم والفائدة تفرق على الضّعفاء تأدّيبًا لهم، وٕان لم ينتهوا عن ذلك كان الضّرب والسّجن لهم، وقد شدّدوا النّكير على متلقي السّلع في الفنادق، وألزموهم بإنزالها إلى الأسواق ليدركها الضّعيف والقويّ، فضلا عن ذلك فقد أجاز فقهاء المغرب الأوسط التّسعير على التّجار خصوصًا إذا تجاوز هؤلاء حدودهم في البيع، وكان الغلاء متفاحشًا[العقباني، م.س]، ويتحكّم في غلاء الأسعار أيضًا في غير أوقات المجاعة وظاهرة الاحتكار، قانون العرض والطّلب، فإذا كانت السّلعة نادرة الوجود تعمّد التّجار تخزينها حتّى يكثر الطّلب عليها وترتفع أثمانها في الأسواق[حساني، م.س]، كما أنّ التّجار الذين يحتكرون الزّرع يستغلّون هذا الظّرف للزّيادة في أسعار القمح والشّعير، أو يشترونه مباشرة من الدّور والفنادق قبل نزوله إلى الأسواق قصد التّحكم في تسعير[العقباني، م.س] لذلك نهى الفقهاء عن هذا السّلوك، ومنع الحنّاطين من شرائه في الدّور أوقات الغلاء، لأنّه يدخل في باب المضرّة بالأسواق، ومثلهم في ذلك مثل الطّحانين الذين يشترون القمح في الدّور ويطحنونه ويبيعونه دقيقًا للنّاس بسعر مرتفع ، لأنّهم يحتسبون في ذلك جهودهم في الطّحن [العقباني، م.س].

    وفي بعض الحالات لا يقتصر تحديد الأسعار على المحتسب فقط ، بل يختار التّجار من له معرفة بأحوال السّوق، وخبرة في تميّيز الجيّد من الرّديء فيحدّد لهم الأسعار ويلتزمون بها، ولو كان ذلك مؤقتا. [حساني، م.س].


    التّجارة الخارجيّة للمغرب الأوسط


    كان للاستقرار السّياسي الذي شهده المغرب الأوسط في العصر الزيّاني أثره في ازدهار حركة التّجارة وتنشيطها حيث شهدت أسواقه نشاطا متميّزا في البيع والشّراء، وذلك بتشجيع كبار التّجار وصغارهم على المشاركة في إقامة الأسواق الأسبوعيّة وتفعّيلها في البوادي والمدن [فيلالي، م.س].

    ويتحكّم في تنشيط هذه الأسواق وتفعيلها، فئات التّجار على اختلاف أصنافهم ورؤوس أموالهم، ويمكن أن نميّز بين ثلاثة أصناف من التّجار :

    تجّار صغار يزاولون تجارتهم بمفردهم، وأغلب هؤلاء يكونون إمّا مستأجرين للدّكاكين والمتاجر، أو متجولين بين الشّوارع والأزقة، لا تزيد قيمة بضاعتهم عن مائتي دينار وتجّار يتنقلون بين المدن وأسواقها، يشاركون التّجار الأجانب في البيع والشّراء، ويوظفون ما بين مائتي دينار وخمسمائة، وتجّار كبار يقومون برحلات نحو السّودان ودول أروبا ويحتكرون عددا من السّلع والبضائع . [حساني، م.س].

    وتنفرد الفئة الثالثة عن غيرها بتنشيطها للتّجارة الخارجيّة ، إذ أصبحت مدن المغرب الأوسط مقصدا للقوافل والتّجار من الأقطار المختلفة خاصّة القادمة من أروبا وغيرها من البلاد المسيحيّة [الوزّان، م.س] وقد لعبت الموانئ التّجارية دورا أساسيا في تفعيل المبادلات التّجارية عن طريق البحر الأبيض المتوسط .

    لقد كان التّجار المسيحيّون القادمون من أروبا يتمتعون بالأمن والحماية أثناء إقامتهم في موانئ المغرب الأوسط، أو أثناء رحلاتهم البحرية متّجهين نحو هذه المناطق، وزيادة على ذلك فقد كانوا أحراراً في بيع سلعهم إمّا نقدا أو مقايضة على أن يلتزموا بواجبات مقابل هذه الضمانات منها الرقابة الدائمة على السلع والبضائع الواردة إلى أسواق المغرب الأوسط، وعدم الاحتكار التجاري لسلعة معينة، إلى جانب التقيد ببعض المحظورات المتعلقة بنوع البضائع المتبادلة، ودفعهم للضرائب المفروضة على سلعهم للسلطة الحاكمة في تلمسان.

    وتذكر كتب الجغرافيا والرّحلات ، عددًا من الموانئ التّي قامت بدور فاعل في الحركة التّجارية، ومن هذه الموانئ ميناء تنّس فهو من أكبر الموانئ التي يتعدى إليها الأندلسيّون بمراكبهم ويقصدونها بمتاجرهم [إبن حوقل، م.س] أمّا المرسى الكبير الذي لا يبعد عن وهران سوى بضعة أميال، فهو من أشهر موانئ المغرب الأوسط، ترسو فيه بسهولة مئات الم ا ركب والسّفن المحمّلة بالبضائع والقادمة من أروبا [الوزّان، م.س].

    كما كان لميناء مستغانم رغم صغر حجمه ، دور هام في استقبال منتجات أروبا لتغطية الاحتياجات الاستهلاكية للسّكان، رغم أنّ أصحاب السّفن لا يحققون أرباحًا مهمّة لشدّ ة فقر السّكان . [الوزّان، م.ن].

    وفي مقابل ذلك عرفت مدن المغرب الأوسط على غرار مدينة تلمسان حركة تجارية نشيطة مع بلاد السّودان[الوزّان، م.ن]، فبرزت في المجتمع التلمساني عائلات عدّة مارست النّشاط التّجاري، واشتهرت بالغنى ويسر الحال أهمّها : عائلة المقري التّي اشتهرت بتجارتها الواسعة للذّهب، وامتلاكها لعدد من الوكالات التّجارية في الواحات الصّحراوية [المقري، نفح الطيب] إلى جانب عائلة النجّار التي اشتهرت بحياكة الصّوف والتّجارة فيه مع البلدان المختلفة مشرقًا ومغربًا، فضلا عن عائلة المرازقة والعقباني وغيرها من البيوتات التي جمعت بين العلم والتّجارة في آن واحد. [إبن مرزوق، م.س].

    لقد كان هؤلاء التّجار يزاولون التّجارة بأنفسهم، أو بوساطة مواليهم وعبيدهم وفي بعض الحالات لجأ هؤلاء إلى استئجار وكلاء ينوبون عنهم في عملياتهم التّجارية، سواء أفي السّودان أم بلاد المشرق أم دول أروبا، ومن الوكلاء من كان يختصّ بتاجر واحد، وبعضهم منهم بعدد من التّجار حيث يستقبلون سلعهم، وينقل ونها بعد ذلك إلى المدن الدّاخلية. [حساني، م.س].

    لقد حرص هؤلاء التّجار على تأمين مدن المغرب الأوسط تجاريًا، وتغطية احتياجات سكّانها من البضائع والمؤن، فيصفهم مارمول بأنهم "أناس طيبون أوفياء في تجارتهم، معتزّون بالنّظم والحضارة وحسن التّدبير، مهذبون مع الأجانب، وأهم تجارتهم في غينيا حيث يحملون بضائعهم كلّ سنة ويأتون منها بالتّبر والعنبر والمسك وسنور الزّباد ورقيق السّود وأشياء أخرى من بضائع البلد، ويتجرون بالتّبادل محققين كثيراً من الرّبح [كربخال، إفريقيا].

    ويضيف حسن الوزاّن قائلاً : هم "أناس منصفون مخلصون جدّا وأمناء في تجارتهم، يحرصون على أن تكون مدينتهم مزوّدة بالمؤن على أحسن وجه، أهم أسفارهم التّجارية هو الذي يقومون به إلى بلاد السّودان، وهم وافروا الغنى أملاكًا ونقودًا" [الوزّان، م.س].
     

    الهوامش


    1. [إبن خلدون ، المقدمة]، عبد الرحمن بن خلدون (ت 808 ه / 1406 م ) ، المقدمة، ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس خليل شحادة، مراجعة سهيل زكار، دار الفكر، لبنان ، 2000م.
    2. [يحي بن خلدون، بغية الرواد]، أبو زكرياء يحي بن محمد إبن خلدون (ت 780 ه/ 1378 م ) ، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد ، تحقيق ألفريد بال ، الغوثي أبو علي، مطبعة فونطانة، الجزائر.
    3. [الونشريسي، المعيار المعرب]، الونشريسي أبو العباس (ت 914 ه ، 1508م)، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب، خرجه جماعة من الفقهاء بإشراف محمد حجي ، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1981م.
    4. [فيلالي، تلمسان في العهد الزياني]، فيلالي عبد العزيز، تلمسان في العهد الزياني ( دراسة سياسية، عمرانية، إجتماعية، ثقافية) ، فوم للنشر والتوزيع، الجزائر، 2002م.
    5. [أبو حمو، واسطة السلوك]، أبو حمو موسى العبد الوادي (ت 791 ه/ 1388م) ، واسطة السلوك في سياسة الملوك ، مطبعة الدولة، تونس، 1862م.
    6. [الوزّان، وصف إفريقيا]، الوزّان الحسن بن محمد، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر ، دار الغرب الإسلامي، ط 2، بيروت، 1983م.
    7. [كمال السيد أبو مصطفى، نوازل وفتاوى] ، كمال السيد أبو مصطفى، جوانب من الحياة الإجتماعية والإقتصادية والدينية من خلال نوازل وفتاوى المعيار المعرب للونشريسي، مركز الإسكندرية للكتاب، الإسكندرية، 1996م.
    8. [العروي، مجمل تاريخ المغرب]، العروي ، مجمل تاريخ المغرب، المركز الثقافي العربي، ط 1، بيروت، 1999م.
    9. [إبن خلدون ، كتاب العبر]، عبد الرحمن بن خلدون (ت 808 ه / 1406 م ) ، تاريخ إبن خلدون ، المسمى كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ضبط المتن ووضع الحواشي والفهارس خليل شحادة، مراجعة سهيل زكار، دار الفكر، لبنان، 2000 م.
    10. [برونشفيك، تاريخ إفريقيا]، روبير برونشفيك، تاريخ إفريقيا في العهد الحفصي من القرن 13 إلى نهاية القرن 15م، ترجمة حمادي الساحلي، ط 1، دار الغرب الإسلامي، بيرروت، 1988م.
    11. [الطليطلي، المقنع في علم الشّروط]، أحمد ابن مغيث الطليطلي ( 459 ه / 1067 م) ، المقنع في علم الشّروط، تقديم وتحقيق فرانشيسكو خابيير أغيري شادابا، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، مدريد، 1994م.
    12. [القيرواني، النوادر والزيادات]، القيرواني أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن أبو زيد (386 ه / 994 م)، النوادر والزيادات على مافي المدونة من غيرها من الأمهات، تحقيق محمد عبد العزيز الدباغ، دار الغر الإسلامي ، ط 1 ، بيروت، 1999م.
    13. [إبن حوقل، صورة الأرض]، إبن حوقل أبو القاسم محمد النصيبي (367 ه / 977 م)، صورة الأرض، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، 1992م.
    14. [القلقشندي، صبح الأعشى]، القلقشندي أبو العباس أحمد بن علي (ت 821 ه / 1418 م) صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1922م.
    15. [الإدريسي، نزهة المشتاق]، الإدريسي أبو عبد الله محمد بن محمد (ت 558 ه / 1162 م)، نزهة المشتاق في إختراق الأفاق، مكتبة الثقافة الدينية، مصر.
    16. [بوزياني، نظم الحكم]، بوزياني الدراجي، نظم الحكم في دولة بني عبد الواد الزيانية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1993م.
    17. [حساني، تاريخ الدولة الزيانية]، مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية، الأحوال الإقتصادية والثقافية، منشورات الحضارة، الجزائر، 2009م.
    18. [الزهري، كتاب الجغرافيا]، الزهري أبو عبد الله محمد بن أبي بكر (ت بعد سنة 560هـ / ق12م)، كتاب الجغرافيا، تحقيق محمد حاج صادق، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة.
    19. [إبن مرزوق، المناقب المرزوقية]، إبن مرزوق أبو عبد الله محمد التلمساني الخطيب ( ت 781 ه / 1379 م)، المناقب المرزوقية، دراسة وتحقيق سلوى الزاهري ، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون اللإسلامية، مطبعة النجاح الجديدة، ط 1، الدار البيضاء، 2008م.
    20. [مارسي، تلمسان]، جورج مارسي، تلمسان، ترجمة سعيد دحماني، دار التل للنشر، الجزائر ، 2004م.
    21. [البكري، إفريقية وبلاد المغرب]، البكري أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز (ت 487 ه / 1094 م)، المغرب في ذكر إفريقية وبلاد المغرب، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
    22. [بروفنسال، ثلاث رسائل أندلسية]، بروفنسال ليفي، ثلاث رسائل أندلسية في آداب الحسبة والمحتسب، مطبعة المعهد العلمي لآثار الشرقية، القاهرة، 1955م.
    23. [العقباني، تحفة الناظر]، العقباني محمد بن أحمد بن قاسم التلمساني (ت 871 ه / 1467 م) تحفة الناظر وغنية الذاكر في حفظ الشعائر وتغيير المناكر، تحقيق ونشر علي الشنوفي، مجلة الدراسات الشرقية، المعهد الفرنسي داماس، العدد 19، 1967م.
    24. [المجيلدي، التسيير في أحكام التسعير]، المجيلدي أبو العباس أحمد بن سعيد (ت 1094 ه / 1346 م )، التسيير في أحكام التسعير، تحقيق موسى لقبال، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ط 1، الجزائر ، 1981م.
    25. [المقري، نفح الطيب]، المقري شهاب الدين أحمد بن محمد (ت 1041 ه / 1631 م)، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1988م.
    26. [كربخال، إفريقيا]، مارمول كربخال (ت 1008 ه / 1600 م )، إفريقيا، تحقيق محمد حجي وآخرين، مطبعة المعارف، الرباط، 1948م.

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    1 comments:

    1. احتاج الدور الاقتصادي الحرفيون في العهد الزياني:
      النشاط الفلاحي
      النشاط الصناعي
      النشاط التجاري

      ردحذف

    Item Reviewed: مظاهر الحياة الإجتماعية والإقتصادية في الجزائر في عهد الدولة الزيانية Rating: 5 Reviewed By: Algeria Gate
    Scroll to Top